تخطى إلى المحتوى

حرية التعبير بين الانتهاك والحق…اعتقال عبد الستار قاسم

 

حرية التعبير بين الانتهاك والحق…اعتقال عبد الستار قاسم

الجميع ينادي لحرية التعبير . حكومات وشعوب. دكتاتوريات وديمقراطيات .ملكيات وجمهوريات . قبائل وعائلات . لا يوجد نقيضين يختلفان على هذا.

ولكن عند التطبيق تختلف المعايير ، وتخرج الحريات في صلاحياتها بتحديد من يعبر برأيه عن من .

طبعا هذا يحصل في مكان يشبه مكاننا هذا…

في الاونة الاخيرة نتابع ما يحدث في مصر ، سواء موضوع الحكم القضائي على الكاتبه فاطمة ناعوت بتهمة ازدراء الاديان ، او رسام الكاريكاتير الذي تخطى حدوده ورسم الرئيس. والممثل الشاب الذي وزع الواقي الذكري منفوخا للشرطة في ذكرى الثورة.

وفي الاراضي الفلسطينية المحتلة ، تمارس اسرائيل القمع في التعبير وننادي العالم للالتفات لقمع الحريات ، واخر ما يتصدر من هكذا مواضيع هو موضوع الصحفي الاسير المضرب عن الطعام محمد القيق .

ولكي نبقى في تسلسل للقمع ، نسمع اليوم عن القبض على د. عبد الستار القاسم..

اذا ما كان التعاطف مع الخراف في موسم الحج هو ازدراء للاديان . واذا ما كان رسم الكاريكاتير اساءة لشخص الرئيس. واذا ما كان توزيع الواقي الذكري منفوخا هو مساس في رجولة رجال الشرطة . واذا ما كان دعم العمليات ضد اسرائيل تحريض للارهاب … فلا بد اننا دنونا الى الاسوأ في القائمة السابقة في السلطة الفلسطينية ، لأن الدكتور عبد الستار القاسم كانت تهمته التحريضية هو الدعوة لتطبيق القانون الاساسي الفلسطيني.

قد يكون د. عبد الستار القاسم ، من الاقلام الحرة القليلة غير المشتراة في الاعلام الفلسطيني . وربما لانني نقدية بكتاباتي لا ارى بكتاباته النقدية الا انعكاسا لواقع نعيشه نتعطش لسماع الكلمة التي تعكس ما نشعر به كمواطنين. والدكتور عبد الستار ،استاذ بالعلوم السياسة ، فهو ليس هاوي ولا مراهق ولا يتبع لاجندة من هذا الفصيل او ذاك. كحال الشعب المسكين منا لا يزال يحلم بوطن.

مع الاسف الشديد ، لاننا نعيش ي،وم اصبحت الوطنية فيه شبهة وجريمة، ان لم تكن خيانة.

وكالعادة ..تتنصل السلطة من اعمالها “الردية” بحقنا وبحقها ، وخرجت القوى الامنية بالتنكر واخلاء مسؤوليتها والاعلان ان النيابة العامة المدنية هي من اصدرت امر اعتقاله…

بجد؟؟؟؟؟؟

في ظل الوضع المتردي الحالي ، ابسط ما يمكن ان تفعله السلطة هو السماح للشعب بالتعبير.. الشعب الذي يتمثل بصوت الدكتور عبد الستار قاسم. هذا الصوت لا يحرض على ثورات يا سادة . هذا الصوت هو الصوت الذي ينادي للحرية . هو الصوت الذي يلامس وجدان الشعب الذي يرثى الحجر حاله . هو الصوت الذي لا يزال يحمل الامل بوطن لا يزال ساكن فينا.

ان من يحرض الشعب هو المؤامرات الداخلية بين الفصائل انفسها وغرمائها ..

ان من يحرض الشعب هو الفساد المستشفي في كل ما يحيط بنا من حياة في هذه السلطة.

اذا ما كانت الدعوة لتطبيق القانون الاساسي ، او الدعوة الى الانتخابات ، او السؤال عن التجاوزات والفساد تحريضا .فان الشعب اليوم كله محرض وكله يقع تحت طائلة المحاسبة القانونية .

كيف تجرؤ السلطة على التنديد لانتهاكات اسرائيل بامور مشابهة ، وتقوم السلطة بالتنكيل بابناء شعبها لمطالبتهم بتطبيق القانون ؟

هل تجرأ عبد الستار على السلطة فاستوجب تأديبه ؟ هل ما قاله سيخرج الناس الى الشوارع ؟

مع الاسف ، ان هذا الشعب يعيش على جرعات من الخنوع تم شربها طيلة العشرين السنة الماضية . لا يزال يعيش على بعض الامل في حال سيتحول يوما الى حال طبيعي . لا زلنا نمسك بالاحتلال ونجعل منه شماعة مآسينا . لو اراد الشعب الخروج عن السلطة بانقلاب لانقلب .

الا تعي السلطة بعد بان الانقلابات التي تحصل عندنا لا تتجاوز التنظيمات والفصائل المتناحرة والمتنازعة على بعضها .

الشعب بريء من الانقلاب ، لا حبا فيكم ولا قلة استياء .. ولكن الشعب مل وهلك وتهالك … والاحتلال يا سادة لا يكاد يتركنا ننظر في احوالنا حتى يقول هو بزيادة التنكيل والجرائم والعدوان .

الشعب مثلكم ، يستعمل الاحتلال كشماعة للمآسي التي لا تريد ان تتركنا .

من يجب ان تحذروه هو انفسكم …

من ينقلب هو انتم ومنكم ولكم ،فيكم …

كفاكم….

لقد مللنا الاحتلال ….

لقد مللنا الذل ….

لقد مللنا القمع….

لا تقمعوا الاصوات ولا تكتموها… حتى ولو كانت ناقده… هذه الاصوات هي الاصوات المخلصة للوطن… ولكم  .

الحق في التعبير ليس استحقاقا .. انه حق بديهي لا تقتربوا منه.

اترك رد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading