الدرس الذي تعلمه لنا ايران مرارا وتكرارا ….
بعد عقود من العدوان المعلن بين الغرب بقيادة امريكا وايران ، تم اليوم الاعلان عن اتفاق ، يبدو وكأنه سابقة في تاريخ هذه المنطقة بنجاح الدبلوماسية .
فلقد عرض نتانياهو نفسه للعداء من قبل حمائم اسرائيل واوباما شخصيا عند اصراره بخطابه المفروض على اوباما امام الكونغرس في التأكيد على العداء والخطر المرعب من ايران والدعوة لشن غارات وحرب علنية عليها .وقام العرب بشن هجوم لم ينقطع وترسيخ فكر الكره للشيعة المتمثل بايران.
لقد شهدت هذه المنطقة وعلى مدار تاريخها الحديث التهديد الدائم بتلك الحرب القادمة على ايران . وبلحظة تاريخية فارقة ، يتم الاتفاق ويتم فك الحصار الذي شل واذعن وحد من قوة ايران ونموها على مدار اكثر من عقد طويل شن كل من يستطيع شن هجوم بطريقة او بأخرى على ايران .
الدرس المهم والاهم في ما حدث ، والذي ينبغي على جماعة المتفاوضين من الفلسطينين تعلمه بعد اكثر من عشرين سنة من مفاوضاتهم السقيمة العقيمة ، بان القاعدة الاولى للتفاوض تكون بالايمان المطلق من كل طرف بقوته والعمل عليها . فالمفاوضات هي عملية اخذ وعطاء واندراج واندماج مرحلي لحين الوصول الى منطقة تواصل ما … وليست عملية اضفاء شروط القوي ضد الضعيف . المفاوضات كما اثبتت اليوم ايران للعالم بانها لا تحصل بالاستجداء والاذعان ، بل بالاصرار على ان المصالح يجب ان تغلب يوما ما بطريقة ايجابية تؤدي الى انفراجات مشتركة . وليست رمي بعض الامتيازات والحسنات الشخصية وتفتيت لقضية تم تفتيتها وتقسيمها وتشتيتها حتى اصبحت استجداء لاخذ مردودات ضرائبنا. فالمتخاصمون يجلسون بمفاوضات من اجل وصول لاتفاق كل يؤمن بحقه فيه … وليس عملية تفريز وابقاء الوضع علي ما هو عليه للجانب الضعيف فيزداد ضعفا ووهنا بينما يمد ذاك الضعف قوة للجانب الاخر.
ودرس غريب قد يكون من اهم الدروس الذي نرفض نحن العرب تعلمه . وهو ان المصالح تتصالح كما يقال. فلقد صدقنا بأن امريكا تعمل بهذه المنطقة من اجل مصلحة اسرائيل ، وفجأه نشهد ان امريكا واسرائيل ما يقوي ما بينهما هو المصالح وما يضعفه كذلك. فلم تنظر امريكا حتى لاسرائيل حين ذهابها للمصالحة مع ايران .
علمتنا ايران اليوم من جديد ان من يحرك العالم ليس قوة واحدة ، فامريكا لا تستطيع التحرك في الامور الكبيرة دون الدول الكبرى الاساسيه ، وان روسيا رجعت اليوم وبقوة لتلعب دورا مهما في استراتيجيات المنطقة بدا نهوضها من جديد وكانه اشبه بالمعجزه في ظل ما يهيم فوقنا عربا الانحدار والنزول في غيابات التاريخ .
ودرس قادم سنضحك ونبكي بينما نشاهده قريبا … الا انني على يقين بان الذاكرة الجماعية من السهل محيها واستبدالها في حالتنا بالذات ، وهو كيفية تعاملنا نحن العرب مع هذا العدو الذي كان لامريكا …. ام…. ان ما بدأته السعودية بقيادة خرافها من القادة العرب نحو حرب ضد الشيعة باليمن هو الطعم الذي سمحت امريكا برميه لسفهاء العرب ، بينما يستنزفون بثروات ودماء شعوبهم ، وتستمر ايران بالانشغال بالشآن الاقليمي وتصويرها على انها خطر مهيمن يجب الانقضاض عليه ، فيبقيها رغم قوتها بضعف دائم …
بكل الاحوال …
ايران علمتنا اليوم درس جديد بالدبلوماسيه … كما علمتنا حزب الله سابقا درس في المقاومة الحقة …
ومع الاسف العرب لا يفهموا ولا يعقلوا ولا يستوعبوا ..ولن !!!