تعدد الزوجات: آفة تسببها المرأة للمرأة والمجتمع

تعدد الزوجات: آفة تسببها المرأة للمرأة والمجتمع

 

تتداول وسائل الاعلام خبر زواج المطربة المصرية أنغام من رجل متزوج. قبل وقت قصير كان خبر زواج ممثلة من زوج ممثلة أخرى (ريهام وياسمين عبد العزيز)، وهناك موضوع علاقة عمرو دياب بالممثلة الشابة وهو متزوج كذلك، والإعلامية ياسمين الخطيب التي أعلنت عن زواج سري كان لها مع المخرج خالد يوسف، ضمن فضائحه الجنسية التي تم تداولها، وهو متزوج كذلك.

القصص في هذا الموضوع كثيرة، وقد يكون انتشارها بين الفنانين بهذه العلنية الفجة، مرجعه إلى وقاحة المرأة في هذه الحالة ان صح التعبير.

أكاد أجزم انه لا توجد امرأة تقبل بموضوع التعدد، ولن تقبل أي من تلك النساء اللاتي خطفن رجلا بأن تكون في وضع الزوجة التي يتزوج زوجها عليها من أخرى.

من المحزن اننا نعيش في زمن تلوح هذه الشاكلة من النساء الى التحرر وتنادي به وترفع كل رايات مناصرة المرأة، ولا تتردد وبكل وقاحة بالإعلان عن زواج من رجل متزوج، فيصبح الامر مقبول عليها، ويصبح شرع الله وما احله للرجل هو شعارها.

ما الذي يجري بالضبط؟

هل هناك شح في الرجال، فتتسارع النساء لاجتذاب ما يحلو لها من مخلفات الذكورة بمزاحمة أخرى في زوجها؟

قد يكون تعدد الزوجات افة مجتمعية بالأماكن المحافظة عادة بالمجتمعات، فكم من امرأة مسكينة تزوج عليها زوجها من امرأة مسكينة أخرى، لأن الشرع بالنسبة لهم بالفعل يحلل للرجل مثنى وثلاث ورباع. لا وظيفة تسند هكذا امرأة ولا عائلة تحميها او تقف الى جانبها، فالتعدد عادة يتبعها المجتمع في تلك الحالة.

مشكلتي ليست في تلك النساء، ولن يكون هجومي في كل الأحوال في هذا الموضوع على الرجل. لأن ما نراه من وقاحة، يجب ان تدرج في موضوع العهر من قبل هكذا نساء، يمسكن بزمام امورهن، ويعرفن انهن يدخلن على حياة أخرى ويجنين على عائلة كاملة بلا رأفة وبلا أي شعور بالخزي. بل تتفاخر الواحدة منهن وتتسابق للتأكد من عملية الاختطاف للرجل بطريقة محكمة.

قد نعيش دائما لنرى كيف تتهاوى هذه العلاقات عندما يكون المشاهير بالصورة، فياسمين عبد العزيز التي تم خطف زوجها اليوم، كانت قد تزوجت هي منه وهو متزوج من أخرى. وسنسمع ونرى الكثير ونطلق العنان لألسنتنا للشماتة أحيانا وللحزن أحيانا أخرى ربما.

ولكن هناك الالاف من القصص المسكوت عنها في مجتمعنا، تعاني فيها امرأة ما بصمت، وتحاول أخرى بوقاحة إثبات وجودها وكأنها الزوجة الوحيدة. انفصام يعيش فيه المجتمع بطريقة مركبة. من ناحية، هناك خزي يتبع هؤلاء، ومن ناحية أخرى هناك شرع يحملونه فعلتهم، فيجاهرون بفعلهم وكأنه حلال زلال عليهم.

نفس المجتمع هذا بمكان ما، يترك للرجل زمام الامر ويشجعه، فكأن التعدد امنية خفية للكثيرين، وهو نفس المجتمع الذي يستقبل خاطفة الرجل ويجلسها على موائد العائلات وبفتح لها أبواب المجتمع المختلفة على انها انسانة عادية.

وإذا ما اتهمنا الرجل والمجتمع بالانفصام، فما هي تهمة هذه المرأة؟

المرأة التي تخطف رجلا متزوجا من عائلته، لا يمكن الا وصفها بالمرض. بالآفة التي تصيب الجسد فتهلكه. الاختباء وراء شرع الله في وقت تحارب هكذا نساء كل مظاهر التدين والشريعة تحت مسميات الحرية وحقوق الانسان والمرأة على رأس هذه الحقوق. العجب ان من ينادي بحق التعدد في هكذا حالات او بالأحرى من يمارسن التعدد ويعتبرنه شرع الله هن نساء متبرجات سافرات لا يمسكن من شرع الله الا ما يضربن من خلاله حقوق اخريات.

من المؤلم والمحزن ان تصل المرأة في بلادنا الى مكان مرموق في المجتمع من حيث تعليمها وفرص عملها، لتدخل لمحراب الزواج فتدنسه.

تمر برأسي قصص رأيتها هنا، بعيدا عن حياة الفنانين والمشاهير، خربت فيها عوائل، وانهارت فيها نساء، وضاع أبناء، من قبل امرأة حاربت لتصل الى اعلى مراحل التحرر، لتبرر زواجها من رجل متزوج، تحت اعذار قد يكون الرجل لفقها، ومزاعم قد يكون ادعاها، ومآسي قد يكون عاشها او تخيلها، لتسمح لنفسها ان تكون فتنة، فخطيئة، فعاهرة بعقد شرعي.

تلك هي العاهرة، التي تقبل ان تبني سعادتها على خراب بيت قائم. ليست العاهرة تلم التي تتقاضى اجرا لمرة واحدة مقابل خدماتها الجنسية، ولكنها تلك التي تقبل ان تأخذ رجلا من عائلة لم تكن مطلقة وفي أحيان كثيرة لا تصبح كذلك، بينما هي وهو يعشان هيام لحظات ستزول ليبقى فقط عار وخزي فعل بني على بلاء.

بلاء لكيان، لعائلة، لامرأة، ولمجتمع تصبح شاكلة هذه النساء مرضا فتاكا يهدد المجتمع بأسره.

كفانا الله بنات الحرام …

 

اترك رد