احذروا …. ليس كل معتوه مجنون …تصريح نتانياهو هزلية ام خطر محتم

صاحب الأيام الاخيرة شعور عام باللا مفهوم عدا الحال العام من اللا معلوم . ولم يكن من المصادفة الشعور الذي تملك الكثير من المترقبين منا بمحاولة احتواء الحالة التي نزال لا نعرف ماذا نسميها انتفاضة ام هبة ام غيرها . التخوف من الاحتواء ليس بسبب حبنا للدم والعنف والقتل والموت . وليس لاننا مللنا من حالة الهدوء القامع على مدى السنوات . ولكنه بلا ادنى شك ، لأننا نريد لهذا الدم والتضحيات التي قدمت ان يكون ثمنها بقيمة الانسان الذي ذهب ضحية هذا الظلم الواقع علينا ولا ينتهي.

وليس مصادفة انعدام ثقة الشعب التامة تقريبا بالقيادة السياسية بكافة أطيافها واحزابها وفصائلها . فنحن نخرج من مأساة لمأساة والحق لا يرجع والنفوس تزهق . والشهادة صارت تقترب من باب كل بيت .

لنقف قليلا ونراجع الوضع القائم . الحراك السياسي بدأ مع زيارة بان كي مون لرام الله وهرولة الاصوات السياسية من القيادة بالظهور من جديد ، حتى اننا حفلنا بخطاب رئاسي جديد . خطاب ثوري غريب جدا عما تعودناه من الرئيس منذ عهدناه رئيسا.

من الجهة المقابلة خرج نتانياهو بتصريح عجيب يبريء فيه ساحة هتلر من الدم اليهودي ويلصقه بالفلسطينيين بشخص الحاج امين الحسيني مفتي الديار المقدسة ابان فترة الانتداب البريطاني .

في وسط هذين الحدثين الذين لا يشكلا اي اهمية ممكن التعويل عليها لتغيير الوضع القائم من تحرير منشود ورفع ظلم عن الشعب . هناك حدثين سيحددا الرسائل الخفية التي خرجت من التصريحين السابقين.

الاول هو ما يجري على الارض من قرار شعبي . لا احد يعرف متى سينفذ ومن سينفذه: عملية طعن او دهس او غيرها . من قبل شاب او امرأة ، طالب جامعي كان، ام رافع اثقال وسيم، ام شاب ديناميكي ناجح واعد. ام طالبة متفوقة . ام اب لعائلة سعيدة . لا أحد يعلم من وكيف ومن اين ستخرج الهبة القادمة.

الثاني هو ما يجري او بالاحرى ما جرى بالامم المتحدة وقرار سمعنا عن تقديم مشروعه قبل ايام وثارت وتيرة الاسرائيليون عليه كالعادة. ما سمعناه عن مسودة المشروع بالخطوط العريضة التي طرحته مجموعة من الدول العربية (الجزائر ومصروالامارات العربية والكويت والمغرب وتونس) لليونسكو كان : “ان ساحة البراق (الساحة امام حائط البراق كما يسميه المسلمون) جزء لا يتجزأ من الحرم القدسي.”

المهم ان اسرائيل ومنذ ايام وهي تحشد ضد هذا القرار . والعرب عازمون على الدفع به لتأكيد الحق الاسلامي على المكان . وفعلا يتم التصويت على القرار بعد تقديمه سمعنا فقط من خلال وسائل الاعلام الرئيسية بما يحمل عنوان يقول ان هناك صمت اممي ازاء مشروع يؤكد اسلامية حائط البراق.

فالجزيرة اعلنت ان الامانة العامة للامم المتحدة تجنبت التعليق على بيان اصدرته المديرة العامة لليونسكو ،بشأن مشروع قرار عربي يؤكد الهوية الاسلامية لحائط البراق ،ويعده احد المواقع الاسلامية المقدسة من قبل المنظمة”

الموضوع لم يطرح على وسائل الاعلام الفلسطينية . سمعنا فقط عن مشروع القرار القادم والذي تحاول اسرائيل رده. ولكن . هآرتس اعلنت عن قرار تم تبنبه بالفعل من قبل اليونسكو يقول ان اسرائيل تحاول كسر الوضع الحالي للحرم ،ولكن لم يتكلم القرار عن تأكيد اسلامية الموقع.

يتابع المقال شرح ما جرى باللحظة التالية : ” بعد تغييرات باللحظة الاخيرة،تم اسقاط البند المتعلق بالادعاء ان حائط البراق منطقة أسلامية فقط.”

يقول كاتب المقال ” ان هذا البند اختفى بعد ان تم شجبه

من قبل الحكومة الاسرائيليج واليهود بأنحاء العالم،وتم التحفظ (رفضه) عنه من قبل مديرة اليونسكو.”

وبدلا من هذا البند فإن القرار الذي تم تبنيه من قبل اليونسكو استنكر فقط الاجراءات المانعة لحرية العبادة في الاقصى واعاد تأكيداتهامات اخرى بشأن ادارة اسرائيل للاماكن المقدسة.

بينما ننشغل جميعا بالاستهزاء من اتهام نتانياهو للمفتي الحسيني بمسؤوليته عن الهولوكوست ، يحدث عدة امور من اهمها وقع هذا الكلام على الشارع الاسرائيلي . نتانياهو الذي نتهمه بالجنون والهوس وغيره (ولا اشك بهذا) استطاع ان يلتهم الاصوات في الانتخابات كمن يأخذ اللقمة من فاه السبع . الرجل متطرف سوداوي كاره للفلسطينيين ، لا احد يشك بهذا ولا ينكره هو . ولكن تأثيره على الشارع الاسرائيلي وبالرغم مما نسمعه من اصوات كثيرة تمقته وكل تلك المقالات التي نقرأها تشجب وتستهزيء من تصرفاته وتصريحاته . لا تغير من الحقيقة حتى بحبة غبار خفيفة. ما صرح به نتانياهو كان به اكثر من رسالة . اهم بكثير من تلك التي تلقتها ميركل وخرجت لتؤكد مسؤولية بلادها عن الهولوكوست . وبالمناسبة المانيا كانت من الست دول التي صوتت ضد القرار الجديد في اليونسكو.

ولم يرد نتانياهو ان يرمي الرمل في وجه ابو مازن او وجهنا . ولكنه كان يتكلم عن اولئك الذين غيروا في اللعبة على الارض في الساحة السياسية الاسرائيلية وحسموا الانتخابات لنتانياهو. التناغم الحاصل في اسرائيل بين الجيش والمتطرفون والمستوطنون يبدو بحالة تكاملية بعمليات القتل العلنية البشعة التي تستهدف الشباب الفلسطيني في هذه الايام.

ليس جهلا من قبل المحلل السياسي الاسرائيلي على قنوات التلفزيون الاسرائيليه استعمال اسم عبد القادر الحسيني بالتعبير عن الحاج امين الحسيني . هناك رسالة تم توجيهها للمجتمع الاسرائيلي الذي يحسم الانتخابات عادة بأن الفلسطينيين اشد عداوة وتعطشا للدم اليهودي من تلك التي وقعت عليهم من النازيه . وليس هذا افقط فهم الذين اوحوا له.

اسم المفتي ليس غريبا عن اليهود .فلقد تم استعماله وصورته مع هتلر في مناسبات عدة . ولكن دج اسم عبد القادر يوحي للكثيرين بفيصل وعبد القاد الحالي . يقرب الاشخاص من الذاكرة الاسرائيلية ويبدد العدو ليصبح بكل اسم عربي .ليس باسم محدد.

هناك طبخة يتم التحضير لها من قبل جميع طباخي السياسة المتعلقة بوجودنا الفلسطيني .

ليست مصادفة بان اسرائيل تخرج منتصرة في كل جريمة بشعة ترتكبها ضدنا .

عند ذبح المصلين بالحرم الابراهيمي ، صار الحرم الابراهيمي مكانا مباحا واحقية لهم بعدما كان وقفا اسلاميا تاما.

بينما كان المقاتلون الفلسطينيون يشيعون اهم قائد مر على بطولاتهم المرتقبة بال١٩٤٨. وبينما كانت الطلقات التي ذهب عبد القادر الحسيني مستجديا الحصول عليها من سوريا ولم يحصل عليها تفرغ في السماء من اجل الاشارة الى الغضب على العدو من قتله . استباحت اسرائيل دير ياسين وذبحت رجالها ونسائها ، ولم تصوب طلقة نحو يهودي في ذلك اليوم.

حصيلة الانتفاضة الاولى كان “تعكيمنا” باوسلو . ،حصيلة الانتفاضة الثناية كان قيام الجدار الفاصل ليصبح حدود الوضع المستقبلي والحالي.

حصيلة عدوان غزة في ٢٠٠٩ كان نتيجته تحويل الممرات من المعابرالى الانفاق .

وحصيلة العدوان الاخير على غزة كان إغراق تلك الانفاق .

فهل الخطة اليوم لحصيلة العدوان الحالي علينا هو تقسيم الاقصى ؟

لا يوجد ادنى شك بأن اسرائيل عدو مثابر لا يكل . هدفه الاسمى والدائم هو عملية تطهير عرقي بدأ منذ قيام اسرائيل ولا يزال . نشهده اليوم بأم اعيننا بالاعدامات العلنية التي تطال الاطفال والشباب قبل الكبار . رصاصات قاتلة تستهدف المستقبل الفلسطيني وما يمكن ان يجلبه من حياة.

علينا التروي في استهزائنا … فهناك امور يتم التحضير لها . فلقد تعود الجميع من اطراف هذه المؤامرة التي لا تشكل اسرائيل فيها الا جزءا واحدا من ضمن اجزاء لم تكن لاسرائيل قائمة لولا تواجدها . والقيادة الفلسطينية ليست بريئة ولم تكن .. علينا كشعب اليوم ان نكون بحجم التضحيات التي يقدمها ابناؤنا من كل بقعة في هذاا الوطن . هناك وحدة شعبية تؤكد للعالم كله بأن الانسان الفلسطيني هو الارض . هو القضية . منه الحق واليه يجب ان يصبو العدل .

http://www.haaretz.com/israel-news/1.681663

اترك رد