تخطى إلى المحتوى

عاش الرئيس! مات الرئيس

 

الوضع الصحي للرئيس أبو مازن شغل الرأي العام الفلسطيني طيلة الأسبوع الفائت إثر نقله للمستشفى على عجل، ودخوله بغيبوبة وخروجه منها عدة مرات.وبعد انتشار الشائعات عن حقيقة وضع الرئيس الصحية ، أعلنت الرئاسة انه يتحسن وفيما بعد تناقلت الأخبار المحلية صورا وفيديوهات للرئيس وهو يتجول بالمستشفى ويزوره الأبناء ويقرأ الجريدة. ثم أعلن عن تسريحه بالأمس، وكذلك أعلن عن نيته إلقاء كلمة ببث تلفزيوني، مسجل أو مباشر ، ولكن بالنهاية قررت المستشفى إبقائه.

اليوم صباحا، تصدر خبر خروج الرئيس من المستشفى وسائل الإعلام الفلسطينية وكان بالبث المباشر. كان الموكب الذي ينتظر خروج سيادته من المستشفى كبيرا وكأن الموضوع موضوع استقبال رسمي للعشرات لحدث غير خروج مريض من المستشفى.

بينما يشوب عدم الوضوح وضع الرئيس الصحي،ينشغل المواطن في طرفي الوطن بما هو الأهم بالنسبة للإنسان الذي يعيش من أجل فتات يومه. فبينما يخرج الرئيس من المستشفى، يطالب أهل غزة بفك الحصار والعقوبات الواقعة على غزة بفعل سلطة الرئىس، كموضوع الرواتب والكهرباء وما لا نعرفه بالتأكيد أعظم.

أما في الشق الثاني من الوطن، فالمواطن يتساءل عن اليوم التالي لوفاة الرئيس. من هو الرئيس القادم. وبينما يسأل الانسان البسيط السؤال البديهي ، يجري حراك آخر يتساءل من خلاله أرباب السلطة والطامحين بالرئاسة. والطامحون بالرئاسة كثر ، فنحن شعب يرى كل فرد فيه استحقاقه للرئاسة إذا ما جاءته الفرصة. وهناك أولئك التي تبدو الفرصة تقترب منهم بالفعل وهم كثر كذلك ، يستعدون . المثير في ما يجري هو تسريبات الصحافة الإسرائيلية بما يتضمنه شراء سلاح بكثرة من رجالات فتح الأقوياء استعدادا لمرحلة ما بعد الرئيس. أي أن رجالات فتح الطامعين بالرئاسة سيتخلصون من بعضهم الآخر أولا . فلنا ان نتخيل ما الذي يمكن أن يترتب عن هذا.

فالمشهد إذا ما جاء الأجل للرئيس بلا اتفاق على خليفته ، وهذا اما بتعيين نائب او كما يتم اشاعته من ولاية إبنه للخلافة بعد فراغ المنصب. للدقة ،المناصب الكثيرة الأخرى، فتح،سلطة،مجلس وطني، ومنظمة تحرير وغيره … ويبدو أن سيناريو تعيين ابن الرئيس كخليفة للرئيس هو الأقل ضررا بين هجوم المستضبعين على عرين الرئاسة، فابن الرئيس، يبدو الأقل إشكالية في خضم صراع السلطة الفتحاوي.

أما إذا توفى الرئيس بلا تعيين خليفة، فهذا يعني أن العدة ستعد من الضفة بقيادة الأقاليم المحتلفة التي ستتصارع كل على حسب منطقتها وولائها من جهة، وسيرجع دحلان مهرولا ليأخذ مكانه في السباق.

بكل الأحوال ومهما كانت السيناريوهات، فإن القادم أسوأ. لأن الرئيس أبو مازن سيتركنا بفراغ تشريعي هو ساهم في انهائه عن طريق تغييبه طيلة عقد كامل.

في الوضع الطبيعي، قد يقلقنا بعض الشيء غياب الرئيس وتوقعات من سيخلفه، إذا ما عشنا تجربة إنتخابات طبيعية ووفق توصيات القانون الأساسي. سيكون القادم هذا اختيارنا حتى لو كان اختيار غير موفق وغير حكيم. حتى لو اخترنا الأقل سوء ودمارا. بالنهاية سنكون نحن من اختار بطريقة شرعية، تشرعن وجوده والأسوأ القادم على الأقل.

إلا أن التوقعات لما سيحدث في اليوم التالى لوفاة الرئيس، هو فوضى وحرب شوارع سيذهب ضحيتها الشعب ، ذلك الذي تنتمي أفراده لهذا الفريق أو ذاك أو ذاك.

بطبيعة الحال، صعب فهم حقيقة وضع الرئيس الصحية بعد خروجه من المستشفى ، لا استبعد انه تم إخراجه فقط لإثبات انه تعافى. ولكن ما يجري خارج المستشفى أقرب الى تفشي المرض بالكيان الفلسطيني…لا أحد يعلم كيف ستكون العاقبة.

في خضم كل هذا ، لا يزال الإحتلال ينخر في تدمير هذا الشعب من كل الاتجاهات . يرتفع عدد الضحايا يوميا في غزة بما يصاحبه كذلك اجتياحات وقصف.

وفي الضفة يقتحم الاحتلال مخيم الأمعري ويخرب ويعتقل وينكل ويخرج ، وما من شرطي فلسطيني يقترب من الموقع .

سواء عاش الرئيس أو مات …فإن حالنا لا يسر الا العدو .

1 أفكار بشأن “عاش الرئيس! مات الرئيس”

  1. تنبيه Pingback: سواء عاش الرئيس ام مات… الشعب لم يعد يهتم  – نادية حرحش

اترك رد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading