http://ar.truthngo.org/نادية-حرحش-لمنظمة-الحقيقة-أن-تكون-فلسط/
منظمة الحقيقة- صوت من فلسطين الحرة، شاعرة بروح محمود درويش، نخلة صامدة كصمود الشعب الفلسطيني وياسمينة يعبق عطرها شعراً ونثراً في مواجهة المحتل الباحثة والكاتبة المقدسية نادية حرحش. مُحاضِرة في الشأن الفلسطيني والفلسفة والحضارات العالمية أهلا وسهلا بك معنا في منظمة الحقيقة وكل الشرف لنا بمحاورتك وامتاع قرائنا بقراءة كلمات من نبض الصمود “فلسطين”.
الأستاذة نادية: شكرا جزيلا لكم.
منظمة الحقيقة: أستاذة نادية من منطلق أن منظمة الحقيقة دورها الأول والأخير هو الدفاع عن حقوق الإنسان، والمرأة بالتالي، تشكل محور اهتمامنا، والدفاع عن حقوقها هو هاجسنا المستمر، هل ترين سيدتي ضوء في أخر النفق لحقوق المرأة في العالم العربي؟ وما هي رسالتك التي أردتي ايصالها لنا من خلال رواية “في ظلال الرجال؟ وهل يمكن تحرر الرجل دون تحرر المرأة من السلطة الذكورية في المجتمعات العربية؟
الأستاذة نادية: بما اننا موجودين بداخل نفق ، فلا بد من وجود ضوء في نهايته. أنا على قناعة أن موضوع دفاعنا ومطالبتنا بالحقوق ، لا يتعلق بحقوق المرأة تحديدا ، يجب أن يكون حراكنا ونضالنا من أجل الحرية للإنسان ، رجل وامرأة . ولأن وضع المرأة هو الأضعف فمن الطبيعي أننا نجعل حقوق المرأة هي قضيتنا . ولكن يجب أن نتذكر دائما أن ما نسعى اليه هو مساواة من أجل حرية تبنى فيها الانسانية كما قدر لها أن تكون . كون بني من خلال زوجين ، ذكر وأنثى في كل شيء تقريبا. ومن أجل ايجاد توازن ، يجب أن تؤدي المرأة دورها كما خلقت لأن تكون، لا كما يرد الرجل لها أن تكون.
من المريب تأمل الواقع الذي تعيشه المرأة اليوم، وبالأخص العربية، هناك حالة من اللهو قد أسميها ، تحولت الى منطق حياة. المرأة نسيت في خضم محاولاتها بالتحرر ماذا تريد من ذلك ، فأصبحت أداة يتم تسييرها كما الرجل ومن خلالمنظومة ذكورية محكمة. تعليم المرأة وعملها لم يحررها ولم يجعلها متساوية بالحقوق. هناك حقيقة موحشة بعكسها الحجاب ، وكأنه جزء من منظومة حجب التفكير. فلم تعد تفهم لماذا ترتدي امرأة الحجاب وهي لا تصلي او لا تعرف من الايمان الا ظاهره ، يكون وجهها مليئا بالمساحيق وملابسها تبث الإغراء اكثر من العاريات ، ويتم النظر الى هذا النموذج كالنموذج الطبيعي ، مادام حاجبا لشعره ، وما عدا ذلك فهو كافر او زنديق .
منظمة الحقيقة: وما هي رسالتك التي أردتي ايصالها لنا من خلال رواية “في ظلال الرجال؟
الأستاذة نادية: رسالتي بسيطة ، أردت أن يقرأ العالم المرأة من خلال كونها أمرأة . مجرد انسانة تعيش تجربة انسانية خالصة ، بها ظلم وظروف تتحكم بها من احتلال وسلطة ابوية ، ولكنها بالنهاية انسانة تشارك معنا حياتها بانسانية مطلقة ، هي مظلومة وظالمة، متحررة ،مكبلة ، خطاءة ، تحاول أن تعيش ، كونها مظلومة لا يجعلها ملاكا . وكونها خطاءة لا يجعلها شيطانا . انسانة ، امرأة بالصدفة كانت فلسطينية ، مسلمة، عربية، مطلقة ، ولكن قصتها هي قصة كل امرأة عاشت تجربة كتجربتها .
منظمة الحقيقة: وهل يمكن تحرر الرجل دون تحرر المرأة من السلطة الذكورية في المجتمعات العربية؟
الأستاذة نادية: عملية التحرر هي عملية تشاركية ، المجتمع مكون من ذكر وأنثى ، الرجل لا يمكن ان يتحرر طالما تربيه امرأة ليست حرة. من أجل هذا اؤمن أن الحال يمكن اصلاحه بدء اذا ما تحررت المرأة من كل قيود التبعية ، وبدئها بالنظر الى تكوينها . هي الام ..هي الرحم الذي جعل للانسانية وجودا.
أقرأ أيضا: نادية حرحش: مسيرات العودة بغزة …كيف نجعل منها مليونيات عالمية
منظمة الحقيقة: في كل جمعة يخرج الفلسطينيون العزل في “مسيرة العودة” ليقابلهم الإسرائيليون بوحشية، هل يمكن شرح هذا الإصرار الذي يتمتع به الفلسطينيون وسط هذا الخذلان العربي؟
الأستاذة نادية: نحن الفلسطينيون أصحاب حق على ارضنا. لا مكان للمساومة هنا . نقوم بكل ما يمكن القيام به من أجل بقائنا . بالمحصلة نريد ان نحيا بامن وسلم وان نعيش كباقي الشعوب .
انا لا اشك بأن الفلسطيني بجيناته يحمل من روح المسيح عيسى ابن هذه الارض. فهذا الشعب فتح أبوابه للغريب ، لأنه مضياف . بنا خصلة هي سبب ضعفنا ، نحن ساذجون وبسطاء ، نأمن الغريب ونكرمه ونقابل الامور برحابة صدر . لو كنا شعبا اخر لما تربعت الصهيونية هكذا . ولكن هذه الخصلة في بساطتنا هي قوتنا ، صاحب الحق لا يخاف ، يأمن.
وما دمنا تحت احتلال فلا خيار امامنا الا المقاومة . أن تكون فلسطينيا يعني ان تكون مقاوما . مجرد ان نكون احياء امام منظومة هدفها تصفيتنا عرقيا وتهجيرنا والتخلص منا منذ سبعة عقود ، يؤكد ان اصرارنا هو جزء من جيناتنا كذلك.
ما يجري بغزة يؤكد ان هذا الشعب مصر على الحياة . ان وسائل المقاومة هي كل ما يحتاجه الموقف ، وما يحدث الان هو مقاومة سلمية بكل المقاييس. ما يجري لا يختلف عما جرى اثناء الاحتجاجات على وضوع البوابات الاكترونية على مداخل الاقصى . نحن اصحاب حق . نريد ان نعيش، لطالما هناك فسحة للحياة…. وكرامتنا ليست كبرياء ، كرامتنا هي حقنا نحن ابناء هذا المكان .
لا يفهم معنى ذل الاحتلال الا من يعيشه. البلدان العربية منغمسة بمشاكلها الداخلية ، لا يرون من الاضطهاد ابعد من قمع حرية من اجل رأي ما . العيش تحت الاحتلال يعني انك ككيان يتم قمعك كليا لا بجزئية منك . الحكومات الاستبدادية يمكن تغييرها ، ولكن الاحتلال كيان غاصب وجوده مرتبط بعدم وجودك.
منظمة الحقيقة: ما هو موقفكم كأديبة أولا وكإعلامية ثانيا حول التطبيع العربي الإسرائيلي الذي كثرت أخباره هنا وهناك وخصوصا بعد مقولة ولي العهد السعودي الذي قال “من حق اليهود أن يعيشوا بسلام على أرضهم”؟
الأستاذة نادية: محزن !!! لأن أطماع إسرائيل الصهيونية لا تنتهي بفلسطين. إسرائيل كيان أيديولوجي صهيوني حلمه هذه البلاد من البحر الى النهر. ما يحدث هو تجسيد للحلم الصهيوني.
مؤسف اننا لا ننتبه للاشارات الواضحة ، ومؤسف آكثر اننا لا نقرأ التاريخ ولا نتعلم منه . ولكن ما الذي يمكن قوله ، ما حدث بالعراق يعيد نفسه في سوريا ، نحن اولئك الذين في “طختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم.”
لا أستطيع تمني اسرائيل لأحد ، ولكن ان أرادوا تجربتها …فليتفضلوا ….
منظمة الحقيقة: هل ستمر ما يسمى “صفقة القرن” حقا؟
الأستاذة نادية: ترامب هو فرصة لتحقيق حلم صهيون . ما يجري لا يمكن ان يكون مصادفة. اسرائيل اعتادت ان تقتنص الفرص وتستغلها الى ابعد الحدود. ما يجري من تحالف سعودي- اماراتي—قطري… اسرائيلي –امريكي ذروة النشوة لإسرائيل . ولكن يبقى الشأن الفلسطيني هو بؤرة الامر. يبقى الرهان الان على من سيخلف ابو مازن ، وهنا التاريخ يعيد نفسه ، عندما حان وقت المساومة على القدس لم يستطع ابو عمار المضي قدما ، وكلفه هذا حياته. ابو مازن اليوم في نفس المكان ، يعرف انه لا يمكن ان يتنازل اكثر ، لا اشك ان المحاولات دائمة ، فالقدس يتم تهويدها على كافة الاصعدة على مدار عقدين ، والسلطة تنظر ولا تحرك ساكنة ، حتى تنديداتها اذا ما حصلت تكون خجولة.
لا أعرف ان كانت نرجسيتي هي التي تتحدث هنا في شأن القدس، ولكن انا على قناعة ان لا حل يمكن لاسرائيل بدون القدس. والقدس التي تريدها اسرائيل في محيط الحرم الشريف (الاقصى وقبة الصخرة) . من يتحكم بالقدس حقيقة هو من يتحكم بهذا المكان ، اذا ما نظرنا الى القدس، ان قلبها (جغرافيا) في هذه البقعة ، اي قدس اسرائيلية بلا هذه المنطقة ليست قدس سيادية.
والحمدلله …هنا تأتي المراهنة الحقيقية. أنا أراهن على الانسان الفلسطيني . ما جرى في حزيران وتموز من العام الماضي بالقدس هو مثال حي ، على ان الانسان الفلسطيني هو صاحب السيادة الحقيقية على الارض.
منظمة الحقيقة: قرأت مقالتك المعنونة ب”كفاك كشفا لعرينا.. أنا مع سوريا الأسد”، ما هي الرسالة التي توجهينها للشعب السوري المترقب لضربة عسكرية أمريكية؟
الأستاذة نادية: مع الأسف الضربة تمت ، ولا تزال الأبواق المستعرة تردد نفس المهاترات من تحليلات وتخمينات وادانات . ما يحدث بسوريا يعرينا. لا يوجد مكان للمساومة وتحديد المواقف. انا لست من معجبي اي نظام حكومي بشكل عام. ولا ادافع عن النظام السوري ما قبل ٢٠١١، واحمله مسؤوليات ما جرى في بداية الازمة السورية . ولكن بعد اشهر من تلك الازمة تكشفت الامور في سورية ،لا يمكن ان يكون النظام اسوأ من داعش او النصرة او احرار الشام او….اي من تلك الكتائب المرتزقة الارهابية التي تم تجييشها ضد سوريا. صمود الاسد كان صمودا يستحق التقدير ولا يزال. الحقيقة ، ان متابعتي لما يجري بسوريا جعلني انظر الى الاسد كقائد بعين تقديرية . لم أجرؤ على التكلم علنا امام كل مقايضات الانسانية التي حدثت ، لاني لست سورية ، ولا استطيع ان اعرف اكثر من السوريين . ولكني اعرف بالتأكيد ان النظام مهما استبد ، يتغير ، والشعب يستطيع الرجوع عند انتهاء الازمة . في حالة الاحتلال لا يمكنك الرجوع . احيانا اتمنى ان اصرخ في وجه كل السوريين الذين تركوا سوريا واقول ارجعوا. ان البلاد لا يبنيها الا اهلها ، والغرب لا يحرر ، والخيانة لا تصلح فسادا ولا استبدادا. نحن الفلسطينيون نعيش التشرد ونفهم معنى ان تطرد من ارضك ولا يمكنك ان تعود.
ما قام به الرئيس الاسد خلال السنوات الاخيرة يدل على انه ليس انسانا عابرا ، فخطواته متزنة ، وتحالفاته حكيمة ومدروسة ، واصراره على البقاء في سوريا تجعل منه رمزا . ومن اجل هذا اقول حان الوقت ان نعبر عن مشاعرنا ومواقفنا بموضوع سوريا بلا خوف من قمع المنددين باستبداد الاسد .
منظمة الحقيقة: هل من رسالة للشعب اليمن اليوم الذي يعيش الجوع والمرض التشرد؟ ومن هو المسؤول برأيك عن هذه المأساة هناك؟
الأستاذة نادية: اليمن الذي ابهرنا بثورته السلمية . المسيرات الحاشدة لشعب يشكل الخنجر جزء من زيه العام ، ولم نر نقطة دم على مدار شهور بحشود مليونية لا تتوقف، لا بد ان تنتصر له رحمة السماء. ما يجري باليمن من ظلم وعدوان . من قتل واستباحة . من تجويع وتشرد. يؤكد مرة اخرى على ان الاصوات المنددة لما يمليه اعلام امريكا وشركائها مخزية ومأجورة.
السعودية والامارات وقطر اجندتهم امريكية صهيونية . لم يعد هناك مجال ��لتأويل.
المقاومة في اليمن ملفتة…. ولكن …يسقط الكلام عند اليمن …ولكن لانني اصر ان هناك لا بد ضوء بعد نهاية النفق …ستنجو اليمن …هذه بلاد الحضارات العتيدة التي لا يفهم البدو منها معنى ان تأتي من كان بدأت به الحضارات.
كل الشكر لإستاذتنا العزيزة على أمل لقاء قريب.
Reblogged this on Ned Hamson's Second Line View of the News.