تخطى إلى المحتوى

ثورة المعلمون ..ثورة شعب

ثورة المعلمين..ثورة شعب

 

لا اريد ان ابدأ بنفس التساؤل عن هزلية وجد  ما يحدث. لقد تعدينا هذه المرحلة. ما كان مجرد اضراب ربما لم يكن المقصود منه الا وقفة احتجاجية من اجل الحصول على بعض الحقوق او لربما لدق الناقوس ورفع المطالب ، تحول وبلا ادنى شك الى ثورة خلقتها هذه المرة سوء ادارة السلطة القائمة.

الهزلية الوحيدة هي بالاداء المخزي المستمر .

 بدءا، تم التعامل مع الموضوع بلا حكمة، وتعنت، وجهل . والاصل في كل هذا كان عدم احترام الشعب اصلا . فلو كان هناك احترام لوقفات الشعب المختلفة لما تم تخوين المعلم المطالب بحقوق بديهية . لو كان هناك احترام لما تمت مواجهة الاعتصام بالقمع والاعتقالات . لو كان هناك احترام لما تمت محاولة “تدعيش” الموقف من خلال تحويل الدين الى أداة للعربدة.

واذا ما افترضنا ان غياب الاحترام من قبل الحكومة للشعب تعنتا من قبل هذه الحكومة التي ترى نفسها حكومة . المسمى الظاهري نعرفه جميعا . الا انه من المأساة ان تصدق هذه الحكومة انها حكومة. بغض النظر انها حكومة بالاصل نصبت لتكون انتقالية لاشهر معلومات ومعدودة منذ اجل يبدو انه سيكون غير معلوم .

والادهى ان هذه الحكومة عندما صدقت نفسها ، قررت ممارسة الدكتاتورية بدلا من ممارسة واجباتها الانتقالية المؤقتة في خدمة الشعب .

صدقت هذه الحكومة ان هذا الشعب تابع في عزبها الاقطاعية . الشعب “الفلاح” والحكومة “الاقطاعية”. عفوا .. يتوجب التصحيح هنا .. الحكومة تعمل “ناظرة” في نظام اقطاعي عنصري (ولتأكيد المقصود:الاحتلال) .

بعد ان فشلت الدعوة الى المدارس من خلال المنابر ، هل كان الحل هو حمل العصي للشعب واخراج الاطفال عنوة من البيوت للمدارس مثلا؟

الحل لم يكن بعيدا عن هذا .  حل الحكومة الرشيدة كان منع الشعب المساند للمعلمين من الخروج اصلا . نحمد الله انهم لم يفرضوا منع التجول على المدن والقرى الفلسطينية بعد.

سمعنا وعشنا الكثير من المهازل والفضائح .

سمعنا وعشنا الكثير من قصص الفساد المستشفية في هذه السلطة وحكومتها .

سمعنا وعشنا الكثير من قصص القمع والاعتقالات .

ولكن ان نحيا لنعيش حواجز عسكرية تقوم الحكومة باجهزتها على الطرقات لتمنع الشعب من الوصول لمكان الاعتصام

وان تقوم الاجهزة الامنية بالطلب من بعض شركات النقل عدم نقل المعلمين الى رام الله، وسحب هويات بعض السائقين ( عن الهيئة المستقلة لحقوق الانسان فهذا يفوق المهزلة والفضائح)

ولن اعيد التذكير ….

فنحن نعيش بحواجز على حواجز ومحاصرون بحواجز.

هل تم التنسيق مع قوات الاحتلال عند نصب الحواجز لمنع الناس من الوصول ؟

كل ما سمعناه عن اوامر الحكومة باعلى هرمها  ان تحيط الامن حول رئاسة الوزراء بدلا من فتح الابواب للشعب الباحث عن بعض عدالة؟ ان تغلق مداخل المدن ؟

هل هذه هي نتيجة بناء الدولة الامنية ؟

هل يتم تدريب الامن في هذا الوطن فقط من اجل حماية الاحتلال وقمع الشعب؟

هل هذه هي الرسالة الرسمية من السلطة للشعب؟

لقد مارست السلطة ولا تزال منذ اندلاع “الانتفاضة” الاخيرة كل ما يمكنها من إحباطات وقدمت كل ما هو ممكن من خذلان للشعب يزداد سوءا في كل لحظة.

لقد نجحت هذه الحكومة بسلطتها بفقد شرعيتها يوميا امام طاغوت الاحتلال .

لقد اوصلونا اليوم الى مشهد دراماتيكي مفجع ربما .

ثورة المعلمون هذه هي اعلان شعبي لانهيار هذه السلطة .

عندما يقوم رئيس حكومة ، بالاصل كان (ولا يزال، بسبب تفشي الفساد وغياب القانون الحقيقي وغياب الشرعية) رئيسا لجامعة وطنية تساهم في بناء اجيال الوطن القادمة بنهج كهذا ، فما الذي تركه لرؤساء الامن ؟ كنت سأفهم رئيس وزراء بخلفية امنية يقوم بهكذا عمل . اما ان يقوم رئيس وزراء اكاديمي يرأس رأس هرم اكاديمي رئيسي بهكذا عمل لا يمت للديمقراطية ولا العدالة ولا الاكاديمية ولا العلم ولا التعليم بصلة . فهذه جريمة .

ما جرى اليوم عار بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ، قد يكون الاكبر في سلسلة العار التي يبدو انها تستمر بالتدحرج والالتفاف حول اصحابها .

 كل ما يتم التصرف به من قبل هذه السلطة وحكومتها يؤكد على انهيارها الحقيقي الفعلي.

الاسوآ لهم في هذه الحالة هو هذه الثورة المتمثلة بالمعلمين .

ان يتم قمع المعلمون ..هو تعبير حقيقي عن الوجه القبيح لاداء هذه السلطة التي لم تعد تعرف ما الذي تفعله. …الا الاستمرار بالقمع …

ما هي التهمة المترقبة ؟

ما هي المؤامرة ؟

ما يجري من قمع يؤكد على حالة من التخبط والاهتراء السياسي والخوف .

وما جرى اليوم وللمرة المليون ربما ، من ضعف اداء وغياب حكمة ، جعل موضوع اعتصام موظفين بالصدفة كانوا معلمين ليتحول الى اعتصام شعبي.

ما جرى من تعرض ومنع وقمع للاعتصامات بهذه الطرق الدكتاتورية القمعية التي لا تختلف عن الاحتلال بل تتماهى فيه ، جعل الشعب كله وبفخر يقف وقفة المعلم..

ذلك الانسان الذي تقف له المجتمعات رفعة وتبجيلا وتقوم حكومتنا المرؤوسة من رجل “تربوي” بقمع حامل شعلة النور في ظلام المجتمع  

لا اعرف اين الرئيس من كل هذا…

لقد قدم نقيب المعلمين استقالته للجنة المركزية التي يرأسها الرئيس . فلا بد انه ولقد وصله الخبر ان كان مستشاروه في الرئاسة قد غيبوا عنه الخبر .

لست ممن يروا في هذه الحكومة الانتقالية المؤقتة التكنوقراطية برئاسة  الدكتور الاكاديمي التربوي شرعية بالاصل. فأنا ممن يدعون لانتخابات من اجل اكتساب الشرعية.

ولكن ان بقي اي احترام للذات في هذه السلطة … فأقل ما يمكن للرئيس ان يقوم به هو اقالة هذه الحكومة وفورا …  

اترك رد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading