الاضراب….الانسجام مع القومية المفروض

الاضراب ……الانسجام مع القومية المفروضة!

 

 

موضوع جديد فيما يسمى بجلد الذات! عبارة صرت اسمعها كثيرا عن مواضيع المقالات التي اتناولها. وفي كل مرة أتساءل ان كنت مجحفة في حق من يعيثون في هذا الوطن؟

بعد خطاب الرئيس محمود عباس المدوي والمتفجر في الأمم المتحدة على حسب تحليل التابعين لحكمه. كان لا بد من خطوة فيها من رد الفعل ما هو متناسب مع هكذا خطاب “وحدوي”، في وقت أعلن الرئيس محمود عباس تهديده لشد الحصار على غزة من على منبر الأمم المتحدة، واوصف فلسطينيي الداخل بعرب إسرائيل، تنديدا من جانبه لقانون القومية. واي الخطوات أفضل من اعلان الاضراب العام والشامل التحاما مع أبناء فلسطينيي الداخل المحتل، تنديدا ورفضا لقانون القومية العنصري الجديد؟

الحقيقة، انه من الممكن ان تكون تلك خطوة رمزية مهمة (مع المبالغة).

وقد يأخذ المواطن العادي المتعود على الإضرابات ما هو إيجابي ورمزي كذلك في الاضراب، مثلا اجتياح الامس لرام الله من قبل قوات الاحتلال التي دخلت في جيباتها العسكرية معربدة على مرأى الأمن الفلسطيني والمواطن الفلسطيني. تخيلت ان ما ينقص المشهد بينما تمتا لاعتقالات وأطلقت النيران هو بعض الورود على الطرقات…. نعم وصلنا الى هنا!!!!!!!

وصلنا الى هنا من تخاذل وخنوع جمعي…. تجول الجيبات وتطلق العيارات وتعتقل واقصى ما يقوم به المواطن هو الفرجة.

بالطبع لا الوم المواطن، فهؤلاء دخلوا بتنسيق أمني متبادل مع الجانب الفلسطيني. لم يدخلوا مجتاحين ولا خلسة. وقد يكونا لمواطن حكيما في عدم رمي نفسه لنار الاحتلال ويحسب شهيدا تستفيد منه السلطات المنسقة مع الاحتلال!

اعتقالات على مرأي البشر، ولم يعد مهم من الضحية، رجل ام امرأة، شاب او عجوز، حمساوي او غيره. فالكل عند الاحتلال فلسطيني، وعند الفلسطيني امر مغلوب عليه!

وقد يعتبر الفلسطيني العادي كذلك ان الإضراب فرصة للتذكر، ضحايا غزة اليوميين، ذكرى انتفاضة الأقصى وذكرى اغتيال محمد الدرة…. كم من محمد الدرة شهدنا على مدار السنوات وبين انتفاضة وانتفاضة؟

ولكن الاضراب هذا الذي هرولت له جميع القوى الوطنية وتسابقت اليه الأحزاب حتى المنقسمة منها وتجمع الوطن في جغرافيته ولو ليوم معلن.

اضراب للمدارس والمحلات في ارجاء الوطن.. اغلاق سيكون مدوي في صمته عندما يخترق الفلسطيني منا جدار القمع الإسرائيلي. سنعطل الشوارع والأعمال الصاخبة ليوم في بداية الأسبوع.

ولكن!!!!!!!!

نعم ستتعطل الضفة الغربية وغزة والقدس. نعم سيخسر مئات الالاف من الطلاب الفلسطينيين اليوم يوما دراسيا.

نعم ستتعطل المواصلات، وسيتأثر رزق الساعين لأرزاقهم في كل صباح.

نعم ستتأثر المؤسسات الرسمية الفلسطينية (ان شاركت في الاضراب).

ولكن……

في الشمال الفلسطيني المحتل، الذي دعت قواه الوطنية لهذا الاضراب الشامل، لتدق فيه على خزان دولة الاحتلال. اليس اليوم يوم عطلة كامل وشامل بسبب الأعياد اليهودية؟

اليوم تحديدا يوم اغلاق كامل. لا بنوك ولا مؤسسات ولا مدارس إسرائيلية تعمل.

اليوم تحديدا، المحلات في إسرائيل مغلقة بسبب هذه الأعياد.

فما الذي جناه من فائدة دعاة الإضراب في هذا اليوم؟

يعني لو نادوا للإضراب غدا، وهو اليوم الأول لعودة الإسرائيليين لأعمالهم بعد عطلة عيد العرش التي تنتهي الليلة، الم يكن هذا هو المنطقي؟

كيف يريدون هز الكيان في مضجعه وهو نائم أصلا في هذا اليوم، وأنتم كذلك؟

على من نضحك؟

حتى اعتراضاتنا صارت اوهن من ان ينظر الينا من نعترض اليه وعليه.

مرة أخرى ندخل الى نفس الدائرة المحكمة علينا. نخدع أنفسنا ونخدع أبناء شعبنا تحت عبارات وشعارات كاذبة. نعترض بحياء ونتذمر باستحياء ونستجدي ….

نستجدي بذل وهوان واستخفاف بعقول شعب لم يعد يهتم….

يوم اخر في حياة صار الاحتلال متأصل فيها بداخل البشر كما يتأصل يوميا بالحجر….

 

 

اترك رد