الاسرى ليسوا قضية ..الاسرى هم القضية

الاسرى ليسوا قضية….الاسرى هم القضية

كم نحن في حالة يرثى لها …فلم يعد حقيقة جديد فيما يمكن ان يقال . ولكن لأن الامل دائما مطلوب للبقاء على قيد هذه الحياة ، فلكل مقام مقال معاد . وهذا مقال اخر في مقام يجدد الامل فيه نفسه.

اشعر بالخجل من نفسي وانا اتغنى ببسالة الاسرى المضربين عن الطعام . وفي كل مرة ارثي بها شهيد واشد على قلب ام شهيد واقول لها اصبري او افرحي فابنك صار شهيدا . فنحن نختبيء وراء هؤلاء الابطال الحقيقيون من استشهد منهم ومن يقضي ريعان حياته وراء قضبان ،ان كان بالموت عذاب فلا بد انهم يحيونه.

ولأن الشهداء ارتقوا الى ملكوت لا تحكم لمن على هذه الارض بهم، يبقى الاسرى هم من تبقى بهذه القضية من نضال حقيقي ، بلا رياء ولا مصلحة ولا اهداف مخفية او معلنة يدعمها حزب او فصيل او مرشح لانتخابات بلدية اقصى احلام من يعتاشون على هذا الوطن.

نقف اليوم بكل فخر رافعين رؤوسنا باولئك المئات منا القابعين خلف قضبان جبروت الظلم المتمثل بالاحتلال ، وهم يعلنون اضرابهم المفتوح عن الطعام.

لاولئك منا الذين لا تزال ارواحهم تنشد الحرية ، اقول اليوم لنجعل من هذا الاضراب فرصة لتكون قضيتنا هذه هي قضية الوطن . واعترف انني لا اعرف ماذا يمكن ان اقدم اكثر من كلامي هذا ، ولكني اعرف ايضا بأنني لن استخدم كلامي للترويج من اجل قضية اخرى لحسابات خاصة.

نحن شعب اسير . ليس اولئك المحاصرون بين غياهب الزنازين فقط هم الاسرى . وان كنا نحن المتحكمون في بعض من حراكنا ي محيطنا المحدود بالكاد نشعر بحرية ونصرخ ونستنجد العالم ليخلصنا من احتلال فاشي عنصري ، فكيف تكون حياة الاسرى الذين يقضون العقد وراء الاخر من حياتهم في ايام تمر بثقل سنوات ،وعمر يمضي وينتهي والحقوق المسلوبة تنتهك خلف القضبان مرارا وتكرار .

اولئك الذين بذلوا حياتهم من اجل ان نكون نحن بالخارج مع بعض المزايا يستحقون اليوم منا مناصرة حقيقية على كل الاصعدة . لنبدأها اولا بمنع استخدام الاسرى وقضيتهم كشعارات انتخابية بخيسة . لنخرج الاسرى من حساباتنا الفصائلية وانقساماتنا الداخلية التي صارت مشينة ومخزية واهلكتنا وجعلتنا اضحوكة للعالم حولنا.

الاسرى في سجون الاحتلال هم فلسطينيون لا مذهب لهم الا هويتهم الفلسطينية ،ولا قضية لهم الا قضية التحرير . فدعونا لا نخذلهم.

الاسرى اليوم في سجون الاحتلال يرفعون اصواتهم مستغيثين بما تبقى من انسانيتنا وانسانية العالم وما يكنه العدو من مظاهر انسانية .

اذا ما كانت حياتنا هكذا خارج اسوار الزنازين ، بين حاجز وجدار وتنكيل يومي ، فكيف يكون هذا السجان في داخل اسوار السجون؟

عندما يستجير الاسرى ويقرروا اضرابا مفتوحا عن الطعام فلا بد ان السيل بلغ الزبى معهم ، فأقل ما يمكن ان نفعله هو دعمهم..

في مثل هذه الايام طالت ايدي الغدر ابطالا كانوا لهذه القضية مثالا ، وعلى نهجهم سار اولئك في سجون الاحتلال … عبد القادر الحسيني وابو جهاد. في مثل هذه الايام ومع بداية نكبتنا كانت مجزرة دير ياسين وفي مثل هذه الايام تم اعتقال مروان البرغوتي قبل ١٥ عام .

الاسرى في سجون الاحتلال يعانون ما لا ندركه من معاناة . يقضون ما تبقى من حلم لحياة في غياهب الزنازين والمعتقلات ويعانون كافة اشكال التعذيب والاذلال والاهانة . ما ندركه يوميا من عذاب نفسي وجسدي ولا نطيقه ، كيف يكون حالهم وايديهم مغلولة بسلاسل السجان القامعة.

في كل لحظة نعاني فيها ونحن نمر عن حاجز…

في كل لحظة نشعر فيها بالتهديد من خطر رصاصة طائشة من جندي حاقد…

في كل لحظة يمر امامنا الجدار الفاصل العازل ولا نستطيع الوصول الى الجانب الاخر الذي كان للتو قريب….

في كل لحظة نسكت فيها خوفا من ان يسمعنا احد ويوشي بنا .

في كل لحظة نخشى فيها العودة الى منزل ونجده مهدوما .،او نفتح صندوق البريد ونجد اخطارا يهدد تواجدنا …

في كل لحظة نمشي بها “الحيط بالحيط” ونقول “يا رب الستر” فلنتفكر للحظة كم تكون حقيقة حياة كلها لحظات كهذه بزنزانة يتحكم بها احتلال هدفه منذ ان جاء الى وجودك ان يصفيك من الوجود بكل الطرق المتاحة وغير المتاحة…

لأسرانا المجد والكرامة …والحرية قادمة لطالما على هذه الارض ارواح بأجساد تضرب عن الطعام من اجل حرية.

اترك رد