لهفة الانتقام….شر لا نريد ان نكونه

اتابع التعليقات على الفيس بوك من ترقب لحوادث دهس اوااعتداءات على صهاينه ، وينتابني الحزن والهلع معا .
أعرف بأن كلامي لن يعجب الكثيرين … ولكن سأقوله وأجري على الله
نحن شعب نعيش تحت ظلم لا يختلف عليه اثنين . الجريمه التي وقعت على يوسف الرموني وعائلته تحرق بألمها وبمصابها كل فلسطيني . ليس فقط ببشاعه القتل وطريقه الموت ، بل بالعنجهية والظلم المتكرر الذي يصر الاحتلال على الاستمرار برميه علينا . ويحق عليهم بجداره قول قتل القتيل والمشي وبجنازته ، وقول ضربني وبكى وسبقني واشتكى .
فقلبي يبكي على عائلته التي بدلا من ان تبكيه انشغلت بالدفاع عن ولدها المقتول ظلما .
وككل مره نسمح لأنفسنا بأن نصبح في موقع الدفاع عن النفس. بعد ان نكون ونستمر بأن نكون الضحايا. طريقه الحمار والجزره لا نتعلم منها شيئا الا بالاستمرار باللحاق بالجزره .
ولكن ما يؤرقني هو التسابق الذي نجريه بساحات الفيس بوك على انتظار مصيبه نلحقها بهم.
نتحرق شوقا لنشفي غليلنا ونطفيء حرقه قلوبنا بانتقام يحط عليهم.
ولن ادعي البراءة ، او الافلاطونيه هنا ، فأنا ايضا أريد أن أرى ما يبرد حرقة قلبي .
ولكن …
الا يجب علينا ان نقف ونتريث قليلا ونحزن ربما كثيرا وان نوقف هذا الشعور بالرغبة الجامحة بالانتقام .
فما يجري يشبه الدولاب الذي يدور ويدور على من فيه . ومع الأسف في كل مره نفرح بكرب لهم ، نقع مرات أكثر بكثير بشراك المصائب ، فمع كل شهيد هناك اطفال يتيتمون، وقلوب تحرق، وعوائل تشرد ومصائب لا نعي أطرافها بعد انتهاء عويلنا وترك اولئك بمصابهم الجلل لوحدهم .
لن أساوي ابدا بين ما يفعلونه بنا وما نفعله . فقضيتنا مختلفه ، ونحن شعب أعزل صاحب قضية عادله ، وهم مغتصبون مسلحون بيد تبطش من حديد ،يصنعون قضيتهم على جثثنا.
فلا يجب أن ننزل إلى اراذل المستويات في انسانيتنا وننتظر الفتك بهم عن طريق دعس او طعن او اي شيء .
فكما نتهمهم بالحقارة عندما يحتفلون بقتلنا ، نحن لا نكون في مكان احسن عندما نتفاخر وننتظر قتلهم . والمصيبه ان ما نرميهم به يعود علينا بمصائب أكبر ..
ولا أقول هذا خنوعا أو جبنا
ولكن حبا وانتماء وايمانا بأن العدل لا بد ان يحل بغض النظر عن جل الظلم
ولكني مؤمنه ايضا واكثر بان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .
لن نتشفى بأذيتهم ، ولن نصفق لموتهم ، ولن ننتظر سياره تقوم بدعس أحدهم.. كفانا تضحية بالاخرين من أجل شعارات نحتاج ان نؤمن بتغييرها ..
فالاحتلال لن ينتهي الا بالمقاومه ،،
والمقاومه تحتاج قرار وقياده
والمقاومه لا تبدأ الا بالوحده والايمان الحقيقي باحقيه وعدل القضيه … وهذا لن يحصل حتي نبدأ بتغيير انفسنا ..
فنحن نساعد في قتل حياه فلسطينيه جديده في كل لحظه نستطيع ان نقاطع فيها هذا الاحتلال ولا نقاطعه . في كل مره نحتاج ان نقوم بعمل احسان خالص لانسان ولا نقوم به .
في كل مره نساعد على ان نبقى فيها منقسمون كشعب . في كل مره نرى الظلم حولنا ولا نحاول تقويمه . في كل مره نخون فيها انفسنا عند عدم الاخلاص بالعمل او العلم.
نحن شعب نحتاج ان نقاوم لننهي الاحتلال اولا…
وما نفعله من تصفيق وعويل وشجب ورقص على جثث وتشجيع للعنف لن يزيدنا الا الاحتلال احتلالا…

اترك رد