انهيارالسيادة وسيادة الشعب

انهيارالسيادة وسيادة الشعب

قد يكون المشهد تعبيريا ،لا يمثل الواقع بإحكام ،الا ان حال القيادة والشعب يمكن ايجازه في جولة على الشاشة بين تلفزيون فلسطين وفلسطين اليوم .

تلفزيون فلسطين ، التلفزيون الرسمي الفلسطيني والذي يبث من رام الله ، بين محطته الرسمية والفضائية . وفلسطين اليوم التي تبث من لبنان ولا يهم كثيرا لمن تتبع . ولكن ايا من كانت تبعية هذه الفضائية له ، فهو لا شك يشكل نبض الحال الفلسطيني والمرحلة .

وتلفزيون فلسطين حاله كحال مشغليه في عالم منفصل عن واقع الشارع يردد بعض الاغاني الوطنية الجديدة ويتناول الوضع وكأن هذه الشاشة تبث من مكان آخر ليس للمكان على الارض علاقة به .

نفس الحال الذي يستفز ما تبقى مني من شعور في كل مرة ارى مشهد المواجهات على مشارف مدينة البيرة التي تبعد المقاطعة عن مركز المواجهات وكذلك بيت الرئيس اقل من كيلو متر واحد ، ليخرج كالغريب كذلك ويتكلم عن مد يده للسلام . وكأن المشهد الحاصل خلف نافذته موجود عبر شاشة تبعد فيها الحدود والمسافات والانسان نفسه افتراضي ليس بينه وبين الرئيس علاقة مكانية او زمانية.

الحال الفلسطيني المختنق في السنة الاخيرة تحديدا ومنذ الاحداث التي بدأت بحرق الفتى محمد ابو خضير والعدوان على غزة والاعتداءات التنكيلية والاستفزازية التي استمرت على الاقصى وما من حراك قيادي او شعبي نحو مؤازرة اقدس مقدسات الوطن ، أفضت الى حال انهيار كاد يطال ما تبقى من الانسان الفلسطيني . حالة انهيار في قعر لا مخرج منه ، وسط امال وتمنيات ليقظة قيادية تنشل ما تبقى من شعب كاد يصبح رمادا تحت كل هذه الانهيارات . والشهيد تلو الشهيد ، والتنكيل تلو التنكيل والقيادة والشعب على نفس الوتيرة من السكون كمن هو هائم على وجهه . قيادة تتأكد من تثبيت هذا السكون القاتم وشعب قتم بقتامة الوضع السائد.

وكحكاية القدس الابدية ،يخرج احد ابناء هذا الوطن من ظلمات جدران الاحتلال الغاشم على المكان ليطعن المحتل الغاشم في لحظات اراد ان يبلغ الرئيس الفلسطيني تحديدا ، بأن الوطن لا يسترد بتهديد بقنبلة فارغة ،بل بسواعد ابنائه بمقاومة لا يمكن استبدالها ما دام الظلم والطغيان هو السيد.

أيقظ الشهيد مهند الحلبي الضمير الفلسطيني بالشعب الذي كاد ان اصبح مستترا . روى بدمائه الزكية عطش شعب جفف فاه الظمأ .

اشعل ارتقاؤه فتيل الحياة في الروح الفلسطينية من شعب قدم ولا يزال يقدم التضحيات الكبيرة بابنائه في سبيل كرامة يستمر الاحتلال باستلابها ويستمر خنوع القيادة في اخمادها.

ما يجري اليوم هو بث الحياة في شعب ، يصر على الحياة بكرامة ويصر على مواجهة الظلم والعدوان المستمر باجساد ابنائه العارية، واحتضار لقيادة تأخذ انفاسها الاخيرة .

قيادة تقف امام امتحان حقيقي امام نفسها وليس امام الشعب اليوم . لان الشعب قال كلمته وقرر مصيره . اما القيادة وبعد انهيار سيادتها امام دبابات الاحتلال وجنوده ومستعربيه الذين يعيثون بالارض والانسان قتلا وجرحا واعتداءات تسقط مع كل طلقة سيادة سلطة لا تزال تترك ابناءها يتصدون للاحتلال وعدوانه بصدورهم العارية بينما يختفي الامن …

لاننا نعي ونعرف بان هناك لحظة ما على هذه السلطة حسم موقفها الحالي ، وتقرير مصيرها .. اما ان يخرج الامن للتصدي للشعب الثائر ضد الاحتلال اويخرج الامن للتصدي للاحتلال مع الشعب.

وحتى يصبح علم فلسطين هو العلم الذي يوحد الشارع الهائج ، سيبقى الشعب كذلك في اختبار لاختياراته . كرامة الوطن او قوة الفصيل ..

اترك رد