أحمد دحبور…في وداع الكبار..ولكن بلا ضريح يليق بقيمته

أحمد دحبور…في وداع الكبار..ولكن بلا ضريح يليق بقيمته

 

رحل عنا الشاعر الفلسطيني احمد دحبور بالامس بعد  ولقد مشى الدرب، وصراع مع المرض منذ فترة ليست بقليلة . احمد دحبور كغيره من شعراء فترة المقاومة ،ترك اثرا لا ينتهي باجيال فلسطينية ترعرت على اغاني فرقة العاشقين وروح الثورة. اسم رددنا اشعاره واغانيه منذ بدأ وعينا الوطني بالتشكل . قيمة حقيقية . شاعر لا اختلاف عليه ، وكلماته خالدة لن تموت .. وصوته من خلال فتيان العاشقين سيمفونية…

ابطال عملوا بعيدا عن الشهرة والاضواء على الرغم من ارتفاع كلماتهم ودوي اصواتهم التي تركت اثرا في الملايين. مؤسسا لفرقة العاشقين  مع المناضلين الفنانين عبدالله الحوراني حسين نازك.

ولكن….

لم استطع الا ان اسأل نفسي بينما كان احمد دحبور يرقد الى مثواه الاخير في احدى مقابر رام الله . احمد ابن حيفا الذي كتب اشعاره بكلمات موجوعة على حلم عودة الى حيفا ولم يعد. ما الذي يفرقه بالنسبة لنا كفلسطينيين عاصرناه ام لم نعاصره ان يكون له ضريح كضريح محمود درويش؟

بالطبع انا لا اطالب ضريحا لكل هامة ، ولربما من الصحيح التفكير بهذا ، فبالنهاية قافلة العظماء شحيحة ولم يتبق منها احد. ولكن لم لا يكون هناك ضريح يشارك به احمد دحبور  محمود درويش.

لا اريد ان ادخل الى التنافس بين الاموات ، ولكن لم يلق محمود درويش هذا الاهتمام حتى بالموت ولا يتلقاه احمد دحبور؟

الم يكن احمد دحبور شاعرا من شعراء الثورة الفلسطينية ؟ الم يمشى بخطى المقاومة والنضال والتحرير كمحمود درويش؟

وهو بالفعل لم يترك ارثا باذهاننا اقل من ارث محمود درويش.

حتى في الموت لا يكرم الكبار الا اذا كانوا من السلطة..اليس هذا مخزي بحقنا وحقهم؟

الا يستحق احمد دحبور ان يتم التعامل معه في وفاته التعامل مع الكبار في وقت لم يبق في حياتنا هذه الا الصغار ولو وصلوا الى ارذل العمر.

هل تذكرون؟ وهل منا من ينسى ….الا سيادتنا الملهية بمن يغني لها ازرع تفاح واستضافة مهرجي الفن العربي …وتقديم جواز الفلسطيني كالسوفنير الذي يقدم بمحلات التحف التذكارية للعابرين.ب

هل تذكرون يوما كنا ننادي وكلمات احمد دحبور : الطيارات خطوا السما يا بيروت …اشهد يا عالم علينا وعبيروت … عصبرا والمية ومية..شاتيلا وبرج البراجنة يا بيروت

عندما كان ابو عمار يصفق ابتهاجا خلف الكلمات “اللي ما بيشوف الغربال يا بيروت اعمى بعيون امريكية”

 

ويرحل احمد دحبور ، لن يجد شهداء اليوم بمخيماتنا التي ودعت بيروت ، واولئك القابعون المنتظرون في ارجاء المعمورة وما تبقى من وطن. من يكتب شعرا فيهم ..فلن ننسى النار التي هبت … هبت النار والبارودة غنت..اطلب شباب يا وطن وتمنى… هبت النار كرامة كرامة  ..حالك ما يهدى لنحرر موطننا .

 

ورحل في ايام تذكرنا بالنكبة في مثل هذا التاريخ . في نفس الايام التي نرى فيها الدم العربي مستباحا من سورية الى اليمن الى العراق فمصر .في ايام كهذه يصبح احمد دحبور موسما للنكبة كما هو تذكارا بكلماته لحنين لوطن اضعناه . ب”الكلام المباح” بالنار التي خرجت من رماد الحقب….قدسا ودما ووردة من لهب.

يا ثورة شعبنا الفدائي العربي..تبقين ويفتديك جيل الغضب…

تبقين وللغزاة ان يرتحلوا

مستقبلهم وراءهم والأزل.

مهما غصبوا واتلفوا وقتلوا

فالفجر لنا حقيقة من ذهب..

 

 اختار رحيله لتبقى كلماته تدوي حتى ولو دفن بعيدا عن ضريح يليق فقط بامثاله …والله لازرعك بالدار يا عود اللوز الاخضر، واروي هالارض بدمي لتنور بيها وتكبر . يا لوز الاخضر نادي… فلسطين الخضرا بلادي..مدوا لي هالايادي… لحتى بلادي تتحرر.

ورحل على امل ان يبقى 

فهل تسمع ايها العالم الغافل …ايها العدو الغاشم … ويا اصحاب السيادة الخانعة البائسة ، سيبقى دم الشهداء من لينا الى جاسم ومحمد وليث وكل اولئك الذين عطروا ترابنا بدمائهم الطاهرة بينما لا تزال طفولتهم تصنع غدهم … فسقطوا ولكن دمهم لا يزال يغني :

الكرمل جبلي الموصول

بالشمس الحرة على طول

من عرق اجدادي مجبول

بتراب الوطن الاطهر

عالجرمق غنى الصفدي

غزة والبيرة بلدي

والقدس بتهتف ولدي

اوعك عني تتأخر

  

 

لروح شهيد كلمات الثورة ولاطفال الثورة الشهداء الرحمة والسلام

“فالجرح  علامة لشمس الغضب

الجرح كتابنا فيا من قرأ “

 

 

اترك رد