لحظة حياة من الحياة وللحياة

عندما تصبح اللحظة المخطط لها ان تكون عابرة دهرا .
عندها يرمي الدهر بثقله بانهيار مفاجيء على أفئدتك.
تصبح الذكريات سيولا من الدموع المنهمرة المتدفقة هائجة في ارجاء وجهك .
ذكريات لحياة كاملة لا تزال تعيشها بلحظاتها لدرجة انك لم تدرك حتى اللحظة هذه انها صارت ذكريات
فالشاب العابر أمامك بعباءة التخرج لا يزال بذاكرتك ذاك الطفل المتمسك بالرضاعة زاحفا وماشيا وراكضا .. ذاك الطفل الذي لم يزل يكبر أمامك ولن يزل طفلك حتى وهو يمشي أمامك رجلا خارجا من عالمك المباشر لعالم الكبار ..
بتلك اللحظة يتوقف الزمن قهرا ويعود ادراجه بك لك تلك اللحظات التي شكلت عمرا سيبدا تحدياته الحقيقية الان .
لحظة يمسك بك الكون ويتسرب منك ذلك الكيان الذي كان حتى تلك اللحظة طنا منك انه لك … لتراه خارجا ليصبح كونَّا ساطعا كالنجم في سمائك ..
يفضي الدموع فرحة من وجدانك..
يبكيك ابتهاجا ورهبة ..
تتأمل تشكر تحمد تثني لحظة تنهي فيها مرحلة
ويبدأ هو مرحلة خاصة فيه وله
في عالم ستكون انت النجم في سمائه الشاسعة
عندها تتجسد امامك مقولة جبران حين قال : اولادكم ليسوا لكم…اولادكم أبناء الحياة المشتاقة إلى نفسها ، بكم يأتون إلى العالم.. انهم ابناء الحياة المتعطشة لذاتها

اترك رد