سحب طلب عضوية اسرائيل من الفيفا من قبل الفلسطينيين هو العنوان الذي تصدرته الصحف الاسرائيلية بعد دقائق من اعلان سحب الطلب . وقبلها بساعات سبقتها ايام واسابيع هللوا علينا المشجعون من فريق السلطة الفلسطينية بالضربة القاسمه لاسرائيل بملف الانتهاكات الذي تم تحضيره والذي سيؤدي واخيرا لابراز البطاقة الحمراء في وجه اسرائيل وتهكماتها تجاه الرياضة الفلسطينية وضربها بعرض الحائط كل القوانين المتبعة بامبريالية الفيفا..
وكعادتنا نهلل ونكيد الوعيد ونحذر ونهدد وبعد لحظات يذهب صوتنا ادراج الرياح .
اصبح الشأن الفلسطيني بقادته كممارسة العادة السرية … ..ينسى ممارسوها بأن هناك علاقة جنسية حقيقية وسصدقوا فحولتهم الوهمية
ولا اعرف اذا ما كان كلامي قد خرج عن قواعد الادب في الكتابة والتعبير (فأرجو المعذرة، وقد يكون كتاب : ما وراء الحجاب :الجنس كهندسة اجتماعية هو ما ادرك هذه التشبيهات في ذهني ) . الا ان ما يجري حولنا من انهيار اصبح متسارع في ما تبقى من الوطن والقضية اصبح مأساويا بجدارة . وكأنه لا يكفي اخفاقنا في مآسي تحريك امورنا الداخلية من انقسام وفساد وغيره . وفشل المفاوضات المستمر الذي لا يزال يلتهم الارض والمواطن في كل يوم . نصر على ان نخرج بفشلنا الفاضح الى الخارج . فمن جولدستون لمحكمة الجنايات والان للفيفا … وكآننا بإصرار نمشي حول خطى مدروسة نحو الانهيار .
تمنيت بداخلي ان يكون ملف انتهاكات اسرائيل بالفيفا ان يكون خطوة نحو الانتصارات ولو الرمزية . قلت للحظات ، ان ما يفعله جبريل الرجوب بهذه اللحظة سيكون تاريخيا وقد يضيف له نقاطا في معركة الرئاسة “الغير” قادمة . حتى ولو تم التصويت ضد او رفض ، فمجرد تقديم الطلب وتحضير ملف بالانتهاكات كان مهما … فلما هذا الهوان فينا وفيهم ؟ فكما قالت الصحافة الاسرائيلية “الفلسطينيون سحبوا القرار” ولم تقل الرجوب ولا ابو مازن . فالاستحقاقات تذهب لهم والخذلان نأكله نحن . ولقد كنت سأقول : “صحتين على قلبهم” ولكن امنحونا فقط بعض كرامة امام العالم من حولنا .
ومهما كانت الضغوطات والوعودات المنبثقة عن هذا … فدخلنا بملف سحب عضوية وخرجنا بلجنة تبحث موافقة اسرائيل على حرية الحركة لللاعبين …ولربما للسلطويين في الحراك الحر في اسرائيل … فيبدو ان المفاوضات الجارية حاليا بين الفلسطينيين واسرائيل تدور حول تصاريح الفي اي بي التي ستسمح لبعض رجال الاعمال والسلطة طبعا بالدخول الى اسرائيل بسياراتهم .وللحقيقة لا بد لنا ان نفرح . فهذا استحقاق وطني نتعطش اليه. ان يأتي اليوم ونرى سيارة بلوحة للسلطة الفلسطينية تجول بشوارع “اسرائيل “ ..
والله سكت الكلام في ظل كل هذا السقوط المخجل …. فلم نعد نفهم .. اهذه السلطة مسيرة قصرا من قبل جهات اخرى . بمعنى ان هناك من يقرر بهذه القضايا قوى اكبر ؟ فليس من المعقول ان يكون كل هذا التوجه نحو الدمار الذاتي غير ممنهج ؟ قد افهم انهم قد يخطئون مرة واخرى واخرى واخرى .. ولكن الاستمرار بالخطأ لم يعد فقط خطيئة يحقهم وبحقنا … ولكنه جريمة بحق هذه القضية التي كانت ولا تزال قضية عادلة ..قلبوا موازين العدل بدراية ام غباء حقيقة لم اعد افهم ؟
لا استطيع ان اطلق وصف الخيانة على احد ، ولا ارى بأحد عانى وضحى بالقادر على الخيانة . ولكن ما الذي يجري .. غوغائية اسرائيل وقوته بهذا القدر من البطش بحيث لا نستطيع لا نحن ولا العالم بالوقوف امامها؟ اذا ما كان الوضع بهذه الخطورة وهذه اسرائيل بهذا البطش لما الاصرار على الوقوف امامها … لم يبق امامنا الا اعلان الهزيمة ونبدأ واقع حقيقي جديد .
لن اكيل بغضبي على اي من اصحاب السلطة ، سأفهم مبدأ القبول باوسلو املين في مستقبل ما . ساتقبل حالة الاضطراب التي اصابت السلطة خلال عشرين عام . ولكن بالله عليكم … كفوا عنا واعلنوا الهزيمة …واتركونا لاسرائيل تنهش بنا . فنهشها رحمة مقابل خنوعكم وقلة حنكتكم … ليس من العار الاعتراف باننا لسنا مستعدون او مخولون لحكم انفسنا . قد يكون الاسرائيليون والامبريالية من قبلهم صدقوا في حالنا عندما قالوا باننا امم لا تعرف ان تحكم نفسها . هذا الحال يأكلنا من الخارج بصورة احتلال ويتآكل بداخلنا حتى اصبحنا اشباه ادميين . فقدنا احترامنا لانفسنا وفقدنا مصداقيتنا واحترامنا امام الغرب وعدونا .
حان الوقت لرفع البطاقة الحمراء من قبل السلطة لنفسها … ذلك اليوم الذي لن يتبقى منا الا اثار الانسان قادم … وحينها البطاقة الحمراء لن تنفع ….
ارحمونا يرحمكم الله