تخطى إلى المحتوى

من ينتصر لفلسطين

من ينتصر لفلسطين

 

لم يعد هناك ما يثير الدهشة . ولا يوجد بطبيعة الحال سر تكمن فيه المصادفات . فلا يعني اي شيء ان يكون اليوم هو يوم الارض ، ولا يعني اي شيء ان تستشهد والدة شهيد على مداخل باب العامود. مشهد اصبح عاديا في تصفية الدم الفلسطيني.

ولا يعني شيء ان يستشهد شاب لم تفرح امه بتخرجه من المدرسة بمخيم الجلزون ولا يحرك من جمودنا شابان اخران في موت سرير كانا رفاقا للشهيد.ولا يعني اي شيء ان يتم اغتيال الفقيه في غزة كما اعتيال الاعرج في رام الله من قبل القوات الاسرائيلية

لم تعد الارقام مهمة الا تلبية لاحتياجات حملة ما للترويج لما يريده هذا او ذاك . حتى عدد سنوات الاحتلال لم نعد متفقين عليها .

يخرج علينا المحللون والسياسيون لينددوا بخمسين عام من الاحتلال . وكأن العشرين سنة السابقة للنكبة التي لا تنتهي سقطت سهوا من حساباتهم .

لن نستغرب يوما يكون عمر الاحتلال فيه من عمر اعلان الدولة العتية في الامم المتحدة قبل عدة سنوات .

ومع كل هذا الاحباط المتراكم الداخلي . يبدو هناك بصيص امل اتي من الخارج. بالطبع لا اعول عليه ولا يجب التعويل عليه. لاني اؤمن وبحق ان التحرير لا يأتي من الخارج ابدا . ولكن ، يبدو ملفتا ذاك الحراك الاتي من الخارج في امثلة تعددت في الشهر الماضي. بدء من افتتاح فندق بانكسي ، مرورا بانتصارات حملة المقاطعة العالمية ووقوفا عند زيارة ريتشارد جير الى الخليل.

ما يجعلني اتوقف هو كم الظلم الذي جعل اولئك القادمين من الخارج الاصرار على اعلاء كلمة حق في شأن قضية شعب لا يزال الاحتلال ينتهكه بينما تقف قياداته موقف المتفرج ، في احسن احوالها تتكلم عن خمسين سنة من الاحتلال.

وقيادة عربية لا بوصلة لها ، ولا اجندة لها تعلو الاجندة الامريكية الصهيونية. فبينما يجلس العرب في قمتهم الوهنة ، تتصدر الاخبار طلعات جوية عسكرية تقوم بها الامارات مع اسرائيل وامريكا وايطاليا. صفقات اسرائيلية مع دول الجوار العربي. وحتى ناتو في المنطقة تكون اسرائيل احد اطرافه .امور تفتضح ولا يتم كتمانها الا عن الاذان العربية ، وكأن للشعوب اصلا وزن في التأثير او التغيير.

في سقوط المعادلة القيادية العربية من كافة ارجائها ،قد يبقى هناك بعض العول على الشعوب . ولن يكون هناك امل في الشعوب العربية المنهمكة بحروبها الداخلية . فاليوم كل شعب مبتلى بمصائب داخلية اصبح الاحتلال الاسرائيلي فيها مجرد تبطر فلسطيني لنعيم لا يقدرونه. يرفع العرب اياديهم للدعاء في غلبة للعرب على العرب.

وبينما يصر عباس على حل الدولتين ، التي لا بد انه يعي تماما انها لا تتعدى حدود مقاطعته برام الله . واقصى ما تطمح له القمة بألا تنقل السفارة الامريكية الى القدس.

هناك في بيت لحم ، قام فنان الغرافيتي بانكسي بتنكيس قيادة فشلت وخلال اكثر من عقدين بالدفاع عن هذه القضية بحملة اعلامية ترويجية ثابتة او محترمة او تليق في تاريخ هذه القضية ، التي انتصر لها بانكسي وفشلت قيادات فلسطين بالانتصار لها .

بينما يواجه بانكسي بفندقه اتهامات بالتطبيع وفض الرزق عن اهل المدينة التي تتحول الى مدينة اشباح كل مساء باستثناء ايام الاعياد المجيدة . قدم بانكسي لفلسطين قضية وشعبا اكثر ما قدمته السلطة منذ نشوئها وما تقوم الدول العربية تواترا بتقديمه انتهاءا بالمقولة الانشائية التي اختتمت فيه القمة جلساتها .

كما لم يكن بعيدا اعلان الممثل الامريكي ريتشارد جير موقفه عندما رأى ما يجري بالخليل. “ابارتهايد” لا يوجد كلمة اخرى تصف ما يجري هناك.

بين بانكسي وريتشارد جير. قام كل منهما في كلمة واحدة بتقديم لفلسطين ما يفشل قيادتها بتقديمه . بدل ان يخرج الرئيس الفلسطيني في قمة كهذه المنعقدة الان في البحر الميت ،ليعلن استحالة حل الدولتين ويطالب بمعاقبة اسرائيل دوليا لارتكابها جرائم حرب كل يوم في حق الفلسطينيين واتهامها بالعنصرية والابارتهايد.

يقوم هؤلاء الجنود الخفيون المخلصون لقضية شعب لم تخلص له ابدا قياداته.

تجول في الفندق الذي انشأه بانكسي وتفكر في عبقرية ما تراه . متحف متكامل ضد الاحتلال . لم تنجح الاموال التي يتم ضخها بمشاريع توعية لفضح الاحتلال سواء بفلسطين او خارجها .

كان الاولى للرئيس الفلسطيني ان يكرم ريتشارد جير بدلا من تكريماته للمطربين والممثلين العرب لزيارتهم لرام الله .

بدلا من ان تجند القيادة الفلسطينية نفسها للتعاون مع حركة المقاطعة لحث العالم على مقاطعة اسرائيل وافعالها الاستعمارية العنصرية.

نرى قيادة هزيلة ابعد طموحها هو امن يطوق مقاطعة وشارع مؤدي الى بيت رئيس.

وفي الطريق بين العالم وفلسطين ..تبقى البطولة تلك التي يغبها تراب الارض يوميا بدماء ابناء هذا الوطن.

يوم ارض لا يرتوي ترابه من دماء ابناء لنحيا نحن .

اترك رد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading