نداء إستغاثة لما تبقى من تراث..متحف مدرسة شميدت للبنات يتم التبرع بموجوداته بلا خجل السادة أصحاب المعالي ،إنزلوا قليلا واسمعوا استغاثة ما تبقى من تراث القدس : وزير التربية والتعليم , وزيرة البيئة, وزيرة السياحة ,وزير القدس, وزير الخارجية

36605096_10156608257687650_7585236862659198976_n-1

نزل علي خبر من وزارة التربية والتعليم بعنوان ” التربية تستنكر تبرع مدرسة شميدت بحيوانات محنطة للمتحف الصهيوني” كالصاعقة. بكل جدية أقول كالصاعقة . هل تعرفون ماذا يعني هذا ؟ ماذا يعني التبرع بمحتويات المتحف التابع للمدرسة؟ إنه تبرع بذكرياتنا . تبرع بإرث كبرنا وعشنا من خلاله منذ دخلنا المدرسة. المدرسة يا سادة هذه التي خرجت صفوة بنات هذا الوطن. مدرسة شميدت العريقة تقدم على هكذا خطوة ضاربة بعرض الحائط المدينة وتراثها . آلطالبات وأولياءهن. الخريجات . المجتمع المقدسي والفلسطيني . بائع الموز وبائع الجرائد وسائق الحافلة وأصحاب البسطات وحانوت فريج وأهرام وقبر السيد المسيح. هذا المتحف جزء من تراث هذه المدينة. لا يملكه الألمان لكي يتبرعوا به.

ذكريات تخص آلاف البنات من خريجات هذه المدرسة . مجتمع كامل . إرث يتربع في كياننا الجمعي والفردي. كيف تتجرأ إدارة المدرسة على هكذا فعل؟

متى أصبحت وزارة التربية والتعليم خارج منظومة المسؤولية عن المدرسة ؟ هل كان فعلا خطأ بل جريمة السماح لإدارة المدرسة عن طريق الحكومة الألمانية السماح لهم باعتماد امتحان ال”ابيتور” وبالتالي خرج الموضوع عن سيطرة وزارة التربية والتعليم الفلسطينية؟

هل أصبحت المدرسة تابعة لوزارة المعارف الإسرائيلية فبالتالي ضربت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية عرض الحائط؟

في الحالتين نحن أمام جريمة بحق هذه المدرسة العريقة وبحق الطالبات الحاليات . هل يعلم الأهل أن بناتهن يدرسن في مدرسة لا تتبع لوزارة التعليم الفلسطينية ؟

نعلم أن المدرسة تحولت إلى مدرسة “دولية” وبالتالي أصبحت تبعيتها لدولتها ” المانية” ، ولكن هل هذا يخرج من نطاق مسؤولية وزارة التربية والتعليم؟ ونعلم كذلك أن المدرسة تأخذ مستحقات للطالبات من بلدية القدس الاحتلالية ، من خلال تعليمها للغة العبرية وبالتالي هي تتبع لوزارة المعارف الاسرائيلية بمجرد أخذها الدعم عن الطالبات ؟ مما يجعلنا نسأل عن جدوى أخذ الأقساط العالية بينما يتم الدفع من قبل البلدية . ولكن هذا ليس موضوع اليوم.

لنفترض أن المدرسة غير تابعة للتربية والتعليم لأن التربية والتعليم الفلسطينية لا تدعمها ، ولكن من يصادق على الشهادات ؟ هل مجرد كونها دولية يجعلها مستقلة عن وزارة التربية والتعليم الفلسطينية ؟ إن كان الجواب نعم فنحن أمام مصيبة .

ماذا تفعل كل هذه المؤسسات الألمانية في القدس ورام الله من أجل الفلسطينيين ، ؟ تساعد في تخدير الشعب من أجل إكمال عملية التبرع فيما تبقى من هذا الوطن؟

لنقل أن دور وزارة التلعيم يتحدد في هذا الإطار ، وأكثر ما استطاعوا فعله هو الإستنكار.

ماذا بالنسبة لوزير القدس؟

لنقل أن هذه الوزارة اليتيمة لا دعم لها ولا حول لها ولا قوة بفعل تحييد الإحتلال. أليست مدرسة شميدت من منابر القدس ومراكزها التعليمية الأساسية ؟

هل هذه خطوة تسبق نقل الألمان لسفارتهم الى القدس مثلا؟ يعني إذا ما وصل الاجحاف والتعدي للتبرع بما هو في صرح بوسط القدس لمتحف في تل أبيب ( حي الشيخ مونس حسب ما نزل في بيان الوزارهـ الشيخ مونس هو اسم القرية المدمرة والتي تقام على بعض من مساحتها جامعة تل أبيب) .

أليس باب العامود وشارع نابلس من مكونات القدس بشقها الشرقي وبالتالي من ضمن اختصاصات الوزير المباشرة. على الأقل ألسنا في مجالات أسلو وحدودها؟

لا يخفى عني تغييب دور الوزير من البروز تخوفا من الإجراءات الإسرائيلية. ولكن ، أليست هذه المدرسة تابعة لممثلية دولتها الموجودة في رام الله ؟

أين وزير الخارجية من هذا الأمر؟

كيف يتم السماح لمدرسة منذ أكثر من مئة سنة تأخذ من هذه المدينة صفوة بناتها بهدر تاريخ كامل تربى عليه الأجيال؟

أين وزيرة السياحة أمام هكذا نهب علني للتراث الفلسطيني؟ التمساح والذئب والثعلب ، وأذكر ذلك الجنين وتلك الأفعى . كيف يسرقون إرثنا وذكرياتنا بهذه الوقاحة وينقلونه للجانب الآخر المحتل؟

لماذا لا نطالب بوضع هذه الموجودات في متحف فلسطين. هل هناك نقص بالمتاحف في هذا الوطن؟ من يتجرأ على نقل الموجودات ويتبرع بها الى متحف بتل ابيب الأولى ان يتبرع بها لمتحف فلسطين في رام الله . فهو أضعف الايمان . هناك يحفظ الارث الفلسطيني.

هذا المتحف كان قبل أن تولد هذه الإدارة للمدرسة. هذه الحيوانات المحنطة جزء من مسير تعليمي كن نحن بنات هذا الصرح جزء منه .

أين وزيرة البيئة من هذا الانتهاك الصارخ للحيوانات الفلسطينية المحافظ على تأريخها والحفاظ على إرثها.

عندما كنا صغار ، كانت دروس العلوم والأحياء والجغرافيا والفن تقام في حصص ميدانية في هذا المكان . كيف يتجرأ هؤلاء وبهذه الوقاحة على التبرع بما ليس لهم.

من هنا أطالب وأنادي كل صاحب سلطة بالتدخل في هذا الأمر وفورا.

3 comments

  1. This very shameful to give away this Palestinian heritage to an israeli museumthis is our heirloom since we were young and studied in this school so many generations consider it part of what they were taught in this school and its a shame to deprive the young generations of this heritage

اترك رد