تخطى إلى المحتوى

قصة صورة: تطور الحركة النسائية في القدس

 

قصة صورة

هناك مكان ما بتاريخي كامرأة، يحثّني بالبحث رجوعاً إلى التاريخ. أجوبة لا تعطيني إيّاها حواضر اليوم ولا الماضي القريب، فلا أكاد أرى صورة للمستقبل، أستطيع أن أرسم بها واقعاً أفضل لي كامرأة.

وفي كل مرة أحاول المشي قدماً نحو مستقبل، أكون أنا كامرأة بانية له، أجد الأصوات تخرج كالعمدان المرصوص أمامي من صوامع أزلية، تصرّ أننا نعيش على نهج من سبقونا.

لربّما، يكمن هنا بحثي … لأنّ الحاضر لا يقدّم إجابات. ولأن الحاضر مبني على ماضي مبني للمجهول، أحاول في كل مرة أن اخوض في هذا العالم الذي يُشكّل ماهيتّي كامرأة.

في بحثي هذا، والذي ارتبط بصورة مباشرة بدراستي الأكاديمية “دراسات مقدسية”، وجدت نفسي أبحث في شق ما عن موضوع يتعلّق بالمرأة، وكالعادة، لم يكن هناك ما يمكن استحضاره بإيجاد نموذجاً للمرأة عبر تاريخ المدينة ممكن التّعويل عليه. هناك نماذج طُبعت في أذهاننا كنساء معيّنات، كهند الحسيني مثلاً.

هند الحسيني مثالٌ حيّ ومهم، ولكنّه مثال تم الاستحواذ عليه. كعادتنا، فنحن نكتشف أبطال تاريخنا ونُمسك بهم ونصنع لهم أيقونات أشبه بتلك الخاصّة بالعبادة. فكّرت كم امرأة ممكن أن تكون القدس انتجت على غرار هند الحسيني؟ هل من الممكن ان لا يكون هناك نساء الا تلك المعلومات لدينا من أسماء ترسّخت في أذهاننا؟

عندما نظرت إلى تلك الصورة، رأيت مشهداً أبهرني. كلّ تلك النساء مجتمعات، ومع مَن؟ هدى الشعراوي؟ وكأنّ قوة ما سحبتني إلى تلك اللحظة وصرت أجول بين تلك النساء، في تفاصيلهن، في نظراتهن، في لبسهن، في أعمارهن. بهرتني الفكرة واستحوذت عليّ. لأوّل مرّة كنت أرى فيها النساء الفلسطينيات، المقدسياّت في ذلك الزمن، خارج الصورة النمطية التي ألفتها، عن جدّاتي وأقرانهن من النساء. تلك الحكايات من جدّتي لها شكل وصورة وطابع لا يمكن إلا توصيفه بالجمعيّ.

توصيف يغلب فيه الحجاب والخمار على الصورة. جدّتي وانصياعها لجدّي. جدّتي الأخرى وحياتها البائسة كطفلة يتيمة ثم كزوجة لرجل كان يكبرها بنصف قرن. وأمي كنتيجة حتمية لقصص الماضي وتبعاته … ثمّ كنت انا. أحاول المشي في دهاليز الماضي باحثة لي عن مثل لامرأة لا تشبه ما انطبع في ذاكرتي عن النساء.

دخولي عالم هذه الصورة فتح عيوني على عالم كان موجودا بلا أدنى شك. يؤكّد على أنّ الصورة النمطية التي تتابعت حتى حفرت في خيالي لم تكن بالضرورة هي الحقيقة الكاملة. هناك بلا أدنى شك كذلك، تأكيد على أن المجتمع لم يكن متكوناً أبداً من طبقة اجتماعية واحدة. تلك التي قدِمت منها جدّاتي ليست بالضرورة تلك التي قِدمت منها النساء بالصورة. كما تلك الصور النمطية الأخرى للمرأة الفلسطينية كجزء من مجتمع ريفي تتمثل صورته بالركوب على حمار. بين الصورتين، تقبع حقيقة ثالثة، هي ذلك المكان الذي جاءت منه جدّاتي. مكان غير مُعرَّف، مُهمّش، يغلب فيه المجتمع تواجده، ويستمر ليتناقل أطراف ما يجري، ويُركِّب عليه حقائق تُدمج مع الخيال إن وُجد، فتكون الصورة أشبه بما عرفْته عن المجتمع. صورة باهتة لا شكل واضح فيها.

إلا أنّ عالم الصورة هذه لم يكن عالما حقيقياً بالمطلق. فهو ينتمي إلى حقيقة متجزئة أخرى لطبقة ما بالمجتمع. عالم الصورة هذه فتح عوالم كثيرة من الصور. صور اختلطت عليَّ لدرجة صار فيها التشويه اشبه بتلك الصورة التي توارثْتُها. فجأة تمثَّل المجتمع في ذلك الوقت بحلّةٍ جديدة، تتناقض في هيئتها مع واقع الحياة نفسها. كيف كان هناك أناس يعيشون بكل هذه الرفاهية في وقت كل ما تعلّمناه عنه كان انتداباً عقبته نكبة، وتوالت منه النكسات والويلات؟

الالتزام بالبحث ومنهجه، جعلني التزم بسرد الوقائع والاحداث التاريخية التي مرت بها المرأة الفلسطينية. لا أنكر إحباطاتي، كما لا أنكر فرحتي ومفاجأتي في العديد من المواقف. إلا أنّ هناك ما يبقى مسلَّماً به في هذه الرحلة. أنسنة تاريخنا هو أهم ما فيه.

مما لا شك فيه، إنّ الحركة النسائية في فلسطين في بدايات القرن العشرين وصولاً إلى انتهاء فترة الانتداب البريطاني بالنكبة، كانت حركة مؤثرة على التاريخ النسائي نفسه. أتجنَّب استخدام كلمة “نسوي” قدر المستطاع هنا، لأنّي أعتقد بأنّ الحركة كانت نسائية أكثر منها نسوية. قد يكون التحوّل النسويّ جاء مع الهبّة الاخيرة في الحركة النسويّة العالمية في السبعينات والثمانينات التي كانت الحركة النسويّة الفلسطينيّة جزءاً منها.

إلا أنّ الحركة النسائية في بدايات القرن العشرين، وتزامنها مع بزوغ الحركة النّسويّة العالميّة، أخذت طابعاً غير نسويّ بالتحديد، على الرّغم من مناداتها لحقوق المرأة ومحاولة دعم وضع المرأة العربية الفلسطينيّة تحديداً. الصحيح أنّ الحركة النسائية أو النسويّة العربية كانت على غرار تلك الاوروبيّة بطريقة ما. فالمرأة العربية لم تكن متأخِّرة بالمطالبة بحقوقها عن المرأة الغربية. من الملفت وعيِ المرأة العربية لخصوصيّتها كامرأة عربية شرقيّة. فما ميز الحراك النسائي في النّصف الأوّل من القرن العشرين كان ثقافة المرأة ووقوفها بقوة وحزم مع قضيتها الوطنيّة والكونيّة.

ما حصل بالحركة النسائيّة الفلسطينيّة، ليس غريباً عن الوضع الفلسطيني. فالقضية السياسية في الوضع الفلسطيني تغلب دائماً كلّ القضايا، مما جعل الحراك النسائي يتراوح مكانه نوعاً ما، وبروزه فقط عند الحاجة إليه ككلّ مرة.

من المؤكد أنّ المرأة كانت تُبدع في كلّ مرّة أُعطيتْ لها الفرصة للظهور. قد تقاس الحركة النسائية الفلسطينيّة في ذلك المشهد السابق واللاحق لصورة البحث. المؤتمر النسوي الأوّل ولقاء الوفد النسائي المقدسي بالمندوب السامي. قوّة النِّساء وثقافتهن كانت هي العنصر المؤثِّر على البريطانيّين الذي أخذهم بصدمة طويلة. فتلك النساء كسرَتْ كل القوالب التي كانت مرسومة للمرأة العربية من قبل القوى الامبريالية الاستعمارية، التي كانت ترسم شكل المنطقة والشعوب من خلال ترسيخ الاستشراق.

ولكن… هل تبقى المرأة الفلسطينية تابعة ربّما؟ أو مؤيِّدة للنظام الذكوري الفلسطيني؟ فسرعان ما اندرجت الحركة في انفصال نابع من الانفصال الحزبي العائلي. وتحوّلت الأجندات من تلك الخاصّة بالمرأة ومن ثم الوطن، إلى تلك الخاصة بالفصيل أو العائلة.

قبل عدة أعوام، وبينما كنت أعمل في قضايا هدم البيوت. كنت أزور العائلات وأشهد هدم البيوت في صور لا تزال تطاردني من شدّة قسوتها. خطر ببالي السؤال لأوّل مرّة، عندما كنت أسمع قصص النساء. كانت المرأة هي الأولى في المشهد. تُلملم حاجيّاتها بعد الهدم وتواسي أبناءها. أو كانت هي من ترمي بنفسها على الجنديّ وتنهال عليه صراخاً وضرباً، وتتصدى له ولآليّاته العسكرية والقمعيّة. بينما كان الرجل على حافّة حجر مما تبقّى من البيت مهموماً، يأتي الجميع ليواسيه ويشدّ من أزره.  كنت أرى النساء في دور القيادة في تلك اللحظات. لحظة الهدم وما يليها مباشرة. لحظة الذهاب إلى المحكمة. كما ذلك المشهد الذي بقي في ذاكرتي من الانتفاضة الأولى عندما كانت ترمي النساء بأجسادهن مدرّعات امام المدرّعات العسكرية ودلوهن مليء بالحجارة. لم يكن هناك فرق بين امرأة ورجل. ذلك المشهد كان عودة بالتاريخ لمشهد الريادة في المجموعات النسائية في النصف الأول من القرن العشرين. تكامل ما، بانسجام بين ما يمكن أن تقدّمه المرأة للقضيّة بلا تكلّف ولا اعتراض. يأخذ الرجل بيدها ويضعها أمام فوّهة المواجهة غير آبه لعادات أو تقاليد.

إلا أنّ تلك اللحظة تنتهي بانتهاء المصلحة، أو الحاجة، أو الغاية المترتّبة على هذا.

بنفس المشهد تعود تلك السيدات إلى بيوتهن ليصبحن زوجات أو بنات أو أخوات لرجل يُملي الأوامر، وهنَّ يُطعن.

طاعة غريبة متناقضة مع ذلك المشهد السابق لِلَحْظَة.

كان مشهد هدم البيوت هو الاقسى بالنسبة لي، لأنّه كان يشكّل ذلك الخط القامع للمرأة في أصعب صُوَره، مختلطاً بمنطقة ما من المجتمع ليست بالوسطى، وقد تكون كثيراً ما تحت ذاك الخط الفاصل للمجتمع. مكان ما بالمجتمع، تُضرَب فيه المرأة وكأنّها جزء من الماشية المربوطة بفناء البيت. إن لم يكن الزوج أو الأب أو الأخ من يضرب، ممكن أن يكون الابن البكر. منظر قاسي، بانعكاس مؤسف، إلّا أنّه حقيقيّ. المأساوية فيه هي المرأة. كيف تكون بكلّ تلك القوة قبل لحظات، وتصبح بكلّ ذلك الخنوع بلحظات تالية؟

قد يكون البحث أجاب على سؤالي. أو سلَّم به.

قد يكون الموضوع أسهل من أن يأخذه بحث، يحاول أن يفهم أين تقع بذور الخنوع في تربية المرأة الفلسطينية. لا يمكن استئصال مسؤولية القمع الخارجي المتسبِّب من الاحتلال بكافّة أزمنة المجتمع الفلسطيني منذ القرن الماضي والسابق له على أقلّ تحديد. ولا يمكن الاستهانة بهذا. فالقمع له ارتدادات على كل دوائر المجتمع. ما بين قامع ومقموع.

لم تتغير المرأة الفلسطينية منذ ذلك اليوم كثيراً.

تطوّرت بتطوّرها كامرأة، إلا أنّها لم تحارب من أجل أن تصبح شريكة للرجل. اكتفت بدورها الثانوي كزوجة في أحسن حال. زوجة لرجل ذا شأن ما، خارج البيت أو الساحة السياسية.

 

الصورة:

 

لقد تم تشويه الذاكرة الفلسطينية وسط كل الكوارث والهزائم التي عاشها الفلسطينيون على المستوى الشخصي والشعبي.

إنّ الذاكرة الجماعيّة في وقت الكوارث تصبح شخصيّة على ما يبدو. فيتمّ تخبئة الذكريات بدهاء أو مسحها تماماً في بعض الحالات.  ليست مصادفة أن ّالرواية الفلسطينية ليست مجمّعة أو يتمّ روايتها بنفس الوتيرة أو بشكل جيد. إن سنوات من الصمت بسبب الهزيمة والعجز أدّت إلى سكوت غير محكيّ لما أصبح لاحقاً الصوت الفلسطيني. هذا الصمت والتشويه قد يتمّ تصحيحه عن طريق الصور. والتي بطريقة ما، تستطيع أن تلتقط الأشياء كما هي، بلا تجاهل حقيقة أنّ الصور تستمرّ بعرض شقٍ محدد ٍ من الحقيقة للمجتمع والناس، لا يمكن أن تصنّف من خلالها المجتمع ككل.

إن محاولات الكثير من الباحثين وكذلك الافراد في حفظ الرواية الفلسطينية خلال العقود الثلاثة الاخيرة، تُشكّل جهداً حقيقياً لاكتشاف حقيقة مجتمع دُفن تحت أنقاض الاحتلال وحوصر بين إنكار وهزيمة. لم يكن التاريخ الشفويّ الفلسطينيّ حتى سنوات السبعينات من القرن العشرين، كما يؤكد المؤرخ الفلسطيني نور مصالحة قد ” بدء بعرض صورة الأحداث من وجهة نظر اللاجئين العاديّين الذين عانوا من الحرمان والتشتت.”[i] مصالحة يؤكد كذلك، أن هذا “كان قبل افتتاح المحفوظات الحكومية والمؤسسات الإسرائيلية في أواخر السبعينات، وما لا يقل عن عشر سنوات قبل ظهور “التاريخ الجديد” في منتصف الثمانينات”. يُبرز مصالحة نقطة مهمّة تؤكد هنا، فيما يخصّ عملية السرد الفلسطينيّة التاريخيّة التي تحاول الدعاية الاسرائيلية الحالية تعزيزها، على انّها مدفوعة ومدعومة من قبل مؤرخين إسرائيليين، بمحاوله تجعل إسرائيل تبدو وكأنّها دولة ليبراليّة تعزّز الفكر الليبرالي.

لا تزال الصور من الماضي المعاش تُشكّل مصدراً مهمّاً، إنْ لم تكن المصدر الوحيد، بعد موت معظم الناس التي عاشت ببدايات القرن العشرين. المحفوظات الرسمية من الفترة العثمانيةّ وما تبقّى من الانتداب البريطاني، بالرغم من استخدامها، إلاّ أنهّا لم تعبّر عن الجانب الحقيقي والصادق عن المجتمع الفلسطيني. إنّ السياق الاجتماعيّ التاريخيّ عند النظر في الصور، يُنتج عدداً من أشكال المعاني التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، كما تصف ساره غراهام في كتاب “صورة المرأة في التصوير الفوتوغرافي في الشرق الاوسط من ١٨٦٠-١٩٥٠”. هكذا أشكال ” تشمل السياق الذي أخِذت الصورة فيه، علاقات القوة والسلطة بين المصور والموضوع. الاعتبارات الجمالية والأيديولوجية التي أثرت على اختيار المصور للموضوع كيفية إمكانية تفسير الصورة من قبل المشاهدين تحديدا في فترة تاريخية معينة.”[ii]

لقد تم تشويه العديد من جوانب الحياة الفلسطينية تحت الاحتلال والصراع من أجل البقاء، الذي تحوّل سنة تلو السنة لصراع من أجل إثبات هويّة تمّ تشكيلها في العقود الأخيرة، من خلال جدول أعمال السياسيين والاحتلال. العودة إلى الصور العائلية القديمة والألبومات يكشف عن كنز مخفيّ في الذاكرة الفلسطينيّة الباحثة عن هويّة.

في صورتنا المحددة، يقع انعكاس واضح لأسلوب معيشة لم يتمّ التعبير عنها بشكل عام. تحتلّ الذاكرة الفلسطينية مشاهداً للشتات وفرار الناس خلال النكبة.

تُقدّم الصورة ورفدها الأساطير حول فترة الانتداب، مثل تلك التي كانت تنصّ على أنّ الحجاب كان للجميع. هناك أيضاً شيء عن النساء في تلك الصورة يُظهر تفاخر في طريقة الجلوس أو الوقوف. كن ّمرتديات بطريقة عصريّة تتناسب مع غداء رسمي أو تجمّع، تحديدا، تجمع سياسيّ الطابع كان محوره نساء.

طريقة لباسهن عبارة عن مزيج من الأناقة يدلّ على تمييزهن للفرق ،وكيف يصلح اللباس المعيّن مع قواعد اللباس المتعارف عليه. يمكننا أن نفترض أنّ العديد منهنّ كنّ منتميات إلى فئة مجتمعية أعلى، ويرجح وجود طبقة وسطى متعلّمة على الأقل.

بتأمّل النظرات، الوجوه والأشكال، لا تبدو النساء بأنّهن مجرّد خرّيجات جامعياّت جدد، بل زوجات وأمّهات. نوعاً ما، تكسر هذه الصورة كذلك المفهوم النّمطيّ لكيفية نظرة المجتمع للمرأة في تلك الفترة. لا يبدو انّ التعليم كان محصوراً لعمر معيّن، وبالتالي، العمل والمشاركة في المجتمع المدني الذي بدا طبيعياً من خلال انعكاس هذه الصورة. في هذا الصدد، فإن الصورة تعكس كذلك جدالا، خصوصاً عندما ننظر إلى صور أخرى لنفس النساء. فمن الممكن أن تعكس تفكيرنا من الحداثة إلى الجدليّة، عندما نلاحظ انّ نفس النساء محجبات في أمكنة أخرى، خصوصا بتلك المأخوذة بالأماكن العامّة. وعليه، فانّ هذا يأخذنا الى سؤال مهم: كيف كانت الحداثة تمارس، وما مدى أصالتها؟

الصورة كانت بمناسبة زيارة رسميّة لهدى شعراوي إلى القدس. لحظة مفصليّة في تاريخ الحركة النّسائية في المنطقة.  أخِذَت الصورة بفندق الملك داوود بالقدس، الذي تؤكّد مكانته ومكانة زوّاره الاجتماعية. انعقاد مؤتمر أو اجتماع في فندق الملك داوود ينحصر اليوم كما في السابق للشخصيات العامّة والقادة. ومع ذلك، فمن المهم أيضاً ان نشير إلى أنه لم يكن هناك الكثير من الفنادق في ذلك الوقت، وكان الفندق معلماً للزوار في المنطقة.

مع تطوّر البحث، ظهرت أسماء نساء ناشطات رياديّات ساهمن في تلك الفترة من الزمن. وبقدر ما لا يمكن للمرء أن يشير بالضبط إلى كل ومن بالصورة ويعلن أن هذه هي فلانة، لا يوجد شك بأنّ النساء الناشطات الرياديّات في إنشاء الحركة النسائية الفلسطينية كنّ في هذه الصورة بتلك المناسبة.

على الرغم من تضارب المعلومات والتشتت، فضلاً عن عدم وجود وقائع من بيانات متّسقة بالتّحضير لمجلس المرأة العربية الذي بدأ في القدس. تبيَّن مع تطوّر البحث النساء اللاتي شاركن به.

على حسب إشارات الصور في موقع “مكتبة الصور الخاصة بفترة الانتداب البريطاني للقدس”، التي تمّ إنشاؤها  من قبل السيدة منى حلبي، النساء بالصورة هنّ: مديحة نسيبة، نبيهة ناصر، مادلين رحيل البينا، زهية نشاشيبي، كاثرين بيروتي، جورجينا عطا الله كاليس، فضيلة دزدار، شهندا دزدار، هيلدا عزام، كاثي سلامة، لوسي جريس، بولين منطورة، ماتيل مغنم، والسيدة نشاشيبي، والسيدة بولس سعيد، وهدى شعراوي[iii].

 

 

[i] Masalha Nour. The Palestine Nakba: Decolonizing History, Narrating the Subaltern, Reclaiming Memory. Zed Books. 2012. (Masalha, 2012) pg.215.

[ii] Graham- Brown, Sarah. Pg 3.

[iii]

تذكر وثائق أخرى المشاركات كالآتي: هدى شعراوي (وسيدتين مصريتين)، زليخة الشهابي طرب عبد الهادي، ميليا سكاكيني أديل عازر عنبرة الخالدي وجيهة حسيني كوكون طليل قدسية سيف الدين، نزهة درويش سلمى حسيني بدرية حسيني فاطمة ابو السعود.

 

 

اترك رد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading