تخطى إلى المحتوى

بيان وزارة الثقافة بخصوص جريمة في رام الله

بيان وزارة الثقافة بخصوص جريمة في رام الله

 

 

عندما بدأت ازمة رواية جريمة في رام الله ومصادرتها من المكتبات ، كان موقف وزير الثقافة مهما ، بالمقارنة بمواقف اخرى  بررت مصادرة الكتاب بسبب رداءته لأنه خدش الحياء العام .

مع انني في حينها ، اشدت بموقف وزيرالثقافة الذي قال انه سيذهب ويشتري الكتاب، كنت متحفظة على فكرة ان وزير الثقافة هنا ، تصرف كمتفرج لا كصاحب سلطة . ولكن لم يكن هذا مهما ، فبالنهاية كنا بحاجة  الدفاع عن الحق في عدم مصادرة الحق في التعبير .

كنت كغيري باتظار موقف رسمي ، يتم فيه الدفاع عن حرية التعبير في الكتابة ، والتي هي بهذا الصدد تقع تحت سلطة وزارة الثقافة ، اذا ما تخيلنا ان هناك سلطة لوزارة ما . فهنا نحن بصدد التكلم عن حق ادبي ، اي صاحب الاختصاص المباشر هو وزارة الثقافة .

من  الامور المثيرة بالنسبة لي بموضوع جريمة في را م الله كان اختلاف اسباب المنع ، او بالاحرى ما الذي خدش حياء المجتمع الفلسطيني . كمواطنة ساذجة، وأظن كان هناك غيري كذلك ، من رأوا الخدش في التعاطي مع الامور الجنسية باوصاف مبالغة واستخدام قضية المثلية الجنسية بدل عرضها كقضية يجب التوقف عندها . ولكن تبين ان الموضوع كان عند اولي السلطة متعلق بالمساس بهيبة الرئيس ابو عمار وذلك تحديدا بوصفة للصورة (البوستر) الذي يحمل فيه ابو عمار سلاحا ، وتظهر في الصورة على فوهة البندقية اثار الصمغ الابيض الذي جعل المنظر موحيا بشكل جنسي بالنسبة لاحد ابطال الرواية المثلي .

حقيقة الامر ، انني وبالفعل تفاجأت . ولربما . كما الرواية نفسها ، والجريمة عنوان الرواية ، كيف ابتعد الناس عندها عن موضوع الجريمة وانشغلوا بامور هامشية اخرى بعدت كل البعد عن الجريمة ولم يعد مهما من هي القتيلة ومن هو القاتل وانشغل الجميع بالشائعات . لربما كان الكاتب فعلا عبقريا في تحويل روايته بانشغال الناس بامور ابعد ما تكون عن الرواية . فقراءة الرواية عمل نقدي ادبي ، وليس عمل تحقيق وقضاء ، الا اذا ما مست الرواية بشخوص وقرر احدهم اللجوء الى القضاء الى اخره..وبهذه الحالة ، نحن نتكلم عن رواية كانت ستطحن ادبيا لو تركت للقراء واصحاب الاختصاص) .

المهم هنا ، في بيان وزارة الثقافة ، ما المطلوب ان نفهمه او نقرأه من هذا البيان ؟ ان وزارة الثقافة على علاقة وثيقة بسعادة النائب العام ، وان  الثقافة هي فعل مقاوم في ظل الاحتلال ؟

هاتين العبارتين ” سعادة النائب العام ” و”الفعل المقاوم” كانتا محور ارقي…..

فعل مقاوم ؟ هل هذا يعني اننا يجب ان نتكلم فقط عن الاحتلال؟ ما هي المقاومة بالضبط بالنسبة لوزارة الثقافة ؟ فاذا ما فكرنا بالمقاومة بمفهوم السلطة الحالية ، فمصطلح مقاومة صار مصطلحا شبه ممنوع ، الا اذا ما كان في اطار مقاومة” ازرع زيتون ازرع تفاح.”

لا اريد ان اتهكم من وزارة الثقافة وموقفها . فلا زلت اشدد على ان موقف الوزير كان موقفا مهما جدا عند ظهور المشكلة . والاقرب الى الحكمة بين كل ما نراه من تخبط عام في الموقف الرسمي على الاصعدة المختلفة . ولكن البيان فيه من المضامين الخطيرة والخطيرة جدا .

اولا : “ان النيابة العامة لم تصادر الرواية….ولكن اتخذت قرارا تحفظيا مؤقتا بالتحفظ على الرواية لحين الانتهاء من التحقيقات “.

يقال خلي مجنون يحكي وعاقل يسمع” او بالعكس ، التحفظ على الرواية كان باقتحام المكتبة واعتقال الموزع في مشهد وكأن المقبوض عليه قام بجريمة فعلية . او لاننا في “وضع مقاومة” كان المشهد كذلك الذي تقوم به سلطات الاحتلال عند الاجتياحات . (هذا ما حصل فعلا على لسان صاحب المكتبة) . الم يفكر سعادة النائب العام ، انه بتلك اللحظة اطلق العنان للمجرم “الكتاب” وتركه يحلق في فضاءات المكتبات الالكترونية والفعلية وكل ساحة ممكنة ليكون فيها؟  التحقيق في ما ذا بالضبط؟ بكم من المصطلحات البذيئة المستخدمة ؟ بسبه بعض الاحيان على رجال السلطة ؟ بمسه بصورة الرئيس القائد الخالد الرمز؟ بتكلمه عن المثلية ؟ بوصفه للعلاقات التي تجري خلف الجدران ؟

وما شأن الموزع في هذا اصلا ؟ او حتى الناشر ؟ او الكاتب نفسه ، فهل اخترع الرجل بالنهاية قصصا تبلى فيها على المدينة الفاضلة ؟ وهل اي من هذه القصص ستغير فعلا في المجتمع ؟ الم يكن ما يقوله برداءته حقيقيا بطريقة او بأخرى وجريمته كانت انه اطلق العنان لخياله ؟

باي مجتمع يحترم نفسه ، لا يحكم على رواية من هكذا باب ، ولا يتم محاكمة ناشر او موزع او كاتب هكذا . المحاكمة الحقيقة تجري من القراء ، باعجابهم او عدم اعجابهم . ومن النقاد بمعالجتهم للنص من نواحيه الادبية والابداعية واللغوية والحبكة وغيرها ……

في الشق الثاني من البيان كان هناك اقتراحا من سعادة النائب العام ” بتشكيل لجنة من الخبراء في النقد الادبي واصحاب الاختصاص لتقديم قراءة فنية في الرواية المذكورة في ظل الجدل القائم بشأنها في المجتمع الفلسطيني “.

الى هنا ، او من هنا تبدأ المشكلة القادمة . سواء كانت الاشكالية فيما سيتبع من خطاب بيان الوزارة بين تأكيد وتثمين وديمقراطية وقانون اساسي ورفض وموافقة ومنع ومقاومة وتجسيد وفصل ومشاركة وتعزيز لدور المجتمع والمنظمات والسلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية والقيادية والسيادية في تشكيل لجنة لتتأكد من ان كل ما سبق موجود بالرواية هذه او المستقبلية مع التأكيد على المحافظة على حرية التعبير والنهج الديمقراطي وتعزيز المناخ الايجابي من اجل الحفاظ على صورة فلسطين الثقافية والوطنية عالميا ومحليا وووووو ؟

هل نفهم من هذا ان ورارة الثقافة تريد ان تمر الروايات والاعمال الادبية في المستقبل القادم من خلال لجنة مختصة من النقاد او الادباء تتوافق مع النائب العام وما يتناسب مع المناخ الديمقراطي الايجابي الذي يقدم فلسطين المقاومة في صورة احسن وعلى حسب المعايير التي حفظها القانون الاساسي الديمقراطي للانسان الفلسطيني ؟

ولا يزال الكلام ينتهي بالسكوت عنه …..

ولا حول ولا قوة الا بالله  

1 أفكار بشأن “بيان وزارة الثقافة بخصوص جريمة في رام الله”

  1. Google’s translation service isn’t very good, but, I get the gist of the post; the Palestinian ‘leaders’ are trying to perform, and justify, oppression via censorship of books…. This never works the way they expect it to work for Truth will NOT be buried… Oh, it can be covered over, or hidden, but, it then becomes a seed, and will pop up in a hundred new places…. it is futile to attempt oppression…. Don’t they feel they are oppressed enough by Israel and the world?

    As long as the people, of any country place any credence in governments, of ANY type, there will be oppression, and conflict. Any system which places people, or things, in a hierarchal order automatically moves toward oppression, discrimination, and tyranny. This includes all religions, all governments, and, any sort of economic system based solely on money as a means of interaction…. They all assume some are higher, which implies others are lower.

    Our greatest strength as humans is our will to choose, which cannot be taken away. You cannot do ANYTHING to a free man or woman, or even tell him/her what they MUST do. He/she will always make his/her own choice of what to believe, and what to do.

    The only thing that you can do to a free man, without his consent, is kill him… but, expect that task to be more difficult than expected….

    gigoid, the dubious

اترك رد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading