متحف محمود درويش… كزهر اللوز لا اكثر

 

الزائر لمتحف محمود درويش يأخذ ربما توقعاته المحددة من المكان . المعرض الدائم بقاعة المتحف تأخذنا في جولة سريعة الى عالم الشاعر الكبير. قد تكون حياته التي أمضاها هكذا بهذه البساطة,سريعة بسيطة مقتضبة, تجعلك تجيب على تساؤلاتك نحوه. كيف كان خط يده وما القلم الذي كان يكتب به ومكتبه الذي كان يجلس عليه, وتلك السترة على المقعد بانتظار رجوعه ليلبسها. تفاصيل كثيرة تجعلك تفكر وكأن اختيارها تم برحلة ذهنية مع محمود درويش قد تمت للتو.

 ما الذي يريده زائر متحف محمود درويش اكثر من ذلك في مكان يمتلىء في كلماته وصوته وصورته من خلال شاشة؟

كزهر اللوز وأكثر … كما العبارات المختلفة التي لا يمكن الا التوقف امامها بايامنا العادية كفلسطينيين عند محاولاتنا بالتعبيرعنا بما لا تتمكن نفوسنا من التصريح به، لعدم المقدرة وعدم الوعي احيانا. بين تأمل لخط يده واطلاق عنان المخيلة للتخيل كيف جلس وفكر وكتب. خط يده يشبه مكتبه وقلمه وساعه واناقته. وكلماته تراوح في افق المكان ولا تتركك بينما تخرج الى فضاء المكان حيث يرقد في مثواه الاخير.

يستقبلنا من جديد او يودعنا، ولا تزال الكلمات تتراقص في الذهن في عبارة اخيرة تتركها وراءك في المعرض : “والارض تورث كاللغة”. وترجع لتخطف النظر من العبارات بينما تتأمل العلم الفلسطيني امامك وشجرات تظلل على الضريح لتفكر :قل للغياب نقصتني وانا حضرت لاكملك. تقف امام ضريح الشاعر الذي رحل وبقيت كلماته تزين فضاءنا ونتغنى بها كبارا وصغارا متعلمين أميين وصارت  كالأرض كما قال تورث كاللغة لشعب يحب الحياة متى وجد إليها سبيلا.

بينما تبقى الحديقة الكبيرة مكانًا للكثير من الإمكانيات ليجلس القادم او يتجول بها… ربما يحتاج المكان الى لمسات تبث الحياة فيه بعد ركود الشتاء.

كزهرة اللوز التي تتفتح بعد طول الشتاء لتبشر ببهاء الربيع يمكن لهذا المتحف ان يكون … وأكثر

اترك رد