تخطى إلى المحتوى

كيف يغيب عن العالم ما يجري في الخليل

كيف يغيب عن العالم ما يجري في الخليل؟

الحقيقة ان الجواب واضح وبسيط: غياب السلطة وانعدام الدبلوماسية المزعومة!

 لا أفهم كيف لا يتم استخدام ما يحدث في البلدة القديمة في الخليل كنموذج حي لتجسيد كل جرائم الاحتلال.

الامر لا يتطلب شيئا، سوى المشي في تلك الشوارع المعزولة المفصولة “المطهرة” من السكان الأصليين.

٢٣٠ ألف انسان يعيشون في حالة عزل وقمع ورعب وتهديد من قبل ٨٥٠ مستوطن مسعور.

يتساءل العالم عن نظام الفصل العنصري، وكل ما يحتاجه رئيس السلطة الفلسطينية هو ان يجعل الوفود الزائرة للمقاطعة بالمرور او محاولة المرور من تلك المنطقة.

ولكن ما يؤرق الرئيس والسلطة غير هذا….

والعالم ينظر ….

والسلطة تبكي حالها من بعيد….

كيف لا تقوم وزارة السياحة بعمل زيارات وتعبئة دائمة لتلك الجرائم المرتكبة يوميا في الخليل؟

كيف لا تكون الخليل عنوان كل اشتباك دبلوماسي؟

يكفي ان تقف في مكان ما هناك لترى المستوطنين المسعورين والجنود المستذئبين والضباع من أطفالهم والجيف من نسائهم ومسنيهم.

كيف تترك هذه السلطة هكذا فرصة يومية وعلى مدار الساعة من الانتهاكات الممكنة من قبل هؤلاء الوحوش البشرية؟

ما يجري في الخليل ما بين شارع الشهداء والحرم الابراهيمي يجسد قصة النكبة في كل ابعادها. يجسد إرهاب كيان ودولته بكافة أجهزتها. يجسد الظلم الواقع على السكان. فرض الحصار وسرقة الحجر والبشر.

الخليل وجه النكبة المستمرة…. كيف نتركها لتكون بين أضراس هؤلاء الوحوش؟

تابعت بفضول، بحجم نفس الرهبة التي رافقتني اثناء زيارتي للمكان المسمى بالمنطقة “المطهرة” في الخليل، الإسرائيلي يهودا شاؤول من مؤسسة إسرائيلية تسمى “كسر الصمت”. يهودا الجندي او الضابط السابق في جيش الاحتلال الذي كسر صمته في قراره فضح جرائم الجيش بالخليل. يقف بشجاعة مرعبة امام الهجوم من قطيع المستوطنين اثناء تقديمه لشرح عن حقيقة الوضع في الخليل.

كيف يستطيع إسرائيلي، ان يقف بهذه القوة والصلابة والشجاعة امام منظومة كاملة محكمة تحاربه واقرانه بكل ما اوتيت من قوة، ولا نرى موقفا فلسطينيا من السلطة بقوافل وزرائها ودبلوماسييها ليقفوا وقفة مشابهة؟

هل يخافون من القتل؟

كيف لا يخاف يهودا؟

هل ايمانه أكبر من ايمانهم؟ ام هو محمي بكونه إسرائيلي؟

الموضوع يرتبط بالأيمان بلا شك، ولا يرتبط بكونه إسرائيلي ام غير هذا.

الايمان بأن هناك حق تم سلبه. ان هناك شعب تم قهره. ان هناك ظلم واقع، وعلى أحدهم ان يقف امام الظالم.

الايمان ان الحق لا يضيع ما دام هناك مطالب. وهنا ما هو مؤلم. ان يصحو يهودا من غفلته، ويتحرك ضميره ويقف امام نظام تربى وترعرع وسقي منه كما يتغذى الجسم من الماء. ومع هذا وقف امام عنجهية كاملة ليدق الخزان لمجتمعه من اجل دولة ربما كان يحلم ان تقوم على عدل ما.

سلطتنا التي تتسابق في التعيينات بين وزراء ودبلوماسيين وممثلين وسفراء، لا تجد فيها وحدة تقف بالمرصاد فقط من اجل تقديم الدليل لنكبة مستمرة منذ قيام هذا الكيان المحتل.

لو كنت مكان السفير الفلسطيني الذي تم طرده من واشنطن، لنظمت جولة يومية في الخليل في ذلك الشارع وأطلقت فيه الأجانب الذين ينزلون بضيافة السلطة في المطاعم والفنادق الفاخرة في رام الله.

لو كنت مكان وزبر السياحة، لأقمت وحدة مرابطة في المنطقة، ولنظمت الرحلات السياحية اليومية من الحجاج لزيارة الخليل بعد المهد.

لو كنت مكان الرئيس لحولت مكتبي الى الخليل واستقبلت الوفود هناك.

لو كنت مكان الرئيس لاستقبلت الإسرائيليين من مدعي السلام في جولة هناك.

لو كنت مكان الرئيس لوقفت على منبر الأمم المتحدة مع فيديو يري فيه العالم بضع دقائق من العيش تحت الاحتلال، بدل استجداء الجلوس من اجل المفاوضات ، ووضع حماس في قمة العداوة والاعلان عن الاستمرار في حصارها والرغبة في معاقبتها.

1 أفكار بشأن “كيف يغيب عن العالم ما يجري في الخليل”

اترك رد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading