تخطى إلى المحتوى

في ظلال الرجال

 

الأصل هو حماية المجتمع …. علي حفظ هذا وترديده .

تسألين أسئلة لا داعي لها يا عزيزتي….

يرمقني الاستاذ بنظرات ودية .. ويقول لي برأسه : ” إختصرينا وخلينا نكمل الدرس” . أسئلتي تثير الفتنة …

أختصر …. وأسكت …. وأغلق فمي وأقفل على رأسي …

فكم أتعبني هذا الرأس من التفكير .

القاعدة الشرعية على ما يبدو أسهل من حاجتي على التفحص فيها .. موضوعة من آجل إبقاء الرجل بالمرتبة الأعلى من التركيبة المجتمعية. مهما كان . القواعدة متراصصة من أجل مصلحته وإعلاء كلمته . وللمرأة حقوق مقابل واجباتها يمن الشرع بها لها.

فالرجل المشرع يعرف أكثر مني أن حملي قد يدوم سنوات . وانني قد أصبر على كل شيء إلا الإعالة. فالشرع أعطاني حقوقا بالنفقة لطالما كنت محتبسة وغير ناشز. فالمرأة تستطيع الصبر على كل شيء إلا الجوع . فالجوع قد يخرجها إلى السوء لا قدر الله . فلا نريدها زانية .. إلا إذا ما قرر لها الرجل ذلك. تستطيع أن تخبيء حملها لأربع سنوات وتبقى عفيفة. ولكنها لا تستطيع أن تصبر على الجوع ..فأعطاها الشرع حقا بالنفقة مشروط طبعا …

ترتيبات شرعية تؤكد على تبعيتها مهما حاولت . مهما استقرت . مهما كبرت . مهما فهمت. فهي مهما عملت “ناقصة العقل والدين”.

فتبقى رهينة لتشريعات مكدسة بكيانها على أنها كلمة الله . طاعة الله والخوف من العقاب والوعيد للعذاب … كله تحت أمر الرجل . برجل ندخل إلى الجنة وبرجل نحرق في حضيض جهنم. بحياتنا ومماتنا .

ونبقى نحن النساء نحيك روايات نكون فيها محركات لأدوار البطولة التي تركناها للرجل.

فهو يشرع لنا ، ويفكر عنا ، ويبدع بنا ، ويقول لنا ما يطيب لآذاننا وما يرق له وجداننا . نعرف نفسنا من خلاله وبه ومن أجله. نعيش حياتنا ووجودنا بتجاذب نحوه ونفور منه .

هو قدرنا …. بجنانه وجحيمه. ..

مقدر لنا وعلينا أن نحيا في ظلاله إن أردنا الحياة.

حياتنا سقفها ظل رجل كان يبدأ أبا وينتهي بزوج وتمر من خلاله ظلال رجال بأخ وعم وخال وابن وحبيب وصديق وشيخ ومفتي ومولى …. وإن غابوا جميعهم واخترق لهيب الشمس رؤوسنا علينا التذكر أن الله مذكر….سقفنا دائما ذًكر.

اترك رد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading