تخطى إلى المحتوى

هبش المال العام

الهبش المال العام

 

لم تعد قضايا الفساد التي تملأ الساحة الفلسطينية،محط اهتمام الشعب الذي يعرف ان الفاسد في هذا البلد يعلو شأنه كلما زاد فسادا ، وعندما ينتهي امره من قبل مفسديه ، يتم رميه الى روث التاريخ. او عفو رئيس!

الفساد مستفحل لدرجة لا نكاد نفهم فيها متى ببدأ والى اين ينتهي في املاك اولي الشأن وحسابات البنوك الخارجية. وفي كل فترة يرمي علينا حمام الزاجل القادم من قصور الرئاسة تسريب يفضح امر هذا الفاسد وذاك. ونشمت ونفرح ونحيك حكايات عن فساده وخرابه ، ونجعله قواد الفساد وكأن بإسقاطه تم مسك رأس افعى الفساد وتفريغ سمها.

كم من الرسائل تصل من اولئك الي مكتب فخامة الرئيس ، ويعبر صاحبها عن امتنانه وعرفانه؟ كم من مبايعة تلقى الرئيس وكم من حلفان على الولاء تم في خطابات الاستجداء؟

الرئيس ، القائد ، المعلم ، كيف نطلب منك الغفران وقد مددت لنا خزائن هذه الدولة وفتحتها على مصراعيها وراودتنا نفسنا الخطاءة الجشعة على هبشها ؟

كم من اللجان فتحت وحققت وكشفت جرائم هبش المال العام واعترف اصحابها وطالبوا بالصفح والغفران من صاحب القلب الكبير ، متعلقين بعطف يرحمهم من شماتة الشامتين؟

ماذا تعني بضعة ملايين من الدولارات ؟ او تقريبا حوالي الثلاثة ملايين منها امام رحمة الرحيم، فتهريب الاموال الى الخارج تأمين لمستقبل لا يعلمه الا الله ، فحتى اولئك يخشون المستقبل المجهول . والعفو عند المقدرة، والاعتراف بالذنب فضيلة . فيقر ويعترف … بضعة ملايين تم اختلاسها ، وتلك النفس الامارة بالسوء ..ماذا نقول فيها ؟

الم تراود زوجة العزيز، يوسف، عن نفسه ؟ نزوات يا فخامة الرئيس !

يطلبون الستر لهم ولعائلاتهم ، والعفو والصفح من شيم الرئيس.

والملفات الأخرى التي تزين الفساد في الفاحشة. تلك التي تحدث خلف أبواب المكاتب الفارهة ، سمح من خلالها معاليه للشيطان ان يدنس حرمة المكان قبل ان ينعم عليه الرئيس منصب قاضي القضاة ليطرد كل الشياطين ويستغفر الله ويتوب اليه!

يهبشون الاموال ويستبيحون الدماء ويبثون الفساد ويروجون للتفرقة ولايستحون من محاولة الهروب من جرائمهم ويتجرأون بطلب الغفران .

كم من هذه الرسائل وصلت الى الرئيس ، وكم تم العفو عن اصحابها ؟

اتجيب هذه الرسالة عن تساؤلات الشعب بما يحل بلجان التحقيق التي تفتح وتنتهي لتطوى بأمر اعفاء رئاسي؟

فالرئيس الوالد والقائد والمعلم ، تكتب له هذه الرسائل بينما تذرف المقلتان الدمع بلا توقف، يخافون المجهول فجأة وينسوا انهم مصنوعين من سواد داكن اشد من حلكة اي مجهول. فكم عاثوا في هذه الارض فسادا وسيستمرون ؟

نفهم ان هؤلاء سودوا وجه الرئيس ، فبالنهاية اكرمهم واطعمهم وكان من امن بيتهم واولادهم من جوع . ولكن الى متى ستنتهي امور الفساد بعد رسالة استجداء؟

قد يقول قائل ، ها هي اقتربت الامور من نهايتها ، فالسلطة بالية متهالكة . وقد يقول اخر ، لم يبق امولا لتسرق او تنهب او تهبش. وقد يقول من يقول ان السلطة مفسدة وهذا هو الحال منذ القدم وزواله هو المحال.

ولكني اقول ، ان الحق يريد مدافعا عنه. وان الباطل مهما تفشى وامتد وظلم لا بد ان يبطل . وقد نشمت قليلا ونسترجع كم الظلم الذي اوقعه اولئك بالبشر قبل سقوطهم المخزي ، ولكن لم تعد تشفي غليلنا الشماتة. علينا ان نقف كشعب، ونصرخ من اجل اعلاء صوت الحق . والحق يبدأ بالنداء من اجل تطبيق القانون.

من حقنا ان نرى اولئك يحاسبون ويحاكمون.

في بلاد العالم المحترمة، هكذا موضوع تكون المحاكمة فيه علنية. واصدار الحكم يكون فوريا . فلقد بلغ السيل الزبى كما يقولون.

 

اترك رد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading