
الحريات الموجعة
باسم يوسف والسيسي
بنات الوردية وارطانس
(بنات شميدت و(مش عارفه اسم المدير\ه
لم يكن من المفاجئ سماع خبر إيقاف برنامج البرنامج للإعلامي الساخر باسم يوسف، في ظل تغيرات غريبه شهدها الشارع المصري منذ ٣٠ يونيو الفائت. باسم يوسف الذي كان العدو الاكبر لحكومة مرسي، والذي من الممكن انه أحدث تغيرا نوعيا في رؤية الشارع العربي للمفارقات الهزلية التي تحدث من خلال شاشات اعلامنا بألسنه ساستنا وممثلونا بالإعلام.
والمفارقة الساخرة، بان باسم يوسف العلامة الفارقة في التحرر الفكري الذي لم يستطع الحكم الاسلامي الاستبدادي الملامح ايقافه اثناء حكمه، تم اخراسه على يد متابعيه أضداد الحكم الإخواني في مصر.
تذكرني قصه باسم يوسف بالأسطورة المتعلقة بالمهندس الذي بني الحدائق المعلقة بعدن والذي امر السلطان بقتله بعد انهائه تحفته المعمارية لأنه كان يعرف الحجر الذي ممكن ان يهدم المبنى الفني.
والموضوع هنا، باسم كمرحله اتت بالفعل بتنشيط وتعبئه الشارع المصري للتخلص بما يشبه الثورة البنفسجية من الحكم الإخواني، ليصبح هو نفسه العدو الشخصي ببرنامجه للمرحلة الحالية.
والمشكلة ليست بالسيسي. فحتى الان نحن لا نعرف من هو السيسي، ولكن كل ما نراه هو صناعه الاعلام، فالرجل أصبح ايقونة قريبا ما سنرى فيها فرعون بسبب دفع الشعب له. فمن اوقف باسم يوسف، ليس السيسي، ولكنه الشعب نفسه، الذي كان يصفق لباسم عندما كان يثير عيوب الحاكم السابق.
والمشابهة هنا فيما يجري عندنا في موضوع مدرسه الوردية \شميدت
فموضوع الفتيات المحجبات ونظام المدرسة الذي لا يحتوي على نص مباشر يقول بان الفتاه لا يحق لها لبس الحجاب، وتحول الحجاب لموضوع مظهر اجتماعي يقوم المسلمون بمحاوله التخلص منه وليس مديرة المدرسة.
في الايام السابقة سمعت قصصا توحي بان اداره تلك المدارس تتصرف كالدكتاتور الاوحد. ولكن في الحقيقة الموضوع ليس بالضبط هذا. الموضوع ليس اداره مدرسه متبجحه عنصريه الخ…. الموضوع موضوع اهالي وطالبات مسلين ومسلمات بالذات ساهموا ودعموا اداره المدرسة بالتوجه الى الفكر المتشدد تجاه الحجاب. وكأن الحجاب هو افه اجتماعيه يجب التخلص منه.
ونسوا او تناسوا بان الحجاب كان عادة او عبادة، هو اختيار، يرتبط ارتباطا مبدئيا بالحرية الشخصية. الحرية التي حارب من اجلها المصريون للتخلص من حكم الاخوان، ولم يستطيعوا تحمل الوجه الاخر لاختيارهم بنفس الأداة التي استعملوها لتحررهم.
ومجتمع المدرسة المكوّن من اهل وطالبات الذين رضوا بان تسحق فرحة وحرية بنات اخريات بسبب فرحة واهية تسمى حفل تخريج…
اختار الاهل، المحجب منهم ايضا ان يسحق حتى ابسط حرية تنادى فيها فتاه، وهي ان تلبس ما تشاء مقابل “فرحة” مؤقتة ستؤخذ من خلالها بعض صور، لذكريات ستبقى اليمة لأخريات للأبد.
كيف أصبحنا مجتمعات تعيش كذبا وفرحا كاذبا وشعارات كاذبة وحياة كاملة كاذبة من اجل لحظات تلتقط، اساسها سيبقى كذبا …
One comment