استمرار حاله الانفصام
مراجعه سريعه للاخبار حولنا منذ الامس تنحصر وبشده بين موضوعين الهجوم على الاقصى وتبعياته من عمليات الدعس والقمع ، وموضوع احياء ذكرى موت\قتل\استشهاد مش مهم عرفات ، وما يتبعه من مهرجانات يتم التحضير لها ومطالبه حماس بالتحقيق وايجاد الفاعلين عدا طبعا عن اتهام حماس والملاسنات التي قرفنا سماعها منذ الامس.
ليتنا سمعنا حتى هذه المطاحنات بالملاسنات في شجب ما يقوم به الاحتلال منذ اسابيع بالقدس . كيف خرج كل اولئك كالجرذان التي تخرج من الجحور بسم رائحتها المقيته .
ما استوقفني ولا يزال ، هو تعاملنا مع الامور، كل الامور ، اي امور . الانفعال هو عنوان اي رده فعل عندنا . طبعا نحن فقط نقوم بردود الافعال. الافعال دائما مضافه الى الردود بقاموسنا العربي الفلسطيني.
من المآسي الاكبر التي وقعت على رؤوسنا ان احتلال ما تجاوز الستون عاما لم يعلمنا بعض ما عند الاحتلال من محاسن . فقط اخذنا خبائثهم وحولنا انفسنا طوعا الى سلع ومستخدمين لهم ولما يريدون من تصنيع فكري او ثقافي . فرصه لم نحسن استخدامها ، وكنت سأقول باننا اضعناها لولا ان الاحتلال يبدو لا يزال باقي لزمن بعيد ربما نستفيد خلاله من بعض محاسن ما لدى الاحتلال من مزايا .
مع انه وللحقيقه بان الاحتلال تعلم من اهوائنا ايضا ، وهذه لا بد ميزه لنا غير مقصوده طبعا في المساعده على تقصير عمره ، وهو انهم تحولوا الى اشخاص انفعاليون ، متهكمون، منقضون على اصدار الاحكام السريعه والرقص على انكسارات الاخر…مثلنا .
الا ان ما يفرقهم ويفرقنا ان لديهم فيما بينهم الحكماء والمفكرون الذين مهما شحت اصواتهم الا انهم في حركه دؤوبه نحو هدفهم الاساسي وهو بناء ما قرروه وطنا لهم على انقاضنا.
وبينما لا نزال نشجب ونلعن ممارسات الاحتلال البغيضه فينا وضدنا وعلينا ، وبينما لا تزال ممارساتهم القمعيه تشتد من فرض عقوبات ووشد خناق وتعجيز وترهيب بما يشمل من قتل وحبس وتعذيب وسرقه ومصادره وهدم ومخالفات وغيرها ….لا نزال في الطرف الاخر وبنفس الحماس الفارغ ننقض على بعضنا مستكلبين ، نشجب ونهدد ونلعن من لا يمثل فريقنا ضمن كثر الفرقاء فيما بيننا .
وبينما ننشغل في النزاع واللعن والسب واللطم والشماته في ظل مأساه لا نلبث نتعايش معها حتى ترمي بركامها علينا . فشعبنا بغزه عاري بلا غطاء سقف بيت وقسوه برد شتاء . واسرائيل تهدم المنازل على رؤوس اصحابها بالقدس بلا هواده . ونصفق لابناء الشهيد الذين سننساهم
ولا نلتفت لهم بعد ايام ، ولن نسأل في عريهم بعد هدم منزلهم ، ولا على يتمهم وعوزهم وحاجتهم كما لم نلتفت لغيرهم .
بينما يرصد الاحتلال تبرعات لدعمه في امريكا من قبل متطوعين ، ولا استطيع ان اسأل نفسي الا سؤال يعود بطرح نفسه علي دائما ، كيف يتمكن الاحتلال وبكل بشاعته برصد الدعم له ونفشل دائما بحتى تمثيل انفسنا. استطاع نجوم هوليوود تجنير بحفل الجالا قبل ايام ٣٠ مليون دولار لدعم الجيش الاسرائيلي الذي لا يزال يفض الغبار عن مجازره في غزه ويستمر بارتكاب المجازر اليوميه في حق شعبنا على مرآى ومسمع العالم ومع ذلك يحظى وفي ابشع امكنته بدعم لا يتوقف. في حين نعجز نحن في وسط السلخ الذي نتعرض له جمع ابسط انواع التبرعات ولو ليتيم.
هل نقول بان الغرب مجرم واستيطاني ويكره العرب والمسلمين وما يفعله من دعم لاسرائيل هو طبيعي ؟ ممكن،،، ولكن هذا الغرب هو ايضا من نزل الى الشوارع بالعشران ،بل المئات من الااف من الجموع ليقف الى جانب غزه ضد جرائم الاحتلال في حين غاب العرب والمسلمون عن هذا.
احرك الاسئله في رأسي باجاهات كثيره ، ولكن هناك اجابه تفرض نفسها دائما ، وهي نحن … نحن من نجلب العالم لنا وضدنا بأفعالنا.
لا يختلف اثنين على احقيه الشعب الفلسطيني في الوجود ، وعلى عداله قضيته ، وظلم الاحتلال له …ولكن .. في كل مره يقف العالم فيها معنا ، نؤكد من جديد للعالم باننا لا نعنى بالوقوف الى جانب انفسنا .
ما نلبث نربح في بعض المسائل حتى نتوج انفسنا على عروش الانتصارات العظيمه .
ونكتفي بهذا ونحتفل ونمجد في انفسنا وفي من حقق الانجاز ويصبح تحريرنا ومصيرنا ووجودنا كله مرتبط بذاك الشخص او تلك الجماعه .
وما تلبث ريح الاحباط تلوح بنا حتى يصبح بطل الامس القريب المتسبب بخساره اليوم وانهزامه الساحق.
حياتنا تبدو وكانها تقاد بهكذا تسلسلات وكأنها مقصوده ومدروسه .. مما لا شك فيه ان العدو درسها ويعمل على اساسها ، ولكنا لا نزال نراوح في مكاننا فقط نردد ونتردد على صيغه ردود افعال، حتى ان الاحتلال بات لا يراعي حتى اي من هزاتنا موقنا مدركا بانها مؤقته وعبثيه مهما بدت جديه ومهما عظم انتهاك العدو لنا …
اصبحنا مع الاسف اكثر عداوه علينا من العدو نفسه …
احيانا افكر.. انحن فقط في ازمه ثقافيه حياتيه مؤقته ؟ ام ادراكي فقط لهذه الازمه جاء متأخرا ، وما نشهده هو ما كان دوما ؟ ازمه لم تبدأ الان ، ولن تنتهي الا بتغير حقيقي …. لن يأتي .
2 تعليقان