تخطى إلى المحتوى

بين صفقة مرتقبة والتنسيق الامني وقدوتنا رئيسنا

بين صفقة مرتقبة والتنسيق الامني وقدوتنا رئيسنا

استطاع الإعلامي الفلسطيني خطف الأنظار بعد نقل ما ورد عن صحيفة “إسرائيل اليوم” من تسريبات او توقعات او تكهنات لصفقة القرن وما يسمى بفلسطين الجديدة.

بين ما ورد بالصحيفة الإسرائيلية وبين ما حاول  الاعلامي الكبير تحليله، كان هناك الكثير من اللغط، لم يفهم ما الذي اريد منه. ان صح ما ورد عن الاعلام الإسرائيلي او لم يصح، فالنتيجة واحدة، ما يخرج من هكذا محاولات لصفقة لن يقبله حتى العملاء. ولن يستطيع عرابي التنسيق المقدس بكل درجاته ومستوياته الحديث عن تمريره. فهنا بكل بساطة وصلنا الى اللا ممكن.

وقد يعيد التاريخ القريب نفسه، فما جرى بكامب دافيد عندما رفض أبو عمار تقديم ما تبقى من تقديمه من تنازلات، كانت نتيجته حصاره ومقتله فيما بعد، قد تكون داعيات ما يسمى بصفقة القرن بالنسبة لابي مازن هي نفسها، فلا يمكن التنازل أكثر عما تم التنازل عنه. وما يجري نقاشه من فلسطين جديدة به من الإهانة ما لا يمكن حتى نقاشه، وبه من التداخلات الإقليمية الذي يصعب تجاوزه. فسيناء والتنازل عنها من قبل حكومة السيسي لن يكون بالأمر السهل مواجهته مع الشعب المصري الذي لم يبلع بعد موضوع بيع جزيرتي تيران وصنافير للسعودية.

من جهة ثانية، كم يبدو غريب ان تقوم نفس الجهة الإعلامية التي يترأسها الإعلامي المخضرم  بنقل وقائع ” استقلال” إسرائيل لنا على موقعها؟

هل صار “استقلال إسرائيل” امرا نحتاج نحن الفلسطينيين الاضطلاع على تفاصيل الاحتفال به؟ من باب حسن الجيرة مثلا؟

ام هل بات موضوع فلسطين الجديدة امرا، خرج الإعلامي المهم من إطار تحليله لإطار تبنيه، وبالتالي فهو ينقلنا للمرحلة التالية من تقبل إسرائيل كدولة طبيعية علينا ان نتفهم اعرافها وتقاليدها ونحتفل باحتفالاتها؟

هل علينا ان نقدم الورود معهم ونقف لمشاهدة استعراض المقاتلات التي تقتل وتنسف وتدمر ما كان وما يمكن ان يكون من كياننا الفلسطيني؟

اليوم كانت مجموعات الحراك المختلفة بالداخل الفلسطيني المحتل، بمسيرة عودة بإحدى القرى المهجرة، بينما كان الإسرائيليون يحتفلون باستقلالهم. الم يكن الاجدى من وكالة معا ان تنقل مسيرة العودة التي كان أحد ضيوفها الأسير المحرر امير مخول؟ مسيرة يحاول أبناء هذا الوطن الدامي لم اواصل ما تبقى منه حتى ولو في مسيرة نائية مع بضع الاف مجددين عهد الوفاء وقسم العودة.

في سياق اخر، اخذ الوزير السابق أشرف العجرمي نصيبه من الاعلام في هجوم جديد عليه بسبب تصريحاته. الاغرب من الهجوم هو اخذ الامر الى المحاكم. ذكرني الامر بمصر، والمحامين المتقنصين لرفع أي دعوى ضد أي أحد لإثارة الرأي العام وبالتالي الشهرة. في موضوع العجرمي، فالدعوى ضده من قبل بعض المحامين تتهمه بانه يقول ان السلطة تحمي إسرائيل بالتنسيق الأمني. فهل ما قاله غريب او خاطئ او سري؟ نحن نعيش في ظل اقوال الرئيس المأثورة عن التنسيق الأمني المقدس. فهل يعي هؤلاء المحامين انهم بدعواهم ضد العجرمي يمسون بالسيادة العليا للوطن؟ وهل هذا يعني انه من الممكن رفع دعاوي على الرئيس لأنه دائم القول بتمسكه بالتنسيق وقدسيته؟

أشرف العجرمي، يعمل بلجنة التواصل التي تعمل تحت إطار الرئيس مباشرة، كونها جزء من اللجنة المركزية لفتح. فهل يعي هؤلاء المحامون ماذا يفعلون؟

إذا ما أخطأ أشرف العجرمي بقوله ان التنسيق الأمني يحمي إسرائيل، فماذا أراد ناصر اللحام ومعا بنشرهم التسريبات وتحليلها ومن ثم نقل وقائع احتفال إسرائيل باستقلالها؟

كيف يمكن ان يحاسب العجرمي على ما قاله، في وقت استخدم فيها العجرمي مأثورات الرئيس الفلسطيني من اقوال، والتي لا بد حفظت في الكتيب الذي قامت التربية والتعليم بتدشينه اليوم ليكون من متطلبات المناهج التعليمية في فلسطيني.

فهل نحن في صدد العيش تحت “كتاب اخضر” جديد؟

وهل خرجنا من مسابقات صبري والانجاز لندخل في كتيبا “قدوتنا رئيسنا”؟ هل الخروج من التركيز عن شخص صبري والدخول في التركيز بشخص الرئيس كشخصيات محورية للتعليم في فلسطين مختلف في أثره وتأثيره على مستقبل التعليم في فلسطين؟

رمضان كريم… وكل نكبة ونحن بخير..

 

2 فكرتين بشأن “بين صفقة مرتقبة والتنسيق الامني وقدوتنا رئيسنا”

اترك رداً على nadiaharhashإلغاء الرد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading