تخطى إلى المحتوى

هل تم سحب كتيب “قدوتنا رئيسنا” من المدارس؟ هل هناك كتيب بالمدارس؟

 

 

في حلقة جديدة لما جرى في الأيام القليلة الماضية إثر إعلان وزارة التربية والتعليم عن كتيب ” قدوتنا رئيسنا”، وما رأيناه من احتفالات من قبل المؤيدين بالسلطة بين صورة لصائب عريقات وهو يحمل الكتيب وكلمة عزام الأحمد تؤكد على “فرح” الرئيس بالكتاب وطلبه إعادة الطباعة، وفرحة لم تتم بعد هذا الكم من الشجب التي احتلت منابر التواصل الاجتماعي، أدت الى عريضة تدعو لسحب الكتاب وعدم تعميمه على المدارس \ المناهج، وخروج صائب عريقات بتوضيح وتلاه توضيح رسمي من قبل وزارة التربية والتعليم جاء فيه: ” بالإشارة الى اللبس الذي حصل حول وضعية كتيب “قدوتنا رئيسنا”، تود الوزارة التأكيد على ان هذا الكتيب جاء نتاج مبادرة طلابية مدرسية في إطار مشروع “من أجل فلسطين نتعلم”، وانه لم يكن هناك منذ إطلاق المبادرة أي توجه لدى الوزارة لاعتماد أي من نتائجها- بما في ذلك الكتيب- كجزء من المنهاج، او المقررات المدرسية.”

توقفت كثيرا امام بيان التوضيح الذي أصدرتها الوزارة، وبين الدعوة الى مبادرة تطالب بسحب واسقاط الكتيب من المنهاج، وتوضيح صائب عريقات المبني على الحياة مفاوضات، بين تبرير ومحاولة للتنصل من هول الحدث.

وصلني الكثير من التعليقات التي شددت على وجوب التحقق من الخبر قبل نشره، وتحري الحقيقة، وتثقيف النفس قبل الهجوم. واعترف انني توجست هذه المرة كثيرا، فلربما ساءني تقدير الموقف، فرجعت الى مصدر الخبر، والفيديو المتعلق بالحدث على لسان عزام الأحمد. مصدر الخبر وما جاء فيه كان “وفا”، ليس “القدس برس” ولا أي موقع يمكن تخوينه او التشكيك فيه بسبب الانتماء، “وفا”. فلا مزايدة على اخبار “وفا” عند موضوع السلطة.

أعترف ان امرا فاتني او قررت عدم التمسك به بشأن الكتيب وهو موضوع اقتباسات من كتب الرئيس، وليس مقتبسات من مأثورات أقواله. وبين الامرين لا اعرف ما هو المأثور من كلام وكتابات الرئيس يمكن ان يحفظ للذاكرة، ولكن الامر في محصلته نسبي. فالرئيس كمفكر( كون وجود عشرة كتب منشورة له)، وكرئيس له معجبيه ،ومريديه، وتابعيه، فلا يحق لنا السخرية من هذا ولا الاعتراض عليه.

وقد تكون مبادرة الطالبات كما علمنا لاحقا، مبادرة اصيلة. قد تكون تلك الطالبات بالفعل معجبات بالرئيس ورأين فيه قدوتهن، وجئن بهذه المبادرة. وقد تكون المبادرة نالت استحسان أصحاب السلطة فاحتفلوا بها.

جميعنا ركبنا موجة الانتقاد اللاذع او الدفاع الشرس بدون تفكير. بين تبرير لأسباب ومحيط وظروف الكتيب، وبين المطالبة بسحبه واسقاطه من المناهج.

هناك بالفعل مشكلة بالتعميم.

المشكلة بدأت من قبل السلطة عند استخدام الكلمات بالعموميات بدون التأكيد وشرح ظروف الامر واسبابه والى اين سيذهب، واستمرت عندما علقنا جميعا بالعنوان بلا التأكد من التفاصيل.

ولكن هناك ما هو جيد، خرج من هذا الامر، وهو جدية الشعب بالعموم بهكذا موضوع، واخذ الوزارة الشعب بجدية عند التوضيح.

قد يكون وزير التربية والتعليم أخطأ في تقدير الموقف، واعتبر الأمر مجرد إعلان عن مبادرة أخرى ودعمها. بالمحصلة، فان حمله لحقيبة التعليم بدأ للتو، فلا يمكن ان يكون جزء من أصل هذه المبادرة او غيرها.

ان موضوع التعليم هو الموضوع الأهم في منظومتنا المهترئة هذه، وهو ما نعول عليه كعقلاء. ومن اجل هذا علينا ان نكون عيون المراقبة ان تطلب الامر لأداء الوزارة. لان امر التعليم ليس امر مجموعة من الحسابات ولا بعض الفساد الذي يمكن ان نغض الطرف عنه ونكمل حياتنا لنترك الامر لتدبير الله. موضوع التعليم هو موضوع حياة. موضوع أجيال تتربى على امل ان تكون أفضل من الحال الاني.

بقدر ما كان من الحري بالوزارة توضيح الامر من بدايته لكي يتم تجنب كل هذا اللغط، بكون الكتيب ليس الا مبادرة طلابية لم تكن النية ابدا تعميمها وجعلها جزء من المنهاج، كان من الحري ان يتم التروي قبل إطلاق حملة تواقيع من اجل كتيب لم نر بالفعل ما فيه، واعتمدنا على خبر صحفي في تفاصيله ولم نرجع الى الوزارة للتأكد من فحوى الامر.

وهنا، لا يمكن لوم المبادرة بالتواقيع من اجل سحب الكتيب، لأننا لم نتعود على الشفافية من السلطة. ونرى أنفسنا في كل يوم مقحومين بأمر مأساوي اكبر. وبكل جدية، فإن التعليم هو كل ما تبقى لنا لندافع من خلاله على بقائنا.

ولن أحتاج بأن انوه لوزير التربية والتعليم، بأن الوزارة هي مسؤولية تكليف لا تشريف. وهذا الكم من الهياج الشعبي مبني على امل كان بالفعل قد عقد عليه لتحسين ما تم تشويهه بحق التعليم.

اترك رد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading