تخطى إلى المحتوى

هل كنا نتوقع من وارسو ما لم يتحقق من أوسلو ؟

هل كنا نتوقع من وارسو ما لم يتحقق من أوسلو ؟

اعترف بان الموضوع لا يستحق حتى ان نتكلم فيه . فالقسم الاول من وارسو تعرض للمهزلة الفلسطينية ولم تجلب صور الضحك والمتعة للمنقسمين الا السخرية. فبات الانسان يفهم ان ما يجري بالأروقة لا يمت بصلة لما يجب ان تكون الصورة النهائية عليه. فلا يريد أطراف الانقسام الاتفاق . لان بانتهاء الانقسام هناك تبعات تدر بالضرر عليهم. فالحال هو ما يريدون تاكيد وجوده، ليكون الانقسام حجتهم الواهية امام عدم تحمل مسؤولياتهم امام الشعب الدامي.

ولا اريد ان ادخل في متاهات النميمة وتحليل الصور التي رأيناها للفرحة المريبة في عيون المؤتمرين من فتح وحماس . ولكن هل كانوا بالفعل بحالتهم الذهنية الطبيعية؟ وان كان بريق العيون واحمرار الوجوه سببه الاختمار ، فلعل المطلوب هو الجلوس في القاعات بموضوع الانقسام هكذا. يعني اذا ما كان الخمر له فوائد فلا بد من استغلال هذه الفائدة لنحل امر الانقسام الذي لم يستطع الذهن الصاحي تفكيكه. وقد تكون هذه فرصة لتحليل ما يحرمونه بالعلن ويقومون به بالخفاء. او بالأحرى تكون فرصة لنا ان نفهم ان ما يتم تحليله وتحريمه تحت مسميات دينية تحديدا بالعلن ،يتم اختراقه من قبل من يحملون عصي التشريع بالخفاء.

مهزلة العقل العربي تتجلى بتلك المشاهد ، نفاق وانفصام وغياب للآداب. فهو بالفعل خدش للحياء العام رؤية ابو مرزوق والأحمد بهذه الحميمية مساء والخروج بنتائج الاجتماع صباحا بعدم الاتفاق .

نلوم بالعادة تدفق العوام من الناس للمشاريع التطبيعية التي تستهدف كافة الفئات للسفر والجلوس مع الاحتلال في صور مختلفة. ولكن اتساءل وبكل جدية ، كيف لم تشبع بطون هؤلاء بعد من كل هذه السفرات على حساب الدم الفلسطيني ؟ وكيف لنا ان نلوم الانسان العادي عند تلبية دعوة لمؤتمر هنا وجلسة هناك؟

وعليه لماذا نتفاجأ من التطبيع العربي ؟ فعلاقة البغي بين اسرائيل والعرب باتت مكشوفة ولَم يعد اي من الأطراف يتنكر لها. والسلطة الفلسطينية ممثلة برأس حربتها تجلس جنبا الى جنب مع الاسرائيلي لاقناعه بها. والتنسيق الأمني فوق اي اعتبار . فالاسرائيلي بالضفة يحق له ان يستبيح ويجول ويصول بزي عسكري او امني او كمواطن اعتيادي . ونفس الخلل نراه في تصريحات تقدس الاحتلال من ناحية ونفس الصوت ينادي ‘ بلعن ابو المستوطنين’ بدعوة لا اعرف ماذا تسمى بلغة الأمن والسبات التي يدعو لها رئيس السلطة الفلسطينية.

نفس الرجل الذي يستجدي الجمهور الاسرائيلي لتصديق سلمه، يحرض جمهوره على لعن ابو المستوطنين في الخليل.

بين حضن وضحك بين ابو مرزوق والأحمد

وبين دعوات للاسرائيليين وتأكيدات بان الفلسطيني لا يرغب بالعودة على لسان ابو مازن قبل ايّام معدودة ، وبين طلبه من الفلسطينيين بالتصدي للمستوطنين بالخليل بقوله:العنواً ابوهم. لا تختلف الرسائل المشوهه التي تصدر من أصحابها . حالة من الانفصام ليس سببه الغياب الذهني ، ولكن سببه الطمع والجشع بما يملي المزيد من بطون هؤلاء. لا الشعب الفلسطيني يهمه ولا الارض هذه بقضيتها تشغله. ما يشغل هؤلاء مصالحهم الخاصة التي تبدأ بمنصب يجب ان يبقوا فيه الى الأبد وتنتهي بسهرة وعشاء يدفع الشعب فاتورته من دمه اخر المساء.

لا يستطيعوا حتى الإتفاق على الخروج ببيان مشترك لحفظ بعض منا تبقى من ماء بالوجه. او علينا الاعتراف انه لم يبق بالوجه اَي ماء.

سنسمعهم بتصريحات يشجبون فيها التطبيع العربي الذي حصل بالعلن الا عن الشعوب مؤقتا في غرف الائتمار . وسنرى ما سيسمى بالتسريبات من تفاصيل سيعلنها الاسرائيليون بتغني وسيبشر بها العراف الأمريكي اتباعه.

فهل ملوم الوزير اليمني على لطفه امام نتانياهو ؟ اذا ما كان لسان الحال الفلسطيني هنا يقول باننا لا نستطيع ان نواجه اسرائيل بالانصياع واجب، فهل نلوم من تقصف بلاده ويحرق أطفاله باشارة إصبع من اسرائيل وبتحريك وتمويل عربي؟

وسنستمر هنا نحن الشعب في حالة من الحيرة بين انقسام حاصل وتطبيع سري وآخر علني ونلملم قتلانا ونختلف اذا ما كانوا شهداء او ارهابيين.

سنلعن ابو الاحتلال بالتصريحات وسنستمر بالانصياع امام اسرلة القدس .

وسنتحرك على أوسلو لان ما سيخرج من وارسو مهد مرحلة كارثية تؤصل تفتيت القضية وتثبيتها بمقاطعة رام الله.

1 أفكار بشأن “هل كنا نتوقع من وارسو ما لم يتحقق من أوسلو ؟”

اترك رد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading