مهاترة… مسخرة الوضع الدائم

مسخرة الوضع القائم

بينما اقلب باوراقي القديمة لا اعرف بالضبط لما … اهو فراغ ،ملل ، ام بحث عن شيء ما .. استوقفني عنوان كنت قد كتبته قبل اشهر ، او ربما سنة او سنوات … “مسخرة الوضع القائم ”
وكان ما يلي :

أحاول الإبتعاد قليلا عن متابعة الأخبار الداخلية . فالعالم أصبح متداخلا ، ويبدو الشأن الداخلي فيه ثانويا مع تصدر داعش وإخوانها حدود ما كانت تسمى أوطان.
وأغيب قليلا لتكون العناوين هي نفسها . أفكر أحيانا بالصور المعروضة لاجتماعات لابد انها قديمة حديثة. فصياغة الأخبار تشبه حالنا الساخر ، لا يوجد فيها جديد الا التاريخ.
وتستوقفني كالعادة بعض العناوين المتصدرة صفحات الاعلام . “المصالحة” المصالحة التي تعثرت بعد اعلان حكومه الوفاق التي تعثرت على اثر تعطيل الرواتب الخخخخخخ
ولا يسعني الا ان اضحك بعض ضحكة تشكل على شفاهي إشارة ساخرة كان زوجي السابق يكرهها ، لا بد انها مقيتة لدرجة كلفتني مرات دفعة إلى الحائط او عقاب ما . وافكر بتلك المصالحة المتعثره بعد اعلان حكومة الوفاق واقول في نفسي ” والله عيب ومسخرة” . مسخرة عندما يكون عنوان الخبر المقابل الانتخابات الاسرائيلية الرابعة منذ انتخاباتنا العقيمة والوحيدة المتوحدة ، ويكون الخبر المقابل الاخر إعمار غزة المتعثر واعتقال الاحتلال للمزيد من الفلسطينيين ويقابله خبر لمداهمات القوى الامنية الفلسطينيه لمنزل في مخيم بلاطة ” لنائب بالتشريعي” بحثا عن مطلوبين او مطلوب. فالسؤال بالشأن الفلسطيني كالصندوق الأسود لا يعلم سره الا واضعيه . ولا يفتح الا بعد ان تكون الكارثة الحقت بالجميع.
وبينما آحاول عدم الاستيقاظ من رحلة معرفية تشبه الخيال العلمي ربما في عالم الأدب الفلسطيني من كتاب وأدباء ، وسط زمن كان فيه الإنسان الفلسطيني أشبه بدروس الدين التي تعلمناها والتاريخ في الصفوف الابتدائية عن ذاك العالم المثالي في تاريخ العرب والمسلمين.
إلا ان هؤلاء الادباء الفلسطينيون الذين خرجوا من رحم قهر أشد ظلما حتي من قهر الاستعمار الصهيوني لنا اليوم . فكانوا محاطون بجهل عربي وفقر حقيقي وانتداب بريطاني مستعمر ودولة عثمانية متناحرة متهالكة . وأنتجوا وقدموا لفلسطين ما يعجز عنه أهم ما يخرج من أرحام هذا الزمن القريب من متعلمون نالوا رفاهية الحياة مهما اشتدت عليهم وصعبت.
وأرجع في رأسي بلفة كاملة للخبر أمامي ، وللمصالحة التي يجي ان تسمى “الملاسنة” . فكل ما يجري هو ملاسنة في أحسن أحوالها تأخذ شكل شجب أو استنكار او نكران .وفي حالاتها المعتادة تأخذ شكل تهجم وتجهم وإدانات واتهامات تصل الى التهديدات ..
لا يستحضرني وسط دوامات رأسي الا المثل القائل ” ان لم تستح فافعل ما شئت” … وها ذا هو حال “قياداتنا ” التي لا تستحي …وحولتنا معها الى اضحوكة الشعوب وسحبتنا الى هزليات التاريخ….
من مسخرة لمسخرة.

فرحت اسأل نفسي … ايعقل ان اكون انا المشكلة .. ؟ فأنا اعيد نفسي وكلامي في كل مرة . كيف اقول ما قلته قبل شهر او سنه بنفس الطريقة ؟ ايعقل اني فقدس احساسي بقلمي فصار يعيد ما يكرره عليه عقلي ؟
وحالي اليوم يقف امام كلمة تفوق “المسخرة” . فما كان يحبط ونهك عقل كعقلي كان دائما معلقا تحت بند “المسخرة” معولة على امل ما بأن تأتي صحوة لتغيير او تصحيح في مسار الضلالة التي نحياها …
الا نه ومع مرور الاشهر والسنوات ، وزيادة البؤس على وضعنا الفلسطيني الذي خرج من دائرة الاحتلال ليشمل كل مرافق الحياه . فنحن في انحطاط متاهوي في كل ما يجري من مقومات الحياة ، لدرجة اصبح الانسان العادي شاذا عن الطبيعة . اصبح الوطني حالما . اصبح العميل قائدا . اصبح الحق باطلا . اصبح المقاطع متشددا . اصبح المطبع مسالما . اصبحت الحقيقة وهما .واصبح الوطن غير موجود…. الا في احلام تنتهي بكابوس

اترك رد