تخطى إلى المحتوى

قنابل اهل السلطة ام مفرقعات

 

لا اعرف ان كان للسلطة الحق بامتلاك القنابل على حسب شروط اوسلو . فلا اعرف ان كان ما يقوم اهل هذه السلطة من تفجيرات يعتبر من قبيل القنابل ام هي مجرد مفرقعات .

سواء كانت قنابل ام مفرقعات . بكل احوالها فهي قنابل صوتية فقط. واذا ما كانت مفرقعات لا بد انهم لا يعرفوا تقنيات استخدامها . فلا يصلنا منها الا الدوي ورائحة الدخان المنبثق من التفجير.

وفي كل الاحوال نحن كشعب وسلطة نقتات على استخدام هذه المصطلحات . فنحن اما بانتظار قنبلة في تصريح يعد له مسؤول ، ام نتلقى دوي قنبلة فجرها مسؤول عن غير قصد او لغيرنا. فلا يطالنا بكل الاحوال الا الدوي والازعاج .

قبل ايام فجروا في وجهنا خبر العميل الذي تم ضبطه مسربا لاسرار المفاوضات منذ عشرين عاما ، وبسببه لم يستطع كبير المفاوضين التفاوض ، لان العدو الطرف الاخر في التفاوض كان يعلم مسبقا بخططنا التفاوضية التي علم اخيرا انها كانت مخترقة . تبدو هذه القنبلة كالاسلحة التي استخدمها العرب في حرب ال ٦٧ . اسمع امي تردد دائما هذه الملهاة من تاريخنا . عندما حاربت الجيوش العربية بالاسلحة الفاسدة.

وبالامس هز دوي تصريحات اللواء ماجد فرج رئيس المخابرات بالسلطة لمجلة امريكية بشأن التنسيق الامن ومدى فاعليته واحباط جهازه للمئات من العمليات وكذلك اعتقال اكثر من مئة ناشط ومداهمة عشرات المنازل ومصادرة الاسلحة ، اذان المجتمع الفلسطيني.

ولكن هل اصيب المجتمع بصدمة؟

كان المجتمع بكثير من فئاته منهمكا بالترقيات الحكومية. فامتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بالتهاني بالترقيات بالرتب الادارية والعسكرية والقضائية. احسست شخصيا باننا في موسم حصاد ولكني لم افهم حصاد ماذا ، بل اكثر تساءلت ان كنا في موسم حصاد. وللحق لا ادعي معرفتي ومتابعتي لهكذا امور.. فلا بد انه جهلي بتفاصيل الامور.

فالصدمة كانت متشرذمة ، بين الترقيات ومن حصل عليها ومن لم يحصل . من يستحق ومن لا يستحق . من كان محسوبا علي من وماذا ولماذا . مما اثار المجال للنمائم والانغماس بتوافه الامور . في نفس الوقت تم اخماد قنبلة الرئيس في المصادقة على قانون المجلس الاعلى للاعلام عندما سحبه قبل بدء نفاذه. وعلى ما يبدو ان هذا القانون احتوى على الكثير من الثغرات التي تمس بالحريات الصحفية. ناهيك عن انه قانون غير شرعي لا يصبو الى المصادقات اللازمة من المجلس التشريعي غير المفعل وتشكيله من قبل خبراء غير مختصون على الارجح بذاك الموضوع .

لا اعرف لما نحتاج الى مجلس اعلى في كل مجال . بدلا من تفعيل الوزارات تم افتعال هذه المجالس التي زادت من الامور تعقيدا وتشابكا متضاربا. فلا يعرف الانسان الفلسطيني من يقوم بماذا . ومع هذا كل عدة اشهر نسمع عن تشكيل وزارات مؤقتة بوزراء جدد… اسفة تجديد وزراء …وليس وزارات. فهناك وزارات بلا وزير . وهناك وزارات يتزاحم عليها المستوزرين ، وهناك وزراء يحملوا اكثر من حقيبة وزارية. وهناك مجلس اعلى لكل وزارة يثير اصحابها مشكلة استوزارية.

ولا اعرف كذلك مما يشكي المجلس التشريعي وبآي صلاحيات يطالب. اليس من الاجدى ان يطالب بانتخابات ليعيد تشكيله ؟ المهزلة ان المجلس التشريعي المجمد غير المفعل ،منتهي الصلاحية ينأى بنفسه عن السلطة وهو جزأ من الهزلية الحاصلة. لم نسمع بعضو مجلس تشريعي يستقيل . كل شيئ معطل ومجمد ومنتهي في المجلس التشريعي الا معاشات الاعضاء واستحقاقاتهم من سيارات وحراسة وما خفي عن الشعب من مزايا تجعلهم كأقرانهم بالسلطة يتأرجحون على نفس الحبال الفاسدة.

المهم…

عودة للقنابل المفجرة من قبل السياديين في السلطة…

ما قدمه اللواء ماجد فرج في حديثه مع المجلة . وهنا يخطر لي عدة تساؤلات . هل ما قاله اللواء يعتبر سرا خفيا عن المجتمع ؟ وبالتالي كان الخبر صادما؟

هل ما قاله اللواء كان هدفه اعلاميا بالمطلق للاعلام الامريكي فاسترسل الرجل بالتفاصيل ليؤكد للامريكيين ان السلطة تقدس التنسيق الامني وتحارب الارهاب والخ من متطلبات الرأي العام الامريكي (الصهيوني تحديدا) ؟ وعليه لم يدرك اللواء ان الاعلام العربي سيصل الى هذا اللقاء؟

بالحالتين لا اظن ان هناك مشكلة بالجواب بالنفي او التأكيد.

المشكلة هي فينا كشعب اولا .

ان نصاب بالصدمة من هكذا تصريحات اولا . علينا ان نواجه الواقع المفروض علينا مع حقيقيته . نحن كشعب نطالب بامور اشك باننا نريدها بالفعل . عندما نطالب بوقف التنسيق الامني ، فهذا يعني اننا لا نعي معنى هذا . وقف التنسيق الامني يعني ببساطة شديدة انهيار السلطة. الانهيار الذي سيؤدي الى تفجير حقيقي وليس فقط دوي يصل الى اذاننا . وهذا الانفجار سيطول كل المجتمع سلطة وشعبا .

هل هذا ما نسعى له ؟

سأكون اكثر جفاءا في جوابي واقول : لا . نحن لا نريد هذا .

نحن نعيش في حالة يعجبنا الحال. نتذمر منه . يمسنا بالصميم امام الذل والفساد .الا انه يناسبنا . فنحن نهرول وراء هذه السلطة. نريد استحقاقاتها . نريد الترقيات . نريد الحياة على المقاهي . نريد الترف المترامي علينا بكنف وجود السلطة حتى بزخاته غير السخية. لو كنا جادين في التغيير والتذمر لما بقيت السلطة ، ولما جفت دماء كل هؤلاء الشهداء تحت الثرى .

لن يقبل اي فلسطيني يدعو الى وقف التنسيق وهو بحاجة الى تصريح للعمل بآن يلغى تصريحه. في هذه الاثناء وبينما نعيش خطرا حقيقيا من عنصرية اسرائيل وفاشيتها ، يتزاحم العمال الفلسطينيون نحو المستوطنات للعمل فيها .

في هذه الاثناء وبينما المجتمع الدولي ينتصر بحملات المقاطعة يتداول رجال الاعمال الفلسطينيين سبل انشاء سوبرماركت ينتج بضائع مستوطنات . ينادي الشعب بالعلن بالمقاطعة ، وتذهب لزيارة لبيت وتجد المنتج الاسرائيلي بهيئة صابون او ورق تواليت او عصير . تذهب للتبضع وتكون كالبليد الشاذ عن القاعدة بينما تسأل عن بضائع غير اسرائيلية وترى امامك العجلات تعج بمفاخرة وتبجح بالبضائع الاسرائيلية من كل ما دنا سعره واستحسن مذاقه.

ننادي للشهادة ولا نتجرأ بالخروج في مظاهرة . نريد تحرير وطن بشعارات اكتفينا اليوم بان تكون عبر المواقع الالكترونية .

فلا غرابة ان السلطة لا تعيرنا اهمية ولا تحترمنا . فكلنا نتاج لنفس المنظومة الفاسدة. فساد السلطة ليس بسبب سياديوها ، ولكن بسبب فساد المجتمع .

كيف اطالب بضحد فساد وانا كفرد فاسد. كيف يطالب المجلس التشريعي بامور تشريعية وهو غير تشريعي اصلا ؟

وبالتالي استغرب استغراب الشعب من تصريحات اللواء فرج. لم يكن هناك سرا في كلامه . السر الوحيد هو في صدمتنا نحن الشعب.

فلا ريب اننا لا نميز بين قنبلة او مفرقعة. ولا ريب ان من يقوم بالتفجير لا يهمه ان فجر قنبلة او مفرقعة…

بكل الاحوال فان الاحوال من المحال تحويلها الى تحولات اخرى…

فالسلطة تعرف جيدا الداء المستفحل بالمجتمع … صرنا كمن اصابه الجرب…. واستفحل في اجسادنا …. كل ما نسعى له تخفيف الحك.

اترك رد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading