تخطى إلى المحتوى

سيماهم في اسمائهم…. بين نصر الله والهباش

سيماهم في أسمائهم
بين نصر الله والهباش

في ظل تراكمات ما يحدث من مهازل تؤكد انهيارنا كشعوب قبل انهيارنا كقيادات ، ما جرى من عدوان سافر غاشم أحمق على اليمن ، يجب أن يعيد لأذهاننا ان بقي في عقولنا بعض المنطق مما جرى حولنا في السنوات الاخيره . أجيال منا عاشت وعاصرت الانفكاك والمؤامرات العربية الدولية منذ السبعينات . فعشنا وتربينا على عداوة ايران واعتبرناها العدو الاكبر وممثل الشيطان ودعمنا العراق التي قبلت ان تترأس العدوان على ايران ، استمرت الايران الفارسية الشيعية العدو الاكبر للاسلام الذي نعيشه .
وتعود الكرة اليوم بمشهد مشابه ، قد يكون الهدف منه استفزاز ايران واستدراجها لحرب كما تم استدراج صدام حسين باحتلاله للكويت . فنحن نعيش منذ ظهور داعش الاخير حالة تأهب واستنفار ضد المد الشيعي وتركنا كل عداواتنا الحقيقية ونصبنا ايران حليفا رئيسيا للشيطان .
الحرب على داعش وقبلها خلق حالة داعش ، أكدت او ربما فتحت المجال لجس نبض الشعوب . فموافقتنا على مشاهد القتل لأي واستعمالها للتحريض من الفريق الذي ننتمي اليه ضد الفريق الاخر . وخروج الجيوش بضربات جوية على داعش وكأنه تقليد للقوى يشبه ذلك الذي تمارسه امريكا على اجواء البلدان من انتهاكات للحدود والشعوب ، وموافقتنا وسكوتنا وتأييدنا لحرب على دواعش لا نعرف من هم . بالاصل هم من الشعوب انفسهم . فداعش تكونت من انفار ذهبت من بلداننا جميعا وشكلت صفوف داعش التسقررنا جميعا محاربتها .
ولست هنا ادافع عن داعش. لانه وعلى ما يبدو من المشهد الحالي ، ان دور داعش قد استنفذ نفسه وانتهت كما جاءت الى التراب وارذلة التاريخ .
الا ان حالة داعش التي تأصلت فينا كشعوب واوطان هي الخطر الاكبر . فتقسم المصريون الى اخوان وسيسيون . وفي فلسطين حماس وعباسينون . وفي الاردن اسلاميون ومتابعون لجلالته . وفي البحرين شيعة منشقة وسنة .وفي ليبيا وفي سوريا وفي العراق تقسيمات بداخل تقسيمات لا نعرف من اسمائها الا ما هو منا او نحن ضده .
وكل هذا التقسيم توحد امام شيعة وسنة . وهرولنا مع المسميات الكاذبة القاتلة ،التي تستنزفنا وابناؤنا وشعوبنا ،ونستمر في غبائنا وملاحقاتنا لقبلية هدامة لا تمت لما ندعي حمله من مبادىء واخلاق بصلة . لا تمت لدين نلوح جميعا به باي صلة .
فمن المؤسف عيش المكيدة التي حلت بعلي ابن ابي طالب تعاد ، ليس على شخص رجل فقط اليوم ولكن امة وشعوبا. فالمشهد يشبه ذلك الذي حل عند تنصيب عليا للخلافة بعد مقتل عثمان بن عفان . عندما تحالفت عائشة “رضي الله عنها” معآلزبير وطلحة” رضي الله عنهما” في مكة واضطر عندها علي الخروج الى الكوفة لحصد الدعم له . ومن الجهة الاخرى تآمر عليه معاوية بن ابي سفيان رافضا مبايعة علي وخلافته ، مما جعله يحشد جيوشه وعمل الهدنة مع البيزنطينيين ليحشد الجيوش كلها ضد علي بدل من محاربة البيزنطينين حينها . وبينما شارفت جيوش معاوية على الهزيمة خرج عمرو بن العاص ” رضي الله عنه ايضا” بما اودى الى حالنا الحالي عندما دعا المحاربون الى رفع المصاحف (القرآن) على السيوف وتحكيم الشريعة . في تلك اللحظة خرج الخوارج من جحورهم وانفكوا عن علي واعلنوا حربهم على الكفر المتمثل بمعاويه اولا وعلي ثانيا . فوجد علي نفسه بجبهات حروب شرسة لم يدع لها ، وبالعكش ازدهر الاسلام اجتماعيا وحارب الفساد الذي ادى الى مقتل عثمان ورد اموال المسلمون الى اصحابها . الا انه وقف امام عائشة والزبير وطلحة في معركة الجمل مما ادى الي مقتل الصحابيين واسر عائشة وعزلها فيما بعد . الا انه رحمة بها وبمكانتها تركها . وخرجت الخوارج ( داعش بمفهوم اليوم) الذين لم يرضو عن الحكم الاسلامي بتلك الطريقة واطاحوا وقتلوا كل من اختلف عنهم ، وانشغل علي في محاربتهم حتى افتوا بقتل علي ومعاوية وعمروا . ونجح القاتل المأجور بقتل علي بن ابي طالب فقط بينما كان خارجا الى صلاه الفجر بطعنة سامة استمرت تجري سمومها في بدنه قاتلة له لثلاثة ايام .
وبعدها تولى الحسن الخلافة الا انه تنازل عنها لمعاوية احتقانا لدماء المسلمين .
بقية القصة كما القصة نعرفها ولكن بحقائق مواربة علمونا فيها ان الاسلام والمسلمون واولئك الصحابة الاجلاء كانوا الاقرب الى الانبياء بصدقهم وولائهم . ولم يعلمونا بأن القبلية العربية كانت دائما اكبر واعنف من الاسلام . رغم استعمال الاسلام حجة دائما للتأثير على الشعوب. واليوم يجتمع العرب بقبلية مليئة بالجهل ، لا يجمعهم الا المصالح الشخصية والنفوذ الخاصة والسيطرة العمياء . فكل يقف مع من تمشي معه مصلحته . وكل المذابح تجري باسم الشعوب التي تسفك دماؤها على الاراضي التي يتم التقاتل على الاستيلاء والسيطرة على ناسها وثرواتها . وكل له ثمنه مقابل قيمته .
ايام ما كان ربيعا عربيا ، صدمت بموقف حسن نصرالله ، حين كنا مندفعين بمشاعرنا نحو تحرير الشعوب . وخذلني موقفه مع النظام السوري ضد الشعب السوري .
وبعد كل هذه السنوات ، تبين ان موقفه لم يكن خاطئا ابدا . فكل ما كان ينادي به ويستصرخ العالم العربي به يحصل امامنا ، فتحولت سوريا الى ثكنة للارهابيون من كل الاتجاهات ، ووجود نظام الاسد بات احسن ما يمكن ان يكون لسوريا والمنطقة .
ويأتي العدوان على اليمن ، ويلتف العرب كالجديان بذل وخنوع وحقارة غير مسبوق . او ربما دائم ولكننا لم نصدقه ابدا . فلا نزال في غزة نلملم اشلاء قتلانا ، والهدم لا يزال المنظر المسيطر على غزه والشتات والضياع حال اهل غزة ، لم تحرك الدول العربية ساكنا من اجل حتى شجب لذلك العدوان . واليوم يجتمع الجميع على محاربة الحوثيون في اليمن . اي مهزلة هذه ؟
وبين خطاب لنصر الله الذي استوقفني لاقول نصرك الله …وفعلا اسم على مسمى ، وبين موقف فلسطيني كما وصفه نصر الله بالغائب عن المنطق ، حين قال : كيف لك يا عباس بالموافقة على العدوان على شعب؟
وبين خطاب للهباش. خطاب تقشعر لها الابدان من سفاهة وبذاءة وقلة دين وايمان . باسم فعلا سيماه فيه ….
وبعد طيلة تفكير ومراجعة .. اكد لي السيد حسن نصر الله …بأن الاسلام ينتصر بالمؤمنين اشكاله ، ولربما علينا المراجعة .. ربما الامام المسلم الحقيقي الموجود هو ذلك الموجود في ايران .
ولا اريد اعادة ما ذكره السيد نصر الله من مقارنات بموقف ايران من كل ما جرى ويجري بالرغم من العدوان المستمر عليها حربا بعد حرب . وبين المواقف العربية الممثلة بالسعودية وطاغوت المال .
ربما حان الوقت الحقيقي لاعادة النظر ….
فالحق بين والانسان الحق ليس مصادفة ان يكون اسمه فيه .. والانسان الشره المقيت اسمه فيه سامه …
فبين نصر الله والهباش…. تنتصر الاسماء ،وتسكت لتنتهي

اترك رد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading