خضر عدنان ….عدالة قضية رغم هزالة قيادةب
ينتصر مرة أخرى خضر عدنان في كسر شوكة الاحتلال وبغضه وجبروته ، وحيدا بجسده المريض وخلف قضبان الظلم ، بتذكير مرة ثانية ، بأن الحق ينتصر بعدالة وإصرار صاحبه .
ينتصر خضر عدنان أمام فشلنا كشعب وقيادة للمرة الثانية ، ونركب على ظهره مرة أخرى قيادة وشعبا نلوح بانتصاراته على هواننا الفاضح وفشلنا المستمر.عبارة قرأتها للكاتب الفرنسي جان جانيه في كتابه أسير الحب ، التي يحكي فيها سيرته مع القضية الفلسطينية والفدائيين بالسبعينات كانت عندما سئل ما الذي يدفعه للدفاع عن الفلسطينيين ، ليقول دائما : إنها عدالة القضية التي تدفعني . وخضر مثل مرة اخرى في لوحة تعبيرية تعجيزية ما تعنيه عدالة القضية الفلسطينية . كيف ان العدالة تنتصر بانتصار الانسان على عدوه الظاهر والباطن . الانسان وحده بقوته الخالصة الذاتية وايمانه بقضيته العادلة هو من ينتصر .
وككل مرة كشف خضر عدنان عرينا الفاضح شعبا وقيادة . فلم ننتصر نحن له في حملات واهية مخجلة من أجل كف أيدي الاحتلال الظالم عنه . ولم تستطع المؤسسات الدولية الا ان تكون شريكا في حملاتنا الواهنة ، ولم تكن اكثر من صوت فارغ في فضاء الحق المليء بالباطل . والقيادة عندما رأت موته المحتم كالعادة بدأت تزايد على سعر وفاته ونضاله لكسب مكاسب عديمة الفائدة على ولائم المفاوضات . وقد تكون مفارقة الامس مهزلة حقيقية عندما تكلم رئيس المفاوضات الفلسطينية عن اضراب خضر عدنان بعد وليمة رمضانية مليئة بما طاب مما يملىء البطون الجائعة امام رجل جعل من جسده عنوانا للمقاومة . عنوانا لمعنى قضية عادلة أجحف بحقها أصحابها . كيف يجعل انسانا بجسده المريض المتضور جوعا العدو بجبروته وعنفوانه الذي يبدو للعالم بأنه لا يقهر .
كيف نجح بجسده الهزيل ان يركع الاحتلال بجبروته الى مفاوضات هو من سطر قواعدها . في حين يجلس مفاوضينا منذ عشرين عام امام ولائم المفاوضات التي ادت الى تخمة نسي فيها الوطن وتبعثرت القضية وتقطع فيها اوصال ما كان ارضا وتاريخا وصرنا مناطق تحيطها المستعمرات ويقف على ابوابها الحواجز ويغلفها الجدار عازلا للشعب والارض .
وبينما نتساءل فيما بيننا عن خليفة قادم لرئاسة عندما يحين الاجل في انتخابات قد تحتم علينا ذات يوم ، باحثين في فضاءات ظلماتنا عن رئيس يمثلنا وحمل القضية بروحه قبل جسده . قد يكون خضر عدنان هو المرشح الوحيد الملائم للرئاسة . وإذا ما ارتعبنا من فكرة ان يرأسنا احد كوادر الجهاد الاسلامي ، فكرة سترعب من هم غيرنا بقدر رعبنا نحن، فلا نزال نعيش رعبة حكم حماس لنا ورفض العالم لهكذا قرار … قد تنزل حكمة ما على القيادة الحالية بتعيين خضرعدنان رئيسا للمفاوضات ، فلقد اثبت انه الوحيد القادر على تحقيق انجازات على طاولة مفاوضات عجز مفاوضونا عن تقديمها بكل المراحل وبكافة الشؤون . فما حققه خضر عدنان للأسرى في المعتقلات الاسرائيلية لم يستطع كل زعمائنا تحقيقه . وما قدمه اليوم للقضية الفلسطينية من ارجاع لقضية يستمر اصحابها في ضحدها وكسر شوكة عدالتها ، ارجعه هذا المناضل باصراره وايمانه ليقول لنا وللعالم ، انه لا يضيع حق وراءه مطالب . وان العدالة تنتصر عندما ينتصر اصحابها لها .
ربما يجب ان يكون عنوان المرحلة القادمه : عدنان خضر رئيسا …. او رئيسا للمفاوضات