في رثاء ام كانت الام الكاملة…لروحك السلام يا ام كامل
تتوقف في حنجرتي الكلمات، كما الدموع المتحجرة في عيني. كم صعب الرحيل حتى ولو كنا نستعد له.
أم كامل، امرأة تجسد كل ما يمكن ان تخيله للمرأة المكافحة. تجسيد نموذجي ربما، نشاهده بالمسلسلات. امرأة تترمل وهي في مقتبل العمر، لم تتجاوز الخامسة والعشرين من عمرها ربما، ليتركها زوجها مع أربعة أطفال وخامس يضرب بأرجله بطنها الممتد الى حلقها من اجل الخروج. حمل يخرج من الرحم ليرحم دموعها ربما او ليشد من ازرها او ليربطها بخمسة أبناء الى الابد.
من السهل تخيل قصص نضال امرأة كهذه. لا أموال خلفها الرجل، ولا اهل اغنياء، وام للرجل الراحل وام لها تقضي حياتها معهم …فيرحل من يرحل وتبقى هي وما يمكنها من البقاء من أبناء واحفاد وأصدقاء كثر.
ذلك البيت الصغير جدا الذي طالما اتسع للكثير الكثير.
ذكريات لا تتوقف ولا تنتهي من الصداقات التي خرجت من ذلك البيت وتحت ظل هذه المرأة وبقيت الى اللحظة.
ام كامل كانت دائما الام المشاكسة والحضن الذي مهما الم به من تعب يحضن بحرارة ويحتوي كل من يلتجئ اليه.
ام كامل، شيخة الحارة، والخياطة، والجارة، وحلالة المشاكل، وبير الاسرار.
ام كامل الام
ام كامل الابنة
ام كامل الأخت
ام كامل ام صاحبتي، صاحباتي
ام كامل امي …
ام كامل اللي طالما شاكستها وشاكستني، ولم تنته مشاكساتها معي حتى صرت اتفنن بمشاكستها. وكأنني حملت ذكريات الماضي البعيدة واعدت تدويرها لتكون طرافتنا الدائمة لنضحك ونلهو بين مشاكل الحياة في كل لقاء بعيد كان ام قريب.
في كل مرة نبدأ الحكاية من أولها ونعيدها بكل تفاصيلها بلا ملل ولا ضجر. نضحك من كل قلبنا حتى تغمرنا الدموع. اكان دائما هو الحنين الى تلك الأيام البريئة من حياتنا.
كم بقيت حياتنا بريئة طالما كانت تحت اجنحة ام كامل.
كم اثرت بي هذه المرأة، وكم تأثرت بها. كم استلهمت منها شخصيات زرعتها في مخيلتي لتكون فيها ام كامل بدور بطولة فيها دائما.
كلما تذكرت المرأة القوية كانت ام كامل
كلما احتجت الى المرأة الجبارة انت ام كامل
كلما فقدت الامل وأردت الصبر كانت ام كامل.
ام كامل كانت المرأة العظيمة في تجلياتها دائما.