تخطى إلى المحتوى

بين انتصار الارصاد الجوية لتوقعاتها والتصدي للدفاع عن رئيس المخابرات

بين  انتصار الارصاد الجوية لتوقعاتها والتصدي للدفاع عن تصريحات رئيس المخابرات الفلسطينية

 

على الاقل صدق معنا الراصد الجوي . او لنقل لم يسود الله وجهه. فنحن بانتظار تساقط الثلوج وعلى استعداد لها كمن يستعد لبطولات مصيرية. ولعله خيرا…

نحتاج الى هذا الكم من البياض لربما اضاء كثيرا على ظلمات ايامنا ..

كنت منشغلة اكثر بعنوانين توقفت امامهما كثيرا ، احدهما للدكتور سفيان ابو زايدة تحت عنوان خلفاء الرئيس، واخر للدكتور هاني المصري يتعلق بالمصالحة العالقة. والموضوعين محوريين يتناولان الازمة الحقيقية الواقعة علينا . فمشكلتنا هي بمصالحة لا تتم ومعضلة خلافة رئيس اطال الله في عمره . وما نحتاجه واضح وصريح : انتخابات . لا يريد احدا خوضها والجميع يتحجج بها ويرمي اللوم على الفصيل العدو في تعطيلها .

ولعلها ليست مصادفة تلك الاخبار الاخرى التي شغلت الشارع الفلسطيني جعلت عداد الارقام بالشهداء فقط يعد ليتم استعمال الارقام في وقت لاحق لاصحاب المصالح من القيادات الحالية والقادمة والمرجوة .  

فالاسابيع الماضية شكلت تفجيرات كلامية اعتبرها الكثيرون غير مسبوقة بدأت بكلمة اللواء جبريل الرجوب التي اثارت الكثير من التساؤلات ، وعبرها موضوع العميل الذي عطل المفاوضات طيلة العشرين سنة الماضة والحمد لله تم القبض عليه اخيرا ، وانتهاءا بتصريحات اللواء ماجد فرج رئيس المخابرات .

قد تكون الاسماء الثلاثة من الاسماء المطروحة في سباق الخلافة المنتظرة القادمة . وقد لا يكون ما جرى من تصريحات وتسريبات من قبيل المصادفة . ولقد جرى التحليل بهذا الاتجاه من قبل الكثيرين . المشكلة بالسياسة الفلسطينيه بانها صارت واضحة جدا لا تحتمل حتى الكثير من التحليل . او التحليل اصلا. فالانسان الفلسطيني المتلقي لكل هذه الاحداث بات يعرف كل الشخصيات الموجودة على الساحة لتاريخها الطويل في النضال والسياسة وغيرها من الاحداث المتعلقة بالحياة الفلسطينية . وبات الشارع يعرف هذه الشخصيات بمختلف ادوارها . لهذا ابتذال من ناحية معينة ، لكن به بعض الفوائد كذلك. الا انه يجلب الملل كما يجري في حالنا . فهناك حالة من التفريغ لكل الاحداث . لم تعد حتى مهمه. الناس تتداول الاخبار لا لاهميتها او لاهتمامهم ، ولكن فقط لتمرير الوقت . فلا اظن ان هناك فلسطيني عاقل يتأمل خيرا ، او عنده امل بتغيير. كلنا اليوم نعرف ان القرار الفلسطيني اولا واخيرا ليس بيد الفلسطينيين . وليس بيد القيادة الفلسطينية . ما يجري من عرض للمرشح او المرشحون القادمون ما هو الا لعبة يتسلى بها الجميع ، وقد يكون صاحب القرار الاسرائيلي او الامريكي او الاوروبي او اي من اولياء الحياة علينا مهتم بهكذا معلومات لقياساته هو ولجس اهواء الشارع عنده .

وللحقيقة استغربت ما لا يزال يجري من ردود فعل على تصريحات اللواء ماجد فرج من اتباعه او مؤيديه . وبصدق لا افهم معنى ان يكون هناك اتباعا ام مؤيدين لهذا الشخص او ذاك. انا لست بالسذاجة المطلقه بهذا الصدد كذلك .فأفهم ان الرجل يشكل اهم شبكة امنية في السلطة الفلسطينية، فهو رجل قوي ومهم جدا. ولكن ، هل يحتاج ان يكون له تابعين ومدافعين ؟ هو الاقوى بالنهاية . هو من يقرر ما يريده وبيده قوة الامن .لما هذا التصدي لمن اعترض على ما صرح به ؟

هناك اكثر من وقفة لما جرى.

الاولى ، كما قلت في مقال سابق بهذا الموضوع . ما جاء من تصريحات ليس بغريب او صادم . الصادم هو صدمتنا نحن كشعب، ويبقى تساؤلي في صلب مقاصد رئيس المخابرات من هكذا تصريحات . هل كانت الفئة المستهدفة هي الاعلام الغربي ولم يكن على دراية بان هكذا تصريحات ستصل الى اعلامنا ؟ والحقيقة اني لا ارجح هذا الاحتمال ، فاظن انه كان على دراية كاملة ، واراد ان يكون واضحا. وظن ربما ان الشعب عبارة اشخاص مثلي مثلا قد لا يصابوا بالصدمة وواقعيون.وريما هناك شق انه الرجل الاقوى ، فلا احد يستطيع التصدي له ، وهذا وارد كذلك وصحيح.

ولكن ما جرى من ردود افعال بداخل الفصائل لحركة فتح هو الغريب والذي لا يزال يثير استغرابي وقد اقول صدمتي. افهم عندما يخرج “المريدون” لصاحب السلطة من جنود سخروا انفسهم للطاعة والدفاع المستميت. استغرب عند تكريس افراد الصحافة “المستقلة”  قلمها للدفاع عن ما دس للواء من تصريحات ينكروها عليه ولم ينكرها هو . وللتأكيد يخرج الرئيس ليؤكد على تصريحات رئيس مخابراته.

وبحق، انا لا استهزىء عندما اقول بانني لست ضد اعترافهم واقرارهم بالتنسيق الامني. الا انني بالطبع استاء عندما ارى واسمع التأكيد والمجاهرة بتقديس هذا التنسيق بظل هذه الظروف وبنفس الوقت التي تعتبر السلطة نفسها (او على الاقل تقول لنا) جزءا من الحراك الشعبي الحالي في المقاومة ،حتى ولو لم تتفق السلطة تماما مع الشعب في الية ونهج هذه المقاومة.

ولا افهم ما الذي لا يفهمه المواطن ولا صانع الحدث في فلسطين .فيستمر المواطن بسماع مهاترات القصص واضدادها . ويدخل الشعب في خصام لا يفهم اساسه مع نفسه في الدفاع او الهجوم. والقيادي في هذه الحالة ،لا اعرف ان كان يسخر من يقوم بالدفاع عنه والهجوم على المناهضين ام انه يكتفي بان يكون بموقع المتفرج مستمتعا بانتصارات من ينصرونه؟ بكل الاحوال الكل خاسر. نحن ننتهي بان لا نفهم . ويفقد القيادي مصداقيته بوضع نفسه في موضع المتفرج وكأن الامر لا يعنيه . استغربت وبحق ان ارى كل هذا الدفاع عن رئيس المخابرات بتكذيب ما جاء من تصريحات لم ينكرها هو . وخروج بعض القياديين الذين عينوا انفسهم محامي الدفاع عن الرجل والتنكر لما جاء من تصريحات وتمويه الكلام ووضعه في تفسيرات مختلفه وكأن ما جاء بالحديث الصحفي طلاسم يحتاج اهل السنة والجماعة مفكريهم ومرشديهم ان يؤولوا في ما صدر عن الرجل.

يا جماعة الخير….

روقوا ….

وارحمونا  وارحموا حالكم

لا اللواء صاحب القوة يحتاج الى دفاعكم ولا الى تبريراتكم… ولا يهمه الشعب ان رضي او غضب. هو بالنهاية رجل امن ومخابرات .. يقوم بما عليه القيام به …

المهزلة هي بالقيام بدور المدافع عنه من قبل بعض اعلام الصحافة والقيادة الذين يحسبون انفسهم على اهل العلم والمعرفة في هذا البلد.

اما “المريدون” من الفصائل التي تحتاج الى اللواء بهذا الصدد، هي نفسها التي تحتاج الى كل اصحاب هذا المكان والاماكن الامنية لتتأكد من وجودها او تسلقها او محافظتها علي حالة ما تريد ابقاءها …  

فالتصريحات خرجت و التنسيق الامني باقي والسباق على الخلافة القادمة مستمر ..واثبت الراصد الجوي ان توقعاته وان تأخرت فلقد صدقت … فليتعلم المدافعون والمناهضون والمتسترون والفاضحون ان الحقيقة كالثلج لا تعيقها بعض اشعة الشمس عندما تقرر الهطول…

اترك رد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading