تخطى إلى المحتوى

كسر البوصلة

كسر البوصله

ما يجري في واقعنا الفلسطيني من ارتدادات وذبذبات تبدو وانها في كل مره تكسر كل المؤشرات والتوقعات يشبه كسر البوصله لسائح هائم في صحراء واسعه بلا اي رؤيا لاتجاه،

محاط فقط بخيالات لوحوش قد تكون موجوده وهي موجوده بالفعل في خياله وبين رمال صحرائه القافله الجافه الموحله

بوصلتنا كفلسطينيون تتمثل بقيادتنا التي تشبه هذا المشهد الصحراوي

كل يوم هي في حال

لا نعرف اهي لا تعي الخطر ام هي جزء من الخطر

لا نعرف ان كانت تخطط وترتب لما لا ندركه

ام هي جالسه تتشمس تحت شمس الصحراء ظنا ان واحه بالكثير من الماء ستظهر فجأه امامها وتبرد حرها

المشهد الفلسطيني بين القدس وغزه يشبه الزئبق المنبعث من مؤشر الحراره بعد انكساره

يقفز بجنون لا يمكن مسكه او السيطره عليه من مكان لاخر بلا اتجاه او نظام

نحاول مسك الزئبق ناسين ان المؤشر قد انكسرولن يجدي نفعا اللحاق به ومسكه

نصفق نفرح نحتفل لدعس هنا وهناك

نحول الموت والقتل فجأه لثقافه احتفاليه

موتنا وقتلهم

نشجب ونلطم فقداننا لارواح تزهق طوعا وقصرا

نلملم بقدر استطاعتنا عار اغتصاب الليله والليالي السابقه للقدس والاقصى

نحتفل نبكي

نحرق نشوي

ينطلق في سمائنا اصوات متفرقعات ورصاصات حيه

يصبح قيد المرأة وحبسها اسوارة شرف

وحجز الطفل وسجنه كالقبول في مدرسه النخبه

نهنيء الطفل على فقدان ابيه للأبد

وندعو الام إطلاق زغرودة فابنها صار شهيد
نشعل النار اكثر باجساد هؤلاء

هؤلاء لم نعد نعرف من هم . فريقنا ام فريقهم . العدو الاصلي من هو

منا ام منهم ؟

فقبليتنا وانقسامنا وتفرقنا يغلب حتى العداوة فينا

ونصبح اشد عداوة لنا

ندفيء بروده احساسنا المنعدم

ونعدهم مع العاهدين بجنات خلد منتظره

وفي غزه

وسط عري الارض التي لم تعد تستر مساكينها

وقساوه برد شتاء لم تهد السماء غطاء للمظلومين تحتها

تغيب الشمس خجلا، حرقه على عجزها من بث دفء يئست لا بد هي الاخرى من شقه من جذورها

نتستر وراء داعش

ليصفي كل حسابه مع عدوه ناسيا ان العدو الحقيقي لا يزال واقفا متفرجا متأملا خيبتنا محتفلا بانتصار تلو انتصار علينا

يصبح داعس علامه انتصارنا بالقدس على احباطنا وظلمنا وانعدام الامل وغياب النصره وفضح عورتنا برؤيتنا للاقصى تضيع امام اعيننا عاجزين ..

ويكون داعش عنوان تصفيه الحسابات البخيسه اللعينه الرخيصه بين الاضداد وسط وحشع ظلام الاحتلال

هذا عنوان من لا بوصله له

سيبقى حالنا الفلسطيني هكذا لطالما يحكم امرنا اناس يتربعون في اطار بوصله تزاحموا فيها حتى تحطمت ولا يزالوا يحشون بانفسهم فيها

فنسونا ونسوا قضيتهم

وننساهم

ونمضي طريقنا في صحراء الزمن

مقدسيون غزيون

متفرقون

باحثون عن وطن غدرنا فيه

فتركنا هائمين تائهين

لا نزال نحاول التفتيش فيه عن مكان لنا

ولا زلنا غير مدركين

بان الوطن قبل ان يكون مكانا يجمعنا

هو ارتقاء بداخل نفوسنا لوحده،لهدف، لقضيه تخلق اوطانا

تحولنا الى شتات داخل ما كان وطنا

تبصر طريقنا بوصله مكسوره

٢٠١٤

1 أفكار بشأن “كسر البوصلة”

اترك رد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading