تخطى إلى المحتوى

اراب ايدل والفعل الوطني

من الصعب تسمية مهرجان اراب ايدل بكلمات محددة .ومن الصعب الانعتاق من الحالة العامة التي اصابت الجميع .فالخروج عن اراب ايدل كمن يخرج عن التاريخ ، او بالاحرى ،يخرج منه .

حمى اراب ايدل ، وحمى اندفاع الناس من كافة الفئات الى تحقيق حلم احدهم ، وكأن بالمتسابق عينه ستتحرر الشعوب وتنتصر قضاياهم.

في ظل ما يجري من تحليل وتخمين وترجيح لاصوات، يبدوhttp://besan.ps/9391 الموقف الفلسطيني بانقسامه صعب . ولأن الرابح ليس بالضرورة صاحب الصوت الاجمل ، بل الصوت الاكثر جماهيرية ، فالمعادلة ستبقى قيد الحيرة الي ان تخرج النتيجة.

المهم في كل هذا ، هو الموقف السيادي الفلسطيني .فبينما اليمن منكوبة بحربها التي تشنها عليها السعودية بمساعدة الفرق العربية ، يتوقع اولا الفلسطينيون المائلون لنظرية المؤامرة ، ان القناة السعودية ستربح اليمني كمساومة.الحقيقة ان النظرية هزيلة بفكرها وتؤكد على انحدارنا نحن العرب من على سلم التفكير والمنطق منذ زمن .ولكن المثير بالمشهد ، هو ذلك الظهور السيادي الفلسطيني ، وكأننا شعب بحكومة حقيقية وحياتنا راغدة والحريات موزعة وممارسة وكل شيء فيه تمام التمام .فالرئيس الذي ذهب بنفسه الى لبنان لمتابعة الحلقة الاخيرة عن قرب ، وكل هذه الحاشية التي تبدأ من ابن الرئيس ويتناوب عليها اصحاب السيادة الكثر ، تؤكد على مهزلة الوضع الفلسطيني شعبا وحكومة. فابن الرئيس نشاهده فقط في اراب ايدل ، وقد يكون لكلامي هذا بعدا غير تهكمي ، لو كان الرجل فاعلا بقضايا الوطن ، ولنقل الاجتماعية والثقافية ، ولكن انا شخصيا لم ار ابن الرئيس الا في اراب ايدل . وقد يكون هذا حقا له ، ولكن تقديمه على انه ابن الرئيس ، وكأن ابن الرئيس هو منصب ، يدعو فعلا الى الحزن . الحزن الذي لن تنهيه اصوات هذه الشباب الحالمة.

لا اعرف بعد، ان كان هناك مفارقة ، او لربما علاقة ، بين التصويت المكثف من قبل الشعوب المنكوبة كشعبنا في هكذا مسابقات ، وكأن هذا البرنامج او هكذا برامج جزءا من امتصاص ما تبقى لهذه الشعوب من دراهم تسلبها المحطات الغنية بينما الفقير يزداد فقرا وعدما . بنفس الوقت ، وبلا شك ، هناك ما يحصل باللعب على وتيرة المشاعر فتجعل الانسان الفلسطيني في هذه الحالة ، وكأنه يسلب من هواء الحياة نفسا يشعره باحقيته .

اما الموقف السيادي ، فلا بد الا ان يحضر هنا مرة اخرى من اجل التحليل . فلقد يقول قائل : ما الذي تريدينه من هذا الرئيس وهذه القيادة ؟ فالرئيس وقيادته داعمة للفن وللاصوات الفلسطينية ؟ وقد يكون هذا القول صحيح اذا ما فكرنا فعلا بكسر الجمود ما بين القيادة والشعب. ولكن للحظة افكر ، اليس من الاجدر ان يدعم الرئيس وقيادته هذه المواهب الكثيرة والمستحقة بالفعل بداخل الوطن . الم يكن جدير بأن يكون الاستثمار من خلال مؤسسات فلسطينية تزيد في ريعها وفي تشغيل ابنائها بدلا من الهرولة الى بيروت وتوريد مواهبنا الى الخارج ؟ اليس من الاجدر لو يفكر الرئيس ، وهنا الكلام موجها للرئيس لأن هذا الاهتمام صادر منه شخصيا ، فهو موجود بالفعل ببيروت ، وهو الذي اعتبر وجود الشبان في اراب ايدل من انجازات هذا الوطن اذي يعيش بكنفه .

وهناك مسألة هي الاهم ، هو ذلك الانفصام الذي نراه ما بين هذا الشعب ورئيسه . فاذا ما كان الرئيس بهذا التفاعل الشعبوي ، اين يكون في يوميات الانسان الفلسطيني الذي يتم التنكيل به يوميا من قبل الاحتلال ؟ اليس من الاجدر ان نرى الرئيس وقياداته بالمظاهرات ؟ المظاهرات السلمية الشعبية التي يصر على ان نخوضها . في مشهد مخزي لاي سيادة ، تم تداول فيديو لرجل مسن بالخليل يحاول ابعاد جيش الاحتلال وجنوده الكثر وسط نيران كثيفة يطلقونها . مشهد، اعاد للاذهان قصة كفاح تحت الاحتلال ، في وقت ، يتجمع فيه الفلسطينيون قيادة وشعبا في التزمير من اجل مسابقة غنائية.

في ايام تشهد فيها الساحة الفلسطينية ذكري مذبحة الحرم الابراهيمي قبل ٢٣ سنة ،لا نسمع حتي كلمة من مسؤول ، في وقت يضع الشعب جسده مباشرة امام نيران الاحتلال ، والقيادة مجتمعة في مسرح اراب ايدل ببيروت .

بين نشوة فرحة شخصية لشاب تحولت الى انتصار شعب ، وبين شعب يفقد قضيته الجماعية يوميا لتصبح قضية شخص ….تكمن المأساة الفلسطينية المتفاقمة .

فهل هو بالفعل مبدأ : كما تكونوا يولى عليكم ؟

فنحن نفس هذا الشعب الذي يرمي بقروشه المحدودة لجيوب اراب ايدل من اجل دعم متسابق ليحمل لقبا سيجعله اكثر شهرة ، هو ذلك الشعب الذي سيتقشف عند اعلان مبادرة من اجل دعم عائلة هدم منزلها ، او بيت فقد معيله ، او فتى يحتاج الى عملية …يتم شحد التبرعات والتقتر بها مقابل حشد شعبي من اجل التصويت لشخص ما …

1 أفكار بشأن “اراب ايدل والفعل الوطني”

  1. Google’s translation of Arabic leaves much to be desired…. but, it is clear to me the Arab world is locked into the same delusional thinking that permeates the rest of the world, as well, to wit: they seem to believe that national pride, money, and religion have real existence, as something more than merely an idea. In reality, none of these things exist…

    Dividing people because of where they were born is, to me, absurd as a way to approach life. I don’t believe in God, or Allah, or any other supernatural force, for there is absolutely no concrete evidence of any sort to support such an illogical assumption. And money, in my mind, is nothing more than an idea, a bad one, for it only motivates people to divide themselves even further, for the most immoral of reasons, simply because one person has more of it than another…

    All three concepts, of the need for government, or religion, or money, have led our species to the brink of extinction, and will lead us nowhere else. None of the proponents of any country, or any religion, or any economic ‘class’ have the only right answer, for the right answer is different for every issue.

    Unless our species turns away from nationalism, and religion, and money, there will be unending conflict, for all three limit their believers to hierarchal thinking, assigning more importance to one person, thus making others less important. Nature does NOT exist in this state, and to approach life as if it did will be the end of us all, if we do not change our thinking.

    People are strange…. they are also, as a rule, deluded, and unable to think outside the box that contains all they believe….

    gigoid, the dubious

اترك رداً على gigoidإلغاء الرد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading