فاطمة….فدت حياتها وانقذت اطفاله

فاطمة….فدت حياتها وانقذت اطفالها 

كم نحتاج لقصص تبث فينا روح التضحية والمعنى الحقيقي للحياة ….الموت ؟ 

قد تكون قصة فاطمة الدرباس التي تركت النيران تلتهمها بينما تأكدت من انقاذ ابنائها قصة طبيعية في قصص الامومة . تلك التضحية الخالصة بالحياة نفسها من اجل الاطفال . ولكنها جاءت في زمن تغيب فيه التضحية ، حتى غيبت فينا معنى الانسانية . فكنا بحاجة لقصة تضحية عظيمة ، تصنعها الامهات دوما . تحترق من اجل ان يعيش ابناءها . 

ايقظتنا هذه المرأة على فاجعة فقدانها . كما احرقت قلوبنا بهول النار المشتعلة في بيتها . ولكنها ذكرتنا بأن الامومة هي تفان مطلق . تضحية تتساوى بها الحياة بالموت . 

الامومة ….تلك المعضلة التي استوت بها الخليقة ، اكدتها لنا فاطمة اليوم …. ان بالامومة بقاء للانسانية . 

كم خسر اطفالها اليوم في فقدان امهم الى الابد ؟ 

وكم كانت ستكون اما عظيمة وهي حية تلك الفاطمة ، التي جعلت من نفسها قربانا لنيران ملتهبة لتنقذ اطفالها ؟ 

الامومة … ذلك العطاء المستمر …. نقدمه كامهات كما يأخذه الابناء بلا حسبان … بين تضحيات وبين احلام كبيرة ، نفقد في معظم الاحيان قيمة ما وهبنا به من حياة ، فنحترق فداء لان يكونوا ابناؤنا بمكان افضل . هذا المشهد القاسي من التضحية يبدو مشهدا خالدا ، لام قامت بما تقوم به الامهات في وضعها . 

ما الذي يمكن ان نتعلمه او ان نعلمه من تضحية فاطمة ؟ 

ما الذي يمكن ان نقدمه من اجل روح فاطمة ؟ 

قد يكون النداء الاول والاهم هو الحرص على الامان . ففي هذا الموسم من البرد القارص ، تبدو المنازل عرضة للحرائق اكثر ، فالانتباه والحرص الزائد محتم وواجب . 

وللامهات هناك في كل مكان ، لا تجعلوا من جياتكم قرابين لنجاة ابناءكم …احرصوا على امن به وقاية من هكذا نهايات مفجعة . 

تركت فاطمة وراءها يتامى ، لن يشعروا بالدفء ابدا بعد اليوم . فلقد فقدوا مصدر دفئهم الى الابد. 

ولكنها في حضور الالم والحزن تركت من تضحيتها تمثالا لمعنى الامومة سيبقى خالدا في نفوسنا جميعا .

ذكرتنا بأن الامومة ليست مجرد انجاب وتقديم خدمات …. الامومة تضحية بحياة من اجل الحياة لفلذات الاكباد. 

الرحمة والسلوانhttp://www.wattan.tv/news/197732.html

اترك رد