تخطى إلى المحتوى

بيريس…. الى هاوية جهنم

 

ننتظر كثيرا حتى تأتي لحظة العدل الوحيدة ربما بالموت .

في كل مرة يتوفى ظالم ،لا بد ان شهابا يضيء الفلك فرحا .

لا شماتة بالموت بلا ادنى شك ، فلقد عاش الرجل ولم يترك من العمر ما يعتب عليه . واذا ما كان هناك عدلا في السماء فهو اليوم بين يدي ربه يحاسب على جرائمه ومذابحه في حق ابرياء كثر .

واذا لم يكن هناك شيء ، فلقد انتهى الى اجله والى تراب ابدي.

قد تكون اسرائيل خسرت رجلا كافح على مدار سبعين او ثمانين سنة، فهو منذ قيام اسرائيل الذي يعتبر احد مؤسسيها قد شارك في كل الحروب التي شنتها اسرائيل على العرب وضد الفلسطينيين . فكان بطلا في العدوان الثلاثي والحرب اللبنانية. فمصالح اسرائيل كانت دائما هي هدفه الاسمى .

قد تكون جائرة نوبل للسلام التي تشارك فيها مع عرفات ورابين نظفت من سواد سيرته الدموية ، وهو نفسه اصبح مروجا لبيريس صانع السلام . الا ان مسيرته ابعد ما تكون عن السلم او السلام مهما حسن لسانه واختار كلماته امام العالم الواسع .

بدء جياته السياسية في انضمامه الى عصابة الهاجانا التي شردت وذبحت الفلسطينيين ابان بدء النكبة ،تقلد منصب وزير دفاع بعد ١٩٦٧. كان مهندس الصناعات الحربية في اسرائيل وتطويرالعلاقات الحربية مع الدول المنتجة للسلاح .فكان بطل العدوان الثلاثي على مصر سنة ١٩٥٦.

كان اول من اصدر التصاريح لبناء المستوطنات الاسرائيلية في الضفة وغزة عندما تقلد منصب وزير الاستيعاب والهجرة سنة ١٩٦٩.

تأسيسه لحرب العمل لم يصنع منه حمامة حقيقية امام صقوز الاحزاب الاسرائيلية . فكانت مشاركاتته بكل الحروب شرسة . لعب دورا مهما في حرب اكتوبر سنة ١٩٧٣ وكان احد مخططي عملية عنتيبي لانقاذ رهائن اسرائيليين تم اختطافهم الى اوغاندا. تقلد مناصب كثيرة من ضمنها رئيس وزراء ووزير خارجية .

اثر تقلده لمنصب وزير الخارجية هندس المفاوضات مع منظمة التحرير التب افضت الى اوسلو ، وعلى اثرها حاز على جائزة نوبل للسلام سنة ١٩٩٤.

ولكن عناقيد الغضب اخرجته الى وجهه الحقيقي من جديد . فدماء قانا في العدوان على لبنان سنة ١٩٩٦ ملأت الشاشات فلم تردعه جائزة نوبل من قصف مقر الامم المتحدة حينها حيث لجآ الناس اليها ليقتل اكثر من مئة طفل.

مواقفه متشددة لا تختلف عن اي سياسي اسرائيل متشدد في الشأن الفلسطيني .

ان يموت …..فهذا امر الله …

ولكن ان يهرول الرئيس الفلسطيني الى العزاء فيه فهذا امر البشر…. وان يكون الحكام العرب على قائمة القادمين من اجل وداعه الى مثواه الاخير فهذا عار اكبر.

الحال العربي في صفوف الحكام عار من كل نخوة مرجوة …وصلنا الى تلك المرحلة في عدم الاستحاء . فهناك تفاخر في العلاقة مع اسرائيل على كل الاصعدة.

والشعوب كلها تقف مذهولة ….ربما لا تصدف ان ما يجري حقيقي ….دموع الامهات التي ثكلت والعوائل التي شردت لم تجف . المستوطنات التي اكلت اراضي فلسطيني لا تزال تمتد كالسرطان في اوردتنا ونسمي بيريس رجل سلام .

لن استغرب من خروج وفد فلسطيني ليقوم بالعزاء خلال الايام القادمة . ولن استغرب مشاركة ابو مازن في وفود المعزين . ولن اتفاجا من مشاركات خليجية تحط على مطار بن غوريون .

فنحن نعيش المرحلة التي اصبحت فيها الخيانة وجهة نظر …

.ها هو مجرم قاتل قد ترجل الى الابد…. لننتظر المزيد منهم جميعا انشاء الله ….

اترك رد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading