تخطى إلى المحتوى

العتب عالرئيس ام مستشاريه

العتب عالرئيس أم مستشاريه

تفاجئنا مصر دائما بأمور ومشاهد تفوق توقعاتنا وتحليلاتنا وحتى خيالنا . فثوره ٢٥ يناير لا تزال كوميض يفوق اي خيال وتوقعات . صعود الاخوان
وسقوطهم ، يبدو وكآن مصر مشت على “الصراط المستقيم ” وأصابها قوله تعالى ” وإن منكم إلا واردها” .ثورة وثورة مضادة في غضون عامين . وانقلاب فحوى الحكم من نقيض إلى نقيض، كمن يركب في قطار الموت على الجبل الروسي (بمدينة الملاهي) ء
وما بين الامس الفعلي من ترهب لانقلاب جديد وما بين تبرئة لحاكم منقلب عليه اليوم.
في حياة تخوضها نظرية المؤامرة حتى اصبحت هي الأخرى احد اقطاب التطرف في ما تبقى من الفكر العربي.فنحن اما نعيش وسط تدفق لتطرف ديني أعمي ،فأعمى كل من حوله . او في نظريات مؤامرة متشعبة تلف في شباكها رقاب الداني والقاصي منها .
محاكمة القرن كما سماها الاعلام ، والتي فاجأت مصر بها كذلك العالم ، بوضع حاكم عربي خلف القضبان بعد الاطاحة به ومحاسبته بطريقة حضارية
كانت إنجازا في تاريخ الثورة المصرية .
بالرغم من تضارب المشاعر الشخصية والقومية في هذا الشأن . فبين تحقيق عدالة ما بإخضاع رئيس مخلوع مسن إلى محاكمة وسجنه احترازيا على مدار ثلاث سنوات وتبرئته اليوم. وبين محاكمة رئيس مخلوع آخر سيشهدها المصريون كذلك قريبا ، لا نعرف ان كان القضاء المصري سينظر للآخر بنفس النظرة العادلة .
مع الأسف ما كان من جرائم قتل ذهب ضحيتها فيه بضع العشرات من شباب مصر ، أصبح مشهدا متكررا في الحياة المصرية في السنوات الثلاثة الأخيره .
فكم من هذه الجرائم يتحملها الرئيس فعلا؟
قد يكون مبارك قد أوعز الاوامر لوزير داخليته او دفاعه او مخابراته بضرب الشعب بقبضة من حديد لفض المظاهرات في حينه ، كما فعل مرسي الذي يحاكم اليوم ، وكما يفعل السيسي الجالس عي عرش الحكم اليوم .
بين تبرئة مبارك التي تبدو عادلة لأسباب كثيره أهمها بأنه لم يقتل أحد ولم يقم على الأرجح بإصدار الاوامر المباشره ، كما هو على الأرجح مع ما جرى مع مرسي وما يجرى على الارجح مع السيسي . . وبين تبرئة أعوانه ومستشاريه ، تبقى مفارقة العدل هنا .
إذا ما اتفقنا ، او قررنا بأن الرئيس بريء وهو الأرجح . آيعقل أن يكون وزير الداخلية هو بريء أيضا ؟ هناك شخص كان في مكان رفيع يعطي الاوامر هو من أمر بالقتل او امر بما آل إليه الوضع من قتل . فهل ينتهي الامر بمحاسبة الشرطي او الحارس الذي قتل فقط؟ هل كان هذا الشرطي سيطلق النار لو لم يكن بحوزته أمر بإطلاق النار؟
هنا ما يجعل الامر يبدو وكأنه ليس مفارقة حكم وقانون . مما يجعل أيضا التساؤل قيد الطرح اكثر اهمية . ما جرى بالامس من الدعوة لمظاهرات استنفذت من خلالها الشعب المصري اجمع وكذلك الامن والجيش على أهبته ، وكأن الشعب نام بارتياح بعد كابوس محتم منذ أسابيع ، ليستيقظ على قرار ،مهما كان ، فلن يكون هناك طاقة لردة الفعل . فلقد استنفذت الطاقات كلها حتى ساعات ليلة الامس.
ويبقى التساؤل وسط علامات استفهام عديدة وكبيرة ، لماذا تمت تبرئة مستشاري مبارك من وزراء وأعيان ، هو وهم حتى من القضايا الأخرى ؟ وهل هذا يعني انه بالحكم على مرسي من الممكن تبرئة أعيانه ومستشاريه؟
قد يكون من المخيف وبل من المرعب حتى مجرد التفكير بأن يطلق الرؤوس المدبرة في الاخوان الى الخارج . ولكن، اليس من المرعب ايضا ان يتم اعطاء التبرئة لرموز حكم مبارك الذي طال صيت فسادهم وبطشهم الشخصي والعلني عموم مصر وخارجها ؟
وبكل الاحوال … مسألة مبارك بالذات تبقي على لساني عبارة : ” إرحموا عزيز قوم ذل ” . .

اترك رد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading