تخطى إلى المحتوى

رمضانيات ٢٩:النظافة من الإيمان والسلطة من صنع الشيطان

 

انتهى رمضان وانطلقت الشياطين قبل موعدها. لم يصبر أولى السلطة على الشعب مراعاة لكرامات رمضان وبركاته ، على الرغم من مع المسيرات مراعاة لحرية التسوق.

لا اعتقد ان هناك كلام يمكن ان يضاف . ولا أعتقد كذلك أن الشعب في حالة صدمة مما حصل . كلنا كنا نعرف تماما أن ما حصل كان قادم.

كنا ربما متأهبين من هكذا يوم بعد رحيل الرئيس وعند غياب السلطة حتى الإيتاء برئيس يتغلب على كل المسترئسين المنتظرين. نتمسك نوعا ما ببقاء أبي مازن ، وندعو له في سرنا للبقاء أكثر على قيد الحياة ، لأننا نخشى من مشهد رأيناه بالأمس.

منذ إقامة هذه السلطة ، وكلنا نتساءل عن سبب تخصيص أكثر من ثلث ميزانية السلطة للأمن .

كنا نسمع عما يحصل في المعتقلات . كنا نرتاب لما لا نعرفه من تعذيب وتنكيل في غرف التحقيقات والزنازين. ولكن لم نكن مستعدين لهذا المشهد المتلاحم مع فعل الإحتلال.

هل هي الدكتاتورية المطلقة التي يريدون تأكيدها مع تثبيت الإنقسام مع غزة ورميها في ظلمات                         الحصار الى الأبد؟

لا يمكن تبرير ما يجري الا بضبابية ما يتم الترتيب له في صفقة القرن. يريد هؤلاء التأكيد انهم على ذلك الركب الماضي نحو تلك الصفقة، بالفلسطيني الذي ينفذ ما يراد منه.

المأساة الأكبر هي في فحوى القمع للمسيرات.

الشعب ينادي برفع العقوبات عن غزة. والنداء لم يكن موجها بالضرورة للسلطة. المطالبة كانت لضغط الاحتلال واعوانه على رفع العقوبات. وضع السلطة نفسها في فوهة المواجهة أسقط كل الاقنعة عن هؤلاء.

ومرة أخرى يثبتوا لنا .. أن حماس ليست هي المنقلبة…

الشعب الذي تعرض للضرب والتنكيل والسحل بالأمس لم يكن حمساويا ولربما كان في أغلبه فتحاوي الوجدان، إن لم يكن فتحاويا . ما جرى يجب أن يسجل مع النكبة الفلسطينية.

حزيران الأسود… حزيران سقوط الاقنعة…حزيران سقوط ورقة التوت…بل سقوط الشجرة كلها…

كيف أصبح الاحتلال فجأة هامشيا. قد يكون أقرب لأن يكون مخلصا لنا من همجية أبناء الدم .

أين هذه الأسلحة من استخدامها لحماية الشعب؟

لماذا هذا الاستعداد بأجهزة الشغب ، وكأن هذا اليوم كان قادم لا محالة . فتدريبات دايتون وما خلفه لم تكن بتلك التعقيدات في نهاية المطاف.

مؤسف ومخزي ما جرى ، ولكنه مهم…

لا يمكن الجزم بمن يأمر بهذه الجرائم ضد الشعب . ولكن أستبعد أن يكون أبو مازن على علم بما يحدث ، مما يؤكد أن وضعه الصحي حرج للغاية.

ولكن يبقى لنا أن نسأل : هل تريد هذه السلطة الانفصال المطلق عن غزة؟ هل يريدون لغزة أن تصبح دولة منفصلة ؟

لقد تأكدنا اليوم بأن من يقوم بسلطة الأمر في هذه السلطة لا يريد تصالحا مع حماس ولا يريد من غزة الا ان تغرق في الدم والجوع.

ونحن هنا، وقعنا في فخ الفرقة الأكبر ، فلم نعد غزة والضفة ، ولا فتح وحماس. ولا فتح دحلان مقابل فتح عباس ، ولا مسيحي ومسلم . فكلنا فرقاء . الفرقة صارت بين الفتحاوي والفتحاوي من نفس البيت . مشهد اختلاط الأمن بالجمهور بالشرطة يعكس بوضوح مرعب كيف اختلطت المنظومة ببعضها وصار بالفعل الأخ يقتل أخاه.

كنت زود أن اخصص نهاية الشهر بموضوع ملهم ، او اقل سوداوية.

كنت أود ان ارد على منشور لشرطة احتلال الاسرائيلي في القدس لنشرهم صورة الاوساخ على باب العامود وتعليقهم :هل القدس للفلسطينيين؟

كنت أتمنى ان ادافع عنا . كنت أتمنى كذلك أن يكون موضوع النظافة هو اكبر مواضيعنا. ولكن وساختنا طغت على أي مشهد نحتاجه للتجميل.

هل علينا ان تعود الان لضرب وتنكيل الجندي الفلسطيني ؟

هل يمكن أن نميز بين غازهم المسيل وغازنا؟

هل ستكون هرواتهم أقصى من هرواتنا؟

هرواتنا، سمعت أنها كهربائية…لاسعة… حتى العدو لا يستخدمها!!!!

كنت سأتكلم عن الهيبة وعن رحيم وعن ايوب ، وعن عالم الفتوة المغرض.

لم أكن أعرف أني كنت سأختم بالتمني ، لو أن سلطتنا تتعلم من هذه المسلسلات …ان الدم لا يصبح ماء…

كنت أتمنى زن اختم بانتصار حق نصيرة في سلسال الدم أمام الشر.كنت أتمنى ان تكون أغنية الشارة هي الحق : الظلم ساعة والحق دهر!

الظلم دهر ومتعدد والأدهى ان الظالم ليس بالضرورة العدو…

الظالم هو اخ الدم…

نحتسب أمرنا إلى الله …

لعل حبس الشياطين لا ينفع ..أخذهم وحشرهم بين يدي الخالق هو الأجدى.

اترك رد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading