تخطى إلى المحتوى

البنك الاسلامي للتنمية : من الاولى ان يشكر

بركات منحة البنك الاسلامي للتنمية …. من الاولى بتقديم الشكر؟ اسرائيل ام المقدسيين

حاولت البحث عن الخبر في المواقع الاكترونية ولم اجده ، الا ان المصدر كان من لسان صحفي زميل له الباع الاكبر في اخبار القدس و(جريدة القدس) وقضاياها . وناهيك عن ايجادي للخبر ام لا ، فلست ماهرة اصلا في هذه المجال ،الا ان الخبر استوقفني… واستوقفني كثيرا ..

ما هو الخبر ؟

الخبر هو ان البنك الاسلامي للتنمية وقع اتفاقية مع مسؤولين فلسطينيين بالقدس بقيمة عشرات الملايين من الدولارات او غيرها من العملات لترميم شارع سليمان المتاخم للبلدة القديمة .

وصفق المصفقون من المقدسيين الوجهاء ، سياسيون ورجال دين وذوي خبرات وباع في اصلاح المدينة وسارع كل لشكر البنك الاسلامي للتنمية على منحته العظيمة.

كنت اسمع الحديث ، واشك في انني افهم ما يقال . فلي عادة الفهم المقلوب ،التهيؤات التي تدر على سمعتي بالاغلب، الا انني وعندما استوقفت الزملاء واعدت السؤال لفهم ما يقال .أكدوا لي بالحرف ان ما سمعت كان هو الصحيح. ترميم شارع سليمان في القدس.

ولم استطع الا ان اعيد على نفسي الغير فاهمة ملاحظاتي على اتفاقية اوسلو التي كلما راجعت ما يرمى علي لامتحان او محاضرة او تعليق الا بسؤالي لنفسي وبصوت يخرج من ارجاء عقلي لأسمعه : من الذي كتب هذه الاتفاقية ؟ لم يكن هناك محامون ؟ فالقواعد العامة للمحاماة لغير الخبراء تقتضي الالف باء من المنطق الذي لا بد ان محام واحد لم يكن موجود. وبعد التخلص من ازمة المحاماة اتساءل دائما عن ما كان يفقهه اولئك من واقع فلسطين ، جغرافيا وسكان . وخيالي الذي كان دائما يأخذني الى مشهد خارطة فلسطين التاريخية والتقسيم ، واولئك المجتمعون الذين لم يرو من فلسطين الا تلك الخارطة امام الاسرائيلي القادم من فتات الخارطة والداري لكل تقسيمة وتغيير . ليكون يوما بعد يوم حقيقة وليس خيال . من خلال سماع اولئك الذين شهدوا ما كان في ايام اوسلو .

اوسلو ليست الموضوع الان … ولكي لا اضيع في متاهات عقلي التائه .

قد افهم ان رئيس البنك الاسلامي للتنمية والاعضاء والموظفون المكلفون بمتابعة هكذا امر لم تحط ارجلهم القدس . وان كانت ارجلهم قد حطت شوارع هذه المدينة فليس بالضرورة فهم ما يجري. مثل كل التعقيدات السارية . ولكن من المستحيل ان يكون هؤلاء قد وقعوا اتفاقية بدون اشخاص من القدس . وهذا ما اكده الزميل الصحفي ، وتأكيدا على كلامه زمرة المصفقين والمهنئين والشاكرين للبنك الاسلامي للتنمية على خير اعمالهم، والذين يسكنون جميعا بالقدس ويصنفون على انهم رجالاتها .

وللمتسائل ما المشكلة في ان تصرف منحة سخية في إصلاح وترميم شارع في القدس . فالجواب لا يحتمل حتى الاحتمالات . فهو واضح وتستطيع ابنتي سيرينا ابنه ال ١٢ سنه ان تعطي اجابة مقتضبة في كلمتين … فالشارع تحت بنود اعمار الشوارع التي تعمل على “اصلاحها” ومنذ سنوات بلدية الاحتلال الاسرائيلي( فاليافطات على تعمير الشوارع تملأ المدينه) . وليس لانه شارع استثنائي . فهو شارع كباقي شوارع القدس تحت تبعية البلدية التي تدك بالشوارع يوميا وتصلحهم وتدعي ما تدعيه فيهم . والشارع في القدس شأنه شأن اي امر في القدس تضع اسرائيل قبضتها عليه (فالقدس بشقيها العربي والغربي تابعة لبلدية الاحتلال حسب القانون الاسرائيلي) . الا ان التحكم في شأنه فهو من اختصاص البلدية المباشر . فاذا ما رميت بورقة بالشارع ، فالبلدية هي من تحاسبني . واذا ما وضعت اشارة لمحل او دعاية ما ، فالبلدية المخولة بالموافقه ام لا ولها ندفع ما تطلبه بالمقابل. شأن ذلك المصفات بالشارع والقمامة وكل ما يتعلق بامر الشارع . فنحن ندفع الارنونا (ضريبة السكن-العيش) من اجل تلك الخدمات التي توفرها سلطة الاحتلال . فهي مستحقات قصرية ندفع مقابلها ما ندفعه قصريا من ضرائب كثيرة .

ولم استطع الا ان اكمل تساؤلي … الم يجد البنك الاسلامي للتنمية حاجة ملحة اكثر في القدس من الشارع الذي لن تسمح بلدية الاحتلال بلمس انش فيه ، الا اذا ما كانت هذه الاتفاقية لبلدية الاحتلال نفسها لتقوم بالترميم والتصليح . مع العلم ان الشارع قد تم ترميمه ولا يزال مع باقي الشوارع المحيطة .

الم يقترح احد مسؤولي القدس على ادارة البنك الاسلامي للتنمية مواضيع ملحة اكثر ؟ الم يسمع احد منهم بمشاكل التعليم بالقدس والتي لا تقتصر فقط على شح المدارس والمباني فيها ، ولكن على اسرلة المناهج التي ذهب اليها مدراء المدارس لنيل الخدمات من بلدية الاحتلال ومعارفها لشح الخدمات ونفيها من قبل السلطة الفلسطينية عن مدارس القدس؟

الم يسمع احد بحاجة اهل القدس لمدارس محترمة ، تفي واحتياجات ابنائها من مباني ومناهج ؟

الم يسمع القائمون على هذه المنحة بمشاكل السكن بالقدس التي لا تنتهي ؟ التراخيص والمخالفات والهدم ؟ الترميم والتصليح والايجار الباهظ ؟

الم يمش احد بالمتبرعين لمخيم شعفاط او عناتا او اي من الاحياء العربية التي تتركها اسرائيل لتتآكل بنفسها وسط روائح تفوح منه رائحة المجاري والنفايات وتكتظ البيوت فيه حتى يخال الماشي بآنها ستسقط عليه ؟ النفايات الملقاة لشح الخدمات . المجاري على حواف الطرقات ؟

نعم اعي ان هذه ايضا من واجبات الاحتلال ، الا انه و ان قرر البنك الاسلامي للتنمية الرأفة بآهل هذه المدينة ، فليترأف بما يصلح حالها ، وليس بما يقدم المساعدة المباشرة لبلدية الاحتلال لتقوم بما تقوم به ومباشرة ؟

واتساءل لما يبكي الحال الفلسطيني ؟

كم من عائلة تعيش على رعب ترحيلها من المدينة لشح الحال وازمة السكن والبناء ؟ كم من الديون المتراكمة على اهل المدينة الذين يعيشون ليسددوا مخالفات وضرائب لا حصر لها ولا فهم كيف بدأت والى ما آلت اليه . اولئك المهددون من بيت قد يهدم ومخالفة لن تدفع وترحيل من بيت لم يعد لهم ، ولم شمل رفض وهوية قد تسحب وغيرهم الذين يستصرخون مساعدة في استثمار قد يجدي نفعا لاطفال تكبر على حواف المستعمرات وتجد في حدائقها ملاذا . وهروب البعض للمدارس الاسرائيلية ومناهجها بعد فقدانهم الامل في حل ازمة المدارس التي تتكرر في كل عام وتتفاقم ازمتها مع تزايد عدد الطلاب .

ولا زلت لا استطيع ان استوعب ، ليس جهل من اقر المنحة من البنك الاسلامي للتنميه ، ولكن قصر نظر ، بل عمي من كان من القدس ليقبل بهكذا هدر لاموال اهل المدينة الدائمة النكبة في امس الحاجة اليها … وليس الاحتلال وسماسرته الذين يزدادون غنى وقساوة…

اترك رد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading