تخطى إلى المحتوى

صبري، مستقبل قاتم للتعليم

 

صبري مسابقة تفتقر من كل ما تحمله كلماته الانجليزية من معاني مركبة غير مفهومة وبلا دلالة، الا من اسمها العربي الذي حمل بإعجاز اسم الوزير، وبلا شك طاقتنا على الصبر .

عندما تناولت وسائل التواصل الاجتماعي خبر المسابقة التي تحمل اسم الوزير، كنا نحن معشر الجمهور، قد فكرنا اننا لربما نظلم الوزير ووزارته . قد يكون الوزير مغيبا ، وقد يكون مستشاروه قد أخذوه عنوة في غمرة شعوره بنشوة الوزارة والانجاز ، وقد كان بتلك المسابقة ما يحمل فعلا معاني كلماته الكبيرة بالانجليزية . فالكلمات عبرت عن فكرة ابداعية تقدمية ، للحق لم افهم كلماتها معا ، ولكنها بدت عظيمة ، فبالنهاية من يشهد على قطاع التعليم افهم وادرى . فهؤلاء يطورون المناهج ويقدمون الانجاز ويبهروننا بمسابقات ابداعية.

وعندما ثارت ثائرة الوزير لدى نشر مقال عن المسابقة ، واصر على ازالة المقال ، فكرت لربما عاد الى نفسه وفكر بالموضوع وغير اسم المسابقة او راجع نفسه. الا انها كانت وبالفعل مفاجأة بأن المسابقة بقيت باسمها الذي حمل اسم الوزير . المصيبة كانت بالمسابقة نفسها . فالمسابقة لا تمس الابداع بصلة ، بل تكرس نحت العقول بكلمات لتكديسها بصم على مبدأ ان التكرار يعلم الحمار . فتبين ان كل ما سمعناه من ادعاءات في تغيير المناهج لاخرى اكثر بداعا واقل تركيز على الحفظ وضغط الطالب لم تكن اكثر من دعاية كتلك التي يروج لها في الحملات الانتخابية. ولأن وزراءنا ليسوا منتخبون ، فبلا شك انهم يحبون على ما يبدو اثبات شرعيتهم بالدعايات الانخابية الجوفاء.

واليوم يتبين لنا ان المصيبة ليست فقط في مسابقة حفظ كلمات لا تسمن ولا تشبع ، الا ان هناك فاجعة اكبر ،بأن المسابقة نسخة ” مسروقة” من مسابقة تقوم بها وزارة التربية والتعليم الاردنية منذ سنوات، حتى الكلمات المستخدمة للحفظ هي نفس الكلمات التي كانت توزع في الاردن منذ سنوات .

اي انه وبالمحصلة ، قدمت لنا وزارة التربية والتعليم مسابقة ابداعية غير مسبوقة تحمل اسم وزيرها وعممتها على المدارس ، ولم تغلب الوزارة نفسها حتى عناء تغيير الكلمات .

منذ تولي الوزير “المؤقت، الانتقالي” الحالي للوزارة وهو ينادي ويعد بانجازات وتغييرات جوهرية ، لم نر منها شيئا ، او بالاحرى لم نجد منها الا خرابا.

فالمناهج الجديدة مليئة بالاخطاء ومعقدة  ورجعية . وما نسمعه عن مناهج الكترونية وغيرها لا تبدو اكثر من صفقات بين بعض المنتفعين .

اما المسابقة تلك ، فهي متخصصة للاوائل والمتفوقين ، اي ان المطلوب من “آلشاطر” ان يحفظ ما تمكن به من كلمات ، و”الكسلان” يبقى محلك سر . حتى عندما نتكلم عن محاولة تعزيز قدرات الطلاب، فان التركيز يبقي على فئة محددة ، بالاصل لا تحتاج لهكذا تركيز.

في بلاد العالم المحترمة ، تقام مراكز خاصة للمتفوقين للتفتيش عن ابداعاتهم وتحفيزهم والاستثمار بهم . ما تقوم به الوزارة في هكذا مسابقة ، تبين انها اولا ليست وليدة فكرة عبقرية محلية ، وثانيا ، تقوم بتحديد افاق الطلاب المتفوقين في مسألة الحفظ والاكثر ، تميز بهم وبين اقرانهم الاخرين . فالمسابقة تخلو من اي فكرة ابداعية وتميز بين الطلاب على قدر مستوى مقدرتهم على الحفظ.

قد تكون هكذا مسابقة تحفيزية لمن ليس عنده قدرة على الحفظ ، يعني اذا ما افترضنا ان للمسابقة اي اهمية . ولكن كما في كل مرة ، ما تقوم به الوزارة هوالتأكيد على الانجازات الفردية بدلا من العمل على ايجاد فرصا ابداعية للطلاب.

لو “سرقت” الوزارة فكرة مسابقة القراءة لكانت قدمت للطلاب فسحة لاستخدام الكلمات والتفكير . حرف “R” على الاقل يشكل مكانا في اسم المسابقة لو كانت هي المسابقة المزعوم اقامتها . skills assesment broad Reading inquiry

انظر الى هذه الكلمات ولا تزال مقدرتي على فهمها تخونني ،فللحق ان هذه الجملة المشكلة لاسم صبري (قبل ادخال كلمة ريدينغ) تفوق مقدرة العقول البسيطة كعقلي على التحليل او الادراك .

ما يجري في حق التعليم مأساة، تساهم في تشويه ما تبقى من امل في اجيال كنا نتأمل منها خيرا .

فيا مغيث!!!!!

img_8089

اترك رد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading