تخطى إلى المحتوى

صوامع الجهل

لا أعرف متى سيأتي اليوم ونحمل الفأس ونهدم كل تلك الأوثان المتكدسة في عقولنا من أفكار نقشت في أذهاننا وعقولنا وقلوبنا وجعلت منا عبيدا لأصنام تسمننا لدرجة الثقلان الذي لا يتزحزح من مكانه يمنة ولا يسرة . فقط رؤوس تتحرك كمن بها بوتقة لا ترى الا المجال القريب من نظرها ولا يتعدى زواياه. فتتخبط وتخبط في كل اتجاه.
ولم أعد أعرف للحقيقة ما هو المقدس في معتقداتنا ومن هو ؟ ندعي عبادة خالصة لله عن طريق نبيه محمد عليه الصلاة والسلام ولا تقترب عبادتنا من الله او رسوله مقدار قطرة من تعاليم العبادة . تحولت عبادتنا الى تبعية لأئمة ندافع عنهم دفاع المستميت على الحياة . كأن بهم الاسلام يعلو او يندثر . نقدس ما كتبوه وما قالوه وما افتوا فيه وكأنهم ، هم رسل الله على الارض مع ادعائنا بالايمان انه لا رسول بعد محمد صلى الله عليه وسلم.
قرأت تعليقات عن مقالي “واقع العرب والمسلمين بين الغزالي وابن تيمية ” واذ بي اشعر وكآني مسست بالذات الالهية . مجرد ذكر تاريخ العرب والمسلمين يبدو من القداسة في أذهان الكثيرين . مقدس طاهر كل ما يشوبه من تدنيس هو مؤامرة هم بريئون منها .
النقاش ممنوع ، والجدال كفر ، والتفكر زندقة وهرتقة .
مجرد القراءة المختلفة عما هو مفروض علينا يعتبر شذوذ وخروج عن القاعدة ، يجعل من امرأة “متبرجة” “غير محجبة” مثلي ابنة زنا وعاهرة .
يتكلمون عن الاسلام دفاعا عن اخلاقه ومحاسنه وبراءة ائمته والتزامهم بتعاليم الله ويقذفون بكل ما اوتي لهم من قذورات على من لا يناسبهم كلامه . كأن الله والاسلام احتكار وحكر لهم .
فالاسلام والمسلم له وجه محدد بغطاء رأس وعمامة
والمعرفة الاسلامية حكر لكتاب ومصدر ومرجع (لا يشمل القرآن ، فالقرآن يتناوله ويفهمه اولئك المتخصصون) . ندعي على الديانات الاخرى التزوير والتحريف ونحن امامنا القرآن ولا نجرؤ على الاقتراب منه الا ترتيلا وتأكيدا على ما يقوله لنا حفنة من العلماء .
ومهما تعلمت وقرأت “متبرجة” مثلي فلن يحق لها التكلم حتى عن الدين . فالقرآن لا يمسه الا المطهرون على حسب ترديدات امتنا المسلمة الحنيفة . والحجاب من قواعد الاسلام فتسقط قاعدة الايمان عني في حالتي ، واصبح ابنة زنا وعاهرة عندما انطق. فقراآتي استشراقية ومدسوسة المصدر حتى ولو كانت الكتب الاصلية هي مراجعي . دراستي المكثفه في السنوات السابقة بالفلسفة الاسلامية وتخصصي بالامام الغزالي الذي قرأت ونقحت كل أعماله وناقشتها من منظور معين خاص بالمرأة وكذلك ابن تيمية وابن رشد لا تعطيني حق التكلم عن رأيي ،لا تقدم لاستنتاجاتي اي قيمة
فاي معرفة تناقش في ما اصبح ثوابت من اجتهادات بكل واحسن احوالها تحتمل الخطأ كما تحتمل الصواب مرفوض ومقطوع الحديث فيه .
ولكن ، ولأني تربيت تربية اسلامية بها الكثير من الصوامع الفولاذية التي من الصعب الا الحك فيها ، امنت بصدق بالله وبصدق رسالة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم . وتلك الطفلة بداخلي لا تزال تجمع حسنات في ميزان ملاكها الايمن ، فاني اتسابق مع اولئك الذين يقوموا “بقذف المحصنات” . فالعهر في هذا الزمن اصبح شرفا عندما يصدر من افواه من يضعون اوسمة الدين على صدورهم . لأن ذنبهم لا بد اكبر عند الله في يوم الحساب . فميزان حسناتي يعلو في خضم القذف والسوء والتبلي الجاهل السفيه.
ولا زلت اصر كما اصر بداخلى على ذلك الملاك الايمن والايسر على ان الاسلام ليس حكرا لرجل دين او امام او مفتي . والاجتهاد حق لكل مسلم عاقل بالغ راشد. مع او بدون حجاب.
فلن نرقى بانفسنا حتى نخلع تلك الاحجبة عن قلوبنا وعقولنا .ونبدأ برؤية العالم بطرق مختلفة ونقر بأننا لن يصلح حالنا لطالما يسيطر علينا ماضي مليء بالجهل بريء من الله والرسول.
لن نرقى بأنفسنا الا عندما يتوقف الاختلاف عن كونه عداوة وكفرا وتحقيرا .
فلا افهم كيف كنا خير امة اخرجت للناس ونحن فينا الجهل وسام والتطرف طريقة حياة والمختلف شاذ وصوت المرأة عهر وكشف شعرها يجعلها ابنة زنا .

2 فكرتين بشأن “صوامع الجهل”

  1. في الحقيقة أن المقال يمس الواقع المؤلم لحال الامة و ما وصلت له من جهل في موضوع التفكر و التحليل و أصبحت أمة منصاعة لافكار لا تقبل التحليل و التأويل و النقد، وبهذا أصبحنا أذلة في تفكيرنا و تقبلنا للاخر اصبح معدوم و هذا ما عزلنا عن العالم و أصبحت جميع الامم تنظر لنا كأمة متخلفة لاناا غير قادريين على إبراز المثال الجيد أو الوعي الثقافي للحضارات الاخرى حتى نستطيع التفاهم مع باقي البشرية .

اترك رد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading