تخطى إلى المحتوى

الانتخابات الفلسطينية بين ضيق الأفق وكابوس غير المعلوم. بين إزالة خيمة اعتصام الاسرى المحررين واضاءة شجرة العيد

الانتخابات الفلسطينية بين ضيق الأفق وكابوس غير المعلوم

بين إزالة خيمة اعتصام الاسرى المحررين واضاءة شجرة العيد

 

منذ ان أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن عقد النية بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية، والعيون تبحث بترقب لا يملأه امل عن الرئيس المحتمل القادم.

فتح أعلنت موقفها بعد ان كان طابور الرؤساء المحتملون القادمون قد اخذ بالتصاعد والازدياد لدرجة التزاحم والاقتتال، وبايعت الرئيس الحالي الذي يقترب من انتهاء العقد التاسع من حياته، حفظة الله.

ولكن لا يخفي على أحد، ان من يرى بنفسه الرئيس القادم، يجلس مع زمرة الجالسين في مقاعد السلطة، يتمثل البعض منهم بأصحاب مقاعد المركزية، ولا بد ان البعض من الوزراء يرى في نفسه رئيسا محتملا مناسبا، كما يرى مترشحين اخرين في عرض أنفسهم كخيار قادم للشعب.

هناك احتمال، ان الشعب في معظمه، ذلك غير الفتحاوي وغير الحمساوي سيرحب بشخص او اشخاص خارج هذين الحزبين اللذان يدركان جيدا ان الشعب سئم من الدمار الذي ألحق بهذا الوطن بسبب قيادتهما التي نعيش تبعاتها من كوارث متلاحقة.

ولكن هناك بلا شك، تحضيرات للمتنفذين من الافراد في حزبي الانقسام الفلسطيني يعدون العدة للفرصة القادمة.

ويمكن ان يكون من البديهي ان نفكر كعوام الشعب، كعوام الشعوب بعروض من يرمون أنفسهم في سباق الرئاسة، وعليه فهناك حالة من المبايعات والتحالفات والوعود التي تحدث في الغرف المغلقة، يحاول كل رؤية ابعاد تحالفاته إذا ما سنحت الفرصة له.

في داخل الساحة الضفاوية التي يحكم أطرافها أبو مازن، فان الصوت يكرر ما يقوله أبو مازن، فلا أحد يجرؤ على الخروج عن قائمة عروضه الوطنية. وقد يكون رئيس الوزراء شتية مثالا جيدا، فيكاد يكون اهم العارضين في هذا السباق الواهي، فهو بمركزية فتح ورئيس الوزراء ( الحقيقة انني لا اعرف ان استقال من منصبه بالمركزية لأنه كما يتوجبه القانون – ولا اعرف بصراحة أي قانون- بعدم وجود من بالمركزية بالمناصب الوزارية- ولكن هذا امر لم نعد نفكر فيه أصلا)  فتشميره عن ساعديه وافتتاح حديقة عامة في رام الله بعد اعلان إدارة ترامب بعدم “عدم شرعية” المستوطنات، ودعوته للدبلوماسيين واستعراض زراعة الأشجار وتخضير الأرض تحت عنوان ” تحدي قرارات الإدارة الامريكية بإيعاز من الرئيس” لا يستدعي بالحقيقة أكثر من الضحك والتهكم. ولكنه مع الأسف الشديد إذا ما نظرنا الى واقع السلطة، فإن هذا هو بالفعل اقصى ما تستطيع ان تقدمه السلطة من حماية لأراضي ومحاولة “تخضيرها”. وما يترتب على تبييض انتخابي مرتقب من قبل شخصيات سيادية حالية لن يتعدى ولن يتفوق على ما قام به رئيس الوزراء الحالي.

فرئيس الوزراء السابق وضعه صعب امام أي فرصة كانت محتملة بينما كان يجلس على عرش رئاسة الوزراء، فما يحصده اليوم من اتهامات وتسريبات تكفي لانعدام فرصه.

يبقى محمد دحلان، القيادي المعزول من مركزية فتح، أحد الانداد الحقيقيين لكل المسترئسين المرتقبين من قبل فتح. ويبدو ان ملفات الدحلان تفوح رائحتها لدرجة يتدخل فيها اردوغان لمحاولة منع أي فرصة ممكنة له.

مما يفتح المجال للسؤال الحقيقي، والذي لن نجد له بطبيعة الحال أي جواب. ولا يمكن فهم كذلك ان كان خروج اسم الدحلان الان في مطالبة من قبل اردوغان مقابل ٧٠٠ ألف دولار امام معلومات تفيد باعتقاله، هي حيلة لإدخاله سباق الرئاسة ام قطع لأي فرصة له من محاولة الدخول أصلا. ام ان الامر مجرد عرض ترويجي (لأردوغان) امريكي الطابع على غرار مطالبة الرئيس الأمريكي (مهما كان اسمه) ورأس مخابراته بالمطلوبين على لوائحهم المختبئين بكهوف تورا بورا الأفغانية.

ولكن السؤال العالق بالفعل هو ما هو بالضبط الدور الذي يقوم به الدحلان خارج الضفة؟ لماذا يلصق به اردوغان الآن تهمة مساعدة الانقلاب عليه قبل عدة سنوات؟ وهل للدحلان علاقة بتوطيد العلاقة بين إسرائيل والامارات والتي تم تتويج اخرها بدخول الإسرائيليين بدون فيزا وافتتاح كنيس ونشيد وطني إسرائيلي وعلم في مباريات؟ مع من يعمل الدحلان بالضبط وماذا يعمل؟

أسئلة كثيرة عن ماهية دور الدحلان في الكثير من الصراعات، الذي تجعله يبدو وكأن رجل اسطوري. اسطورة لا تضعه في خانة المجد من ابطال الاساطير، ولكن في موضع الشخصية المريبة المرعبة لن تمكنه من دخول سباق الرئاسة المتوقع، الا عن طريق أحد رجالاته- فبين ما تحمله يداه من اتهامات بالدم الذي نزف بدء في غزة قبيل الانقسام

، وبين اتهامه بقتل الرئيس ياسر عرفات (الذي يحتار الانسان الفلسطيني به من حيث هول التهمة من ناحية وصعود الدحلان في أصعب الأوقات لمركزية فتح)، يبقى وضعه على الصعيد الشعبي حرج للغاية. ولكن قوته على الأرض واضحة مما نسمعه عن ضخ للأموال والاستثمارات في ارجاء الضفة وغزة. مما يجعله وأبو مازن امام تحدٍّ ثنائي من جديد. رأسان في معضلة لا يفهمها أحد، تدير حولها الكثير من الشخصيات الافتراضية التي تكاد تصدق نفسها انها من الممكن ان تصبح في يوم ما حقيقية.

الحال على الأرض في تزايد للتزمت الطاغي على كافة مرافق الحياة الفلسطينية، وفي تحول بالسياسة من المقاومة الى المساومة، مجرد ترددات للمزاعم التي لم يعد يصدقها الشعب لما يعيشه بالضفة، وغزة ليس نصيبها في هذا الصدد أفضل.

من جهة أخرى وبعيدا عن الآفاق المحدودة وكوابيس يُخشى ان تصبح حقيقة مُعاشة، هناك ما يجري على الأرض من واقع نخاف ان نواجهه في تدخلات السلطة وفي عدم تدخلاتها. خيمة اعتصام الاسرى المحررين التي ازيلت بطريقة قمعية ومؤسفة، ليكون الرد الرسمي عليها بالحالتين عذر أقبح من ذنب، عندما ينفي رئيس الوزراء علمه بجهة القرار التي ازالت الخيمة، مما يجعلنا نسأل مرة أخرى: ما هي صلاحيات رئيس الوزراء؟ ومن يتنفّذ على من في هذه السلطة؟ ومن ثم يعلن قائد فتحاوي بحجم رئيس محتمل قادم ان الخيمة ازيلت من اجل انارة شجرة عيد الميلاد. واستخدام أطفال المدارس في يوم غضب قرره اولوا السلطة لمحاربة القرار الأمريكي بقانونية المستوطنات والحملة المسعورة للمستوطنين في الضفة ضد المواطنين الفلسطينيين، بينما تفتتح نخبة السلطة حديقة عامة لمواجهة نفس الحدث الجلل. هدم البيوت في عقر دار السلطة الفلسطينية بالجملة، كان اخرها هدم اربع منازل في بيت كاحل غرب الخليل، أصحابها أسرى في سجون الاحتلال.

وفوق كل هذا غصة تضرب على القلب تكللت بارتقاء الأسير سامي أبو دياك في سجون الاحتلال بينما كلمات رسالته الاستغاثية بمطلب يدمي العيون، بأن تكون أنفاسه الأخيرة في حضن امه.

كم من ظلم متلاحق يطارد الاسرى في معتقلاتهم، وكم من ظلم قاتم قاهر مؤلم يتربص بهم خارج أسوار الزنازين وغيابات القهر في المعتقلات.

لعل رحمة الله تكون حضن السماء العادل لسامي أبو دياك، ورحمة لعوائل الاسرى احمد عارف عصافرة وشقيقه قاسم، ونصير صالح عصافرة ، ويوسف سعيد عطية زهور.

 

 

2 فكرتين بشأن “الانتخابات الفلسطينية بين ضيق الأفق وكابوس غير المعلوم. بين إزالة خيمة اعتصام الاسرى المحررين واضاءة شجرة العيد”

اترك رداً على محمدإلغاء الرد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading