تخطى إلى المحتوى

هواجسي نحو نتانياهو.. متلازمة ستوكهولم ممكن ؟

يوقفني أصدقاء مؤخرا ليشدوا على يدي بسبب مقالاتي ، التي حسب ما يرونها ليست على هوى السلطة. أحاول انتقاء الكلمات المناسبة بهذه اللحظات . العبارة الصحيحة هي “ضد السلطة” .

وفي كل مرة ارد بإصرار : انا لست ضد السلطة .انا لست ضد فتح . انا لست ضد حماس . انا لست ضد احد.
انا ضد ما يساهم في دمار هذا الوطن. انا ضد هذا الوضع المزري الذي ييتلعنا جميعا في قعر هاوية بلا قرار.
هناك خلل ما لا يمكن تغاضيه . واجبنا كشعب يحب هذا الوطن ان نبنيه. وواجبنا كأفراد ان نقدم ما نستطيع من اجل تحسين هذا الوضع المأساوي ولو بكلمة.
من واجبنا على السلطة والرئيس ان نناقش المشاكل المتفاقمة . ان ندق الجرس في وضع نرى الحريق يشعل الاخضر واليابس من كياننا . هناك مسؤولية علينا بالتعبير عما نفكر فيه كشعب. هناك مسؤولية علينا ان نقول ما نريد. ان نطالب بحياة افضل واكرم.
وبين حرية التعبير وحرية السب والقذف اختلف مع البعض. ولكن لكل اسلوبه وتجربته. نحن لا نكتب لنحرز نقاطا ضد الحكومة . نحن نكتب لكي نرقى بالوطن والقائمين عليه لمكان افضل. نحن شعب من المفترض ان يكون في حالة بناء لكيانه الممزق والمتشرذم اصلا . نحتاج ان نكون وحدات متداخلة من اجل البناء . لا وحدات منفصلة متباعدة تعمل مع او ضد تيار او فصيل.
انا لست ضد شعار عاش الملك . عندما يقوم الملك بمسؤولياته. ولكني لا استطيع ان اصفق للملك والمآسي تتساقط علينا بوابل من سجيل. وكأن السماء بيننا وبين السلطة بها فاصل . سماء ترمي سجيلا وسماء ترمي امطارا.
وعليه…..
استوقفني خبر عن نتانياهو اليوم على احدى الوكالات الفلسطينية. احاول جاهدة مؤخرا البحث عن اخبار فلا اجدها . الاخبار صارت شريط انباء فيسبوك.وقد يكون التعدد في فيسبوك اكثر صدقا في النبأ من كل تلك التكرارات للوكالات المختلفة التي لا تسمن ولا تغني من جوع .
واذ بالخبر المفصل الطويل يصف بإسهاب زيارة نتانياهو لمستعمرة عتنائيل إثر مقتل مستوطنة هناك قبل يومين.
والخبر المسهب يتكلم بفيض عما قاله نتانياهو في حربه بين الحق والباطل. ، وكيف انهم (نحن) لا يريدون السلام وكيف(نحن) يقتلون الامهات بلا رحمة او رآفة.
طبعا الخبر منقول عن صحيفة عبريه او شيء من هذا القبيل. وهذا الامر عاديا . فاخبارنا المهمة في معظمها تلك المنقوله من الاعلام الاسرائيلي. ومن اجل الحق . في اسراىيل اعلام حقيقي.
لا اريد ان ادخل نفسي في متاهة الاتهام باصابتي بمتلازمة ستوكهولم. فأنا لا احب عدوي ولا يهويني ولا يشدني. ولكن هول المصاب في وطني يجعلني اتحسر على حالنا ولا استطيع الا ان اجري مقارنة تفرض نفسها . فارى نفسي فريسة الاعجاب بالنهاية بشخصية لا يحبها ولا يحترمها اصلا الاسرائيليون كنتانياهو.
ارى في نتانياهو لإسرائيل الحالية ، رغم قناعتي بكارثيته لاسرائيل ، الرئيس الذي اتمناه لفلسطين. وكأنه يقتنص المصائب لبخرج لشعبه ويشد على ايديهم ويؤكد لهم انه هناك للدفاع عنهم.
كم من شهيد سقط ويسقط يوميا . لم نعد نستعمل الاسماء … صاروا ارقاما … قد يكون الرقم قارب على المئتين.
شهداءنا بالنسبة لسلطتنا كشهداء سوريا والعراق. ارقام وسط همجية القتل العبثي.
وكأن الموت في حالنا عادي . قضاء وقدر نسلم له .
لما يختلف قتلاهم عن قتلانا؟
نحن نعطيهم اوسمة الشهادة ونسلم امرهم لملكوت السموات . وهم يقلدوهم اوسمة الفقدان. خسارة الانسان التي لا تسترد .
حتى الشهادة استبحناها وما نلبث ان نعين سماسرة لله على ابواب الجنة لمنح الدخول او الحجب لمن نستسيغه شهيدا.
لما لا يخاف نتانياهو المتطرف الارعن الذهاب الى المستعمرات التي يتم قنص مستعمريه فيها ، ولم نر الرئيس ابدا في جنازة او بيت عزاء؟
لم نسمع شجب ولا ادانة عن الخسارة التي لن تعوض في ام فقدها ابناءها . في اب لن يعود ولن يعول . في جدة لن يترامى الى حضنها الاحفاد. في إبن بعمر الورد قصف من الحياة ولن تزهر الدنيا برحيله من جديد. بابنة لم تبدآ بعد بالحلم بفستان ابيض او شهادة تفتخر بها .
لم نسمع شجب ولا ادانة عن دموع امهات حفرت على الوجوه قنوات من الاسى والقهر وخسارة لقذة قلب خلع من روحها ولن يعود. كل تلك الاحلام التي توارت بالثرى املين ان تكون الثريا هو المكان المنتظر.
لم نسمع شجب ولا ادانة لجثث تم حجزها. لاطفال وشباب ونساء ورجال يتم اعدامهم في كل يوم امام اعين البشر بالعلن.
اتساءل لو كانت قافلة الشهادة هذه اسرائيلية . ما كان سيقوم به نتانياهو ؟ لا بد وانه كان سيقوم باحتلال الوطن العربي في رده.
قامت الدنيا عند نتانياهو ولا يريد اقعادها بمقتل سيدة لها ستة اطفال. هرول ليجير الحدث ويجعل منه حديث العالم عن دمويتنا وقتلنا للامهات ….
ونحن وسلطتنا في انشغال………..
وبينما موتانا….قتلانا…. شهداءنا..احمد الله على كلمة شهيد. فهي تعوض بعضا من شعور الاسى.. لعلهم شهداء .. ولعل الجنة هي كما نتخيل او نتمنى او نريد.
وكأن مكافأة القتل والشهادة تذهب لحسابات اخرى.
لا اعرف ، هل الخلل مني مثلا؟ ام هو فقط محض الصدفة؟
ما هي المعادلة التي يتم الحساب على اساسها ؟ مع كل عشرة او خمسين او مِئة او او او او شهيد تقوم السلطة بتغيير وزاري ؟ او تعيين جديد؟ او موازنة تؤكد فيها تخدير الامن؟ ام ترقيات ؟
وكأننا في دنيتين منفصلتين… لا هما دنيتان منفصمتان ؟
في اي مكان طبيعي يكون الوضع الحالي هو وضع طواريئ. وضعنا الحكومي يبدو على خير ما يرام.. كل شيئ تمام. وزراء، تعيينات ، فصل، موازنات، سفر ، زيارات واستقبالات، ترقيات ….افتتاحات …
ختاما …. ننتظر افتتاح فيلم عساف (محمد مش احمد) الجديد… برام الله مدينة الاضواء والريد كاربت (السجادة الحمراء ) .. نحن نعيش بدولة مستقلة ذات كيان واضح ومتماسك ومتناغم ..
الشهيد رقم ١٥٣،١٥٤،١٥٥……،

7 أفكار بشأن “هواجسي نحو نتانياهو.. متلازمة ستوكهولم ممكن ؟”

          اترك رد

          اكتشاف المزيد من نادية حرحش

          اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

          Continue reading