تخطى إلى المحتوى

كن مع الله … كن مع حماس

 

كن مع الله…. كن مع حماس

 

بينما تشتد المنافسة على انتخابات المجالس الوحيدة. وبينما يعيش الشعب او المتنافسون في انفصام مطلق تحت وهم الدولة والانتخابات. أشدد بدء أن هذه الانتخابات ليست هي ما نحتاجه. الانتخابات الوحيدة الواجبة هي انتخابات عامة وتشريعية، ان اريد لهذا الكيان الوطني الاستمرار بوهن من اجل البقاء. وهذه الانتخابات التي يتسابق عليها المتنافسون ليست الا استمرارا وتكريسا للاحتلال. وهذا الصراع المحتدم يؤكد نظريات الشامتون فينا من الإسرائيليين الرامية الى اننا عبارة عن قبائل، لا يوجد فلسطين، هناك دويلات لكل قبيلة من الشمال الى الجنوب.

دخول حماس أشعل فتيل الانتخابات الواهية وحولها الى مصيرية. فبينما لا تزال غزة تلملم دمارها ونازحيها المنتظرين فرج الله للعودة الى بيوت يتخاصم المتخاصمون من كل الفئات على اقتطاع رجوعهم. تقوم حماس بحملة انتخابية لصالح فتح بكل جدارة.

أكاد لا اصدف ما أرى من دعايات. الهذا المستوى وصلت الاستهانة بعقول الشعب؟ ام لهذا المستوى وصل حكم حماس الرشيد في غزة بالتأثير على الشعب من خلال هكذا دعايات. بدء خرجت علينا امرأة داعية على غرار عمرو خالد تحثنا على ان التقرب من حماس هو بمستوى التقرب من الرسول عليه الصلاة والسلام.

ثم تبدأ حملة بالشوارع ارجعتنا عشرات السنين بل مئات السنين الى الوراء. شعرت وكأننا في دعاية انتخابية في أرياف مصر التي لا تصلها التكنولوجيا ولا البشرية. رجال بالشوارع يحملون لافتات كتب عليها ما يصحي المخمور!!! صارت المساجد نظيفة، أغلقت الخمارات. ازدهر الإسلام. رجع الإسلام ………….هراءات لا تأخذنا فقط الى العصور الوسطى ولكنها تؤكد على تفكيك الشعب وزرع الكراهية فيه.

لم نسمع كلمة عن الاحتلال في حملة حماس. لم نر القسام وبطولاته ليتغنوا لنا بها. هناك إصرار على تجهيل المجتمع وابقائه في بوتقة حلم الخلافة الغبي.

هذه الجرأة لدرجة الوقاحة في تكريس هكذا دعاية تمتد بلا أدني شك الى ما تقوم به داعش واخواتها في سوريا والعراق. أهذا هو حلم حماس في فلسطين؟  عندما رأيت الدعايات الانتخابية المختلفة لحماس اخذتني ذاكرتي وعلى الفور الى ما نراه على الشاشات من جرائم داعش.

أين الله وحماس التي ترفض الاعتراف بإسرائيل امام الشعب الحامل لشعارات إنجازات حماس على الأرض في زيادة عدد المساجد بدل بناء المراكز المجتمعية والساحات والخدمات الثقافية؟

أين الله والنازحون في كرافانات للسنة الثالثة على التوالي تأكل الجرادين أطفالهم ويكدس العشرات في غرفة واحدة؟

اين الله والغلبة لأهل السلطة على منافذ المعابر والانفاق والشعب يتوسل الحياة؟

أين الله والمرأة لا تزال تقتل ولا دية لقاتلها؟

أين الله والجرائم والانتحار يتفشى بالمجتمع كالطاعون؟

أين الله ولقد كان شعار حماس انهاء الاحتلال ليؤول الى لا جسد التفرقة تسد …

الا يكفينا انقساما وانفصاما وقبلية وعنصرية؟

دعاية حماس الانتخابية تجسد الكراهية فقط….

لو كنت مكان القيادة في حماس لأقمت الحد على مسؤولي الحملات الانتخابية هذه. لأنهم نجحوا فقط في التأكيد للمجتمع الفلسطيني بأن حماس لن تكون البديل للاهتراء الفتحاوي. فبهذه الحملة خسرت كل الغاضبين المستائين من السلطة الفتحاوية الحالية.  إذا ما كنا كشعب غاضب ومستاء من الفساد المتفشي في فتح، فإننا بلا أدنى شك لن نشتري التقرب الى الله بأن تكون الولاية لحماس.

ما يستحضرني تجاه حماس ودعايتها الانتخابية هو الآية الكريمة: وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا انما نحن مصلحون. لا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون.

اترك رد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading