تخطى إلى المحتوى

انزلاق ابو مازن الى الحرب الإعلامية الإسرائيلية .. فهل يعلم ؟

انزلاق ابو مازن الى الحرب الإعلامية الإسرائيلية .. فهل يعلم ؟

احدهم قال لي مرة بان لأبو مازن حساب فيس بوك يقوم هو شخصيا بالاطلاع عليه . لم أخذ الموضوع بالجدية الكبيرة ولكن وان صح الكلام فلا بد ان يكون هذا الحساب مفلتر وبدون شك لا بد ان جهاز الكمبيوتر وحساب الفيس بوك لأبو مازن تحت “الريستريكشن”. يعني لا يستطيع الرجل الا فتح صفحته فقط . ومن المؤكد من ان ابو مازن محاط بمجموعة من العباقرة في التكنولوجيا القادرين على مسح الواقع وخلق واقع افتراضي للرجل.
من انزلاقات خطاب ابو مازن كانت صورة الفتى مناصرة ملقى بدمائه بين الحياة والموت . واستخدام ابو مازن بكلمة إعدام لم يكن موفقا. لو كان ابو مازن او من كتب الخطاب على دراية بمجريات الأمور المتسارعة لاستطاع ان يحتوي الموقف. بكل الحالات ما جرى كان إعداما علنيا . الموت او الحياة لم يكن نهاية المشهد . فالمأساة كانت في المشهد نفسه.
وقد يقول المدافع عن ابو مازن بهذا الوضع بان الرجل لم يخطيء. وان اخطأ فلم تكن مقصودة . والخطأ بكل الأحوال مردود .
المشكلة بكل بساطة بوضعنا الفلسطيني هو هذا . كل ما نقوم به ردات افعال ولم نرتق أبدا لمستوى تخطيط محكم لأي شيء وتنفيذه من البداية حتى النهاية. وفي كل هفوة او مصيبة نقول عفا الله عما سلف. شأن المواطن والرئيس في هذا هو واحد . وهذا خلل اكبر في مفاهيمنا . لهذا نحن شعب يرى الحاجب نفسه رئيسا .
هل تدارك من وضع للرئيس الخطأ في تبرير منهزم اخر ؟ الجواب هو نعم . وكعادتنا نخرج للتبرير وكاننا في وضع دفاع عن أنفسنا. في كل مرة تجرنا أسرائيل لوضع المدافع وكأننا المجرمون .
منذ زرع بذرة الصهيونية في فلسطين ، والفلسطينيون من القادة ينهجون نفس النهج في المفاوضات . وبعيدا عن اي تحليل او تبرير ، الجواب اليوم وبعد ما يقرب من المئة عام من المفاوضات القيادية التي سحبت من تحت ارجلنا الارض حتى كادت ان تمحي الوطن من وجداننا بقصد او بلا قصد لم يعد مهم . في كل مرة يجلس الفلسطيني امام الاخر بمقعد الضعيف ناسيا انه هو صاحب الحق والاقوى .
نفهم يا عالم ان عدونا شرس وكافر بكل انسانية الا انسانيته هو . ولكن ..انظروا للمرة المليون في عمر دم شهدائنا الذي غرقت الارض به من كثر ارتوائها حتى باتت تغرق العدو في رعب من طفل لا يتعدى اصابع اليد من العمر. هؤلاء مغتصبون . سارقون . محرفون . مجرمون . قتلة. لا مكان لهم بأحقية التاريخ الا بانهزامنا .
قد يكون من اهم ما يحدث ايجابيا معنا كشعب اليوم هو انتقادنا الشديد لكل آداء السلطة بقيادة ابو مازن . وعينا الكامل اليوم بأن الانقسام السياسي أضعفنا وانهكنا وقتل ما فينا من روح جعلتنا نهيم كالاشباح في وطن شردناه منا . ويبقى الوضع صعبا لأننا امام جبهتان في محاولة استنشاق الحرية من جديد. وقد تكون السلطة وممثليها وقياداتها في وضع حسن بأن شراسة العدو تستمر بكونها الاعنف والاشد. فتشغل الناس عن الانزلاقات التي لا نعرف ان كنا سنخرج منها ابدا.
فلقد ضاعت الارض وتثبت شتات الشعب وقسم ظهورنا الانقسام، ولم يبق منا الا بعض الانفاس لا تزال تتشبث باستنشاق الحرية.
في كل مرة كنت أترقب “انجازات اوسلو القادمة” كنت ادعو الله بألا يثبت اي اتفاق ، وكنت اشعر وكأني اسير خارج السرب . ولكن في داخلي كان هناك صوت يصرخ قائلا : اتركوا شيئا للجيل القادم فقد يخرج منه مناضل حق.
واعترف بأنني في ظل الهوان الذي عشناه ، والفساد الذي تفشي فينا شعبا ومؤسسة ، وغياب الاخلاق وانحدار الشباب تنحيت مع نفسي وكدت ايأس واستسلم للواقع الجديد.
في كل مرة تأخذ مخيلتي عبارة أبو عمار : “سيأتي يوم ويرفع فيه شبل من أشبالنا وزهرة من زهراتنا علم فلسطين ، فوق أسوار القدس وكنائس القدس ومآذن القدس ، يرونها بعيدة ونراها قريبة وانا لصادقون “. ولقد صدق. فهذه الحياة التي يبثها هؤلاء الاشبال في نبضنا وكأن الدم الذي يسيل منهم يحقن في شراييننا ليعطينا نحن حياة وسط سباتنا كالمغشي عليه منذ عشرين سنة.
عندما نصل الى يوم يسيطر فيه الطفل والشاب اليافع على الشارع ،فعلى القيادة ان تعترف بأنها انتهت … وخياراتها لم الا محدودة . إما الرحيل او الانضمام الى صفوف قيادة هؤلاء الاطفال .
قد تكون هناك فرصة لا تزال مفتوحة امام ابو مازن ، مع اني اشك بانه سيعمل يها او يعي اهميتها ، لانه لا بد مكبل بضباع تغيبه عن الواقع تنتظر اقتناص الفرصة للانقضاض على الغنيمة الجديدة.
على ابو مازن الخروج الي الشارع ليكون جزءا منه ويعيد البوصلة الى مكانها معلنا حل السلطة. فالخيارات لم تعد ضمن امكانياته . لم يعد الشارع الفلسطيني الملتهب يسمع كلام مستشاريه ومحلليه ومناضليه الوهميين . لم يعد الشارع الفلسطيني يشتري بطولات النضال الغابر الذي دفعنا نحن الشعب ثمنه غاليا كاد يدفعنا حتى ما تبقى من وطنيتنا.
الإعلام الإسرائيلي يرى ابو مازن كالطفل الحامل للحجر والشاب الماسك للسكين ..فكن من الشعب أسمى واشرف وابقى لما تبقى لك من زمن .

اترك رد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading