هيا بنا الى القدس

اذكر قبل عدة سنوات ، عندما ذهبت ابنة اختى الى الاقصى وكان عمرها حينها ١١ او ١٢ سنة < كان العدوان على غزة ومحاولات اقتحام الاقصى وعمليات الدهس في اوجهها . اختفت الطفلة لعدة ساعات وحالة من الرعب اصابتنا . وعندما رجعت وسألنا ما ذا فعلت؟ قالت وبكل براءة : انها ذهبت الى الاقصى لا الاقصى بحاجة اليها . بصدق امنت ان ذهابها الى هناك سيحرر الوطن الاسير .

اليوم ، اقف في نفس مكان ابنة اختي ، واشعر ان كل ما استطيع القيام به هو الذهاب الى الاقصى .  النزول الى القدس والتواجد هناك .ولا يوجد عندي اي جواب لماذا . كل ما اريد القيام به هو الذهاب الى القدس وامشي هناك في تخوم البلدة القديمة وكل ما يمكن ان يسمح لقدمي العبور منه .

في ظل ما يجري من كسر وقتل للانسان الفلسطيني . قتله الفعلي بدم بارد وقسوة وبلا شفقة . وامام خنوع قيادة غير موجودة ولا تبالي . وشعب يلوم الضحية ويبرر للجلاد . ويحلل ويتباكى ويفتي بينما يجلس على مقعده امام شاشة . يبقى اعظم ما يمكن عمله هو الوصول الى القدس.

وبينما اهذي بهذه الكلمات ، الوحيد الذي وافق ان يأتي معي هو صديق فرنسي. لم يسألني حتى لماذا ، لم يشعر بالخوف ، فقط فهم ان .

البلاد تكون بابنائها فيها . لأن السعي الى الحرية يخرج من داخلنا ولا يأتي الينا . . وقال بلا تردد : هيا بنا الى القدس القديمة .

 

اترك رد