تخطى إلى المحتوى

عفوا… إنهم لا يذهبون إلى الموت …الشهادة تأتي إليهم

عفوا… إنهم لا يذهبون إلى الموت …الشهادة تأتي إليهم

لا أريد أن أكون من كلامي منبرا للرمي بالشباب أمام طلقات الموت التي لا تميز بين طفل ولا بالغ. بين شاب او طاعن. ولست ممن يدعون للعنف ولن ازغرد يوما لشهيد ولن اهنيء أما بفقدان فلذة قلبها .

ولكن…

عندما تقع الشهادة فلا بد الا وأن نقف جميعا إجلالا لهذا البطل العظيم الذي واجه شجاعة وبسالة ام مجرد عابا لمدرسة او لدكان آلية ظلم عسكرية غاشمة تسرق الحياة من أبنائنا وبناتنا بلا اي وجه حق او شرع او قيم انسانية او حيوانية حتى.

نقف اليوم جميعا في نفس المكان كأهل . نجتمع أمام شاشة واحدة نشاهد ما يجري من ظلم وقتل وإعدامات ولا نعرف أن كان هذا الذي بجانبنا كان إبنا او ابنة . أخا او اختا . زوجة ، والد ،والدة سيكون هو غدا من نشاهده على نفس الشاشة. أولئك الأبطال منا هم اولئك الذين عقدوا العزم على مسح عارنا الذي نجر فيه اذيال فشلنا وضياع الوطن الذي لا نزال نبثه في اولئك الابناء ولا نريد منهم ان يكونوا بقدر هواننا من قوة وعنفوان.

في السابق شجبت في مرحلة معينة العمليات الاستشهادية ، مع إجلالي الدائم للشهيد ، ولكن فكرة ان اولئك كانوا ادوات لاجندات فصائلية مختلفة خسروا حياتهم من اجل وطن جنى من حرضهم بعد ذلك على الرفاهية والحياة.

ما يحصل اليوم مختلف.

هذه الهبة الخارجة من صميم القهر والرافضة للمزيد من الظلم والتي تقف بشموخ امام دهر بعمرهم من الفساد تقدم حياتها من اجل كرامة شعب ضاع الوطن منه ولم يبق لهم الا ان يذكروا من بقى يهيم منا بأن على هذه الارض ما يجب الحياة من اجله ..او الموت من اجله..

اولئك الابطال بسكين او بمجرد عبور طريق حلموا كغيرهم وخططوا لحياة فيها مستقبل لا يخلو من مشروع ولا دراسة ولا فستان او بدلة .. كانوا يخططون لفرح او حفلة تخريج . كانوا بانتظار النجاح بامتحان وتمنوا لحظة يلتحقون فيها بجامعة.

أولئك الابطال منا لم يختاروا الموت ، واولئك الذين تعمدوا الشهادة منهم فضحوا هواننا وجبننا . عروا عوراتنا المهترئة . كشفوا ظهورنا البالية . واصروا بان هذه الارض خلقت للحياة او الموت بشرف وكرامة.

هؤلاء الشهداء الأبرار بحق يرفعون رؤوسنا المنهزمة . هؤلاد هم من يستحق الوطن ان يسمى بأسمائهم وان يتعطر بعبق ريحهم.

اولئك هم الذين يقول لكل اهتراء بزمننا البائس بأن الأوذان لا تبنى على ذل.

صدورهم العارية هي خريطة الوطن الذي أعيدت له الحياة مع كل قطرة دم سالت من أجسادهم الطاهرة.

لا نريد لابنائنا الموت نعم … ولكنه ليس اختيارنا ولا اختيارهم ..فالاحتلال لا يفرق بين ابني وابنك . لا يفرق بين من هو ذاهب لمدرسة وبين من هو ذاهب الى الصلاة ومن هو خارج ليعيد حق شهيد مسلوب. هم هناك على عتبات بيوتنا ينتظرون قنص ابنائنا ولا يأبهون . ولا يميزون . ولا يهتمون … فهم في مهمة للقتل لا نسعى نحن اليها . هم في مهمة لقتلنا واولئك الابطال يلقفون الشهادة لانهم يستحقون افضل من حياة خنوع وظلم واضطهاد.

هم لا يخرجون للموت ولكن ، ظهورهم مكشوفة لأن الوطن بلا حماية حقة وبلا سيادة حقة ، وبلا من كانوا يموتون في سبيل الوطن.

كل شاب او صبية حاولوا أخذ الحق بعدما فقدوا الامل في الكبار والقادة هم من سيبنى الوطن اليوم بعبق ارواحهم . هم من يضخون اليوم فينا دما جف من قلة الحياة وانعدام الحياء . أولئك آجندتهم خالصة لرفع الظلم وكسر القهر واستعادة الكرامة التي مسحت بها الارض من القاصي والداني.

آولئك عاهدوا الله فصدقوا وصدقهم.

وتبقى مسؤوليتنا نحن كأهل لاطفال قاصرين ربما ان نحاول ضبطهم . للاسف خرجوا لان الرجال اختفت .ولان الحماية انعدمت . الا ان دورنا كأهل هنا هو المسؤولية …

اترك رد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading