لحظة في تأمل الضياع
. بينما يستمر الوطن العربي بالتشرذم والتخبط والتهالك والتفتت ، بين مسلم ومسلم ، . شيعي وسني، ،كردي وعلوي، وهابي، .،اخواني،علماني …ومسيحي حين امكن.
خلافات تقام على أطراف ما تبقى من الانسانيه ، وإمارات إسلاميه يتزاحم على اعلانها من هب ودب تحت إسم الإسلام وحلم الخلافة والولاية والإمارة.
في زمن حط التخلف عنوانه على المرحلة ، ليصبح الإسلام أضحوكة الحضارات الحديثه ، ورمزا للتخلف والإرهاب والرجعية والغباء السياسي والاجتماعي والثقافي والحضاري والوجودي
تستمر فلسطين بالضياع
بين فكي عدو مغتصب معتد غاشم قاتل ظالم وبين قيادة هشة متشرذمة متهالكة.
تستمر فلسطين بالضياع أرضا وشعبا .
ما نلبث نلملم أحزاننا كشعب من بطش وعدوان يطول في كل لحظة عزيز أو قريب أو حبيب . أو نلجأ إلى مأوى يحمينا حرقة صيف أو برد شتاء بعد هدم بيت أو الاستيلاء على أرض أو مصادرة مصدر رزق أو عيش حتى نجد أنفسنا محاصرون بحصار يشبه الأسلاك الشائكة . متشابكه متفرقه حادة لاسعة.
محاصرون بأسلاك نحن صناعها . تفرقنا كشعب .وانقسامنا . صراعنا على سلطة جوفاء . تحول أكبر مصالحنا للقمة عيش مبتذلة ،
والعدو الصهيوني ينخر فينا من كل الإتجاهات : يقتل، يجرف، يعربد، يهدم،يستولي،يسجن،يذل،يحاصر
ونحن لا نزال منغمسون في انقسامنا بين فتح وحماس
نكيل الاتهامات حتى فاض فينا الكلام
نتسابق على شجب هذا وذاك
والعدو أمامنا وخلفنا وفوقنا وتحتنا يحاصر بنا حتى اصبح حصاره خناقا
ونحن لا نزال نقوى على الصراخ المخنوق على بعضنا الاخر.
ولن أجد أبلغ مما قاله المفكر المبدع أحمد أمين في بكائه على الحال العربي بسنوات قبل وفاته سنة ١٩٥٤ ، بفقرة تشخيصية بليغة مؤلمة ،……
”
وهانذا في هذه الايام مرتاع لما اصاب البلاد العربية من أحداث فلسطين . يقلقني جد الصهيونيين وهزل العرب واجتماع كلمة الأولين وتفرق الآخرين. ووقوف الأولين على أساليب السياسة الأوروبية والأمريكية والروسية، وفهمهم الدقيق للأوضاع واستغلالهم الفرص السانحة، وجري الآخرين على سياسة الإرتجال وجهلهم ما يجرى خلف الستار وتقصيرهم في جمع كلمتهم وتوحيد خططهم. ويفزعني ما أحرزه الصهيونيون من نجاح لم يكن يتوقعه أكثرهم تفاؤلا وأوسعهم أملا.
وأكرر السؤال على نفسي ،ماذا سيكون المصير لو استمر الصهيونيون في جدهم واستعدادهم وتكاتفهم ،واستمر العرب في هزلهم وتخاذلهم.
وأقول أني كنت أعجب من ضياع الاندلس من يد المسلمين وسائر الاقطار لا تحرك ساكنا للاغاثة ولا تمد يدا للمعونة.
واليوم بعد قرون طويلة تتجدد المأساة فتضيع فلسطين من يد المسلمين ولا عبرة من الأحداث ولا استفادة من التاريخ. ويغيث المسلمون شكل اغاثة لا حقيقة اغاثة. ويعاونون معاونة كان خيرا منها عدمها. فبالله للمسلمين”.
… لا آعرف ماذا كان سيؤول بحاله لو علم أن كلامه قبل أكثر من ستون عاما لا يزال قائما وأشد حضورا وألما وأقرب إلى الواقع
لكان مات حسرة الاف المرات عالما بأن العرب استمروا بهزلهم ، والفلسطييون بقياداتهم لا يزالون في انقساماتهم تحت نخر العظام التي تآكلت والوطن الذي ضاع
ولا يزال المسلمون يحلمون بالخلافه وينتظرون عودة الأندلس بالمرابطين الذين عقدوا العزم على الربط للمسلمين بدل أعدائهم على شاكلة داعش والنصره وجيش الإسلام…فبالله فعلا للعرب والمسلمين
One comment