تخطى إلى المحتوى

احجار على رقعة الشطرنج _ صناعة الثورات العالمية

احجار على رقعة الشطرنج

صناعة الثورات العالمية من القرن ال١٧ حتى الصهيونية

نظرية المؤامرة وبروتوكولات حكماء صهيون ، مصطلحان يترددان على مسامعنا دائما بلا يقين يفصل في القول بصحتهما او وهمهما . ولأني لست من ارباب نظرية المؤامرة ، وارفض ان استسلم لفكرة ان هناك قوة ما “شريرة” تقوم بالتحكم بكل مجريات حياتنا وتخطط مسبقا لما ستؤول عليه الامور ، اتعامل مع هكذا نظريات واقاويل وابحاث بحذر .

ولكن ، لا يمكن ان نستسلم كذلك لفكرة عبثية ما يجري من امور. فبالفعل كل ما يجري حولنا منظم ويتم تحريكه من قبل قوى خارجية ليست بالضرورة مرتبطة بصورة مباشرة بما نراه صوب اعيننا من مجريات . ولعل الجواب بات واضحا ، فهناك نظرية رأس المال المطبقة علينا ، واصحاب رؤوس الاموال تلك يريدون للعالم ان يمشي بصورة تتفق ومصالحهم . وكما سخر الانسان فكرة الدين للترويج لمصالحه ، قام هذا الفريق بتسخير فكرة مضادة لمصلحته ، فأصبحنا نقف امام معسكر الدين  واللا دين ، او معسكر الله والشيطان . وما بين المعسكرين يقف الشعوب ، وفي توصيف اولئك تتشرذم الكلمة الى ” الجوييم” ، وبكل الاحوال  هناتبدأ المعضلة من “نحن” و “هم” . الاصطفاء والتمييز الواحد على الاخر ، وتتراكم الامور في تمييزها حتى نصل الى مرحلة يصبح التمييز بين اصحاب البيت الواحد. فنرجع هكذا الى قصة الخليقة الاولى والانفصال الاول الذي حصل فيما بين هابيل وقابيل .

واذا ما قررنا التجرد من التفكير الثيولوجي والاسطوري والديني ، وتمسكنا بقراءة ما اتانا من التاريخ بمخطوطاته وكتبه ، لا يمكننا ان نعبر عن كتاب ” احجار على رقعة الشطرنج ” مرور الكرام . ونبذة عن تاريخ الكتاب والكاتب تجعل الحاجة الى التوقف امام هذا العمل اكثر . فمؤلف الكتاب وليام غاي كار كان ضابطا في المخابرات الملكية البريطانية ،ونقل الى سلاح الغواصات بعد سنة ١٩١٦، مما استدعى تدخلا من وايزمان ، في حينه لمصلحة الضابط ،الذي نقل فيما بعد الى وزارة الاعلام و من ثم الى المكتب الصهيوني في اواخر ذلك العام . توفي وليم غاي كار سنة ١٩٥٩ في ظروف غامضة.

صدر الكتاب لأول مرة سنة ١٩٥٥، وبلا شك ، فان الكاتب نزعته اقرب الى الدينية ومقارباته تتجه نحو فكرة الخير المطلق مقابل الشر المطلق ، والفريق (المسيحي) الذي يدعو الى الله ، والفريق (اليهودي) الذي يدعو الى الشيطان . ولكنه بكل الاحوال يؤكد ان الموضوع لا يرتبط بكل المسيحيين بخيره ولا بكل اليهود بشره ، بل هناك مسيحيونن عملوا على قدم وساق مع فريق الشيطان ، ولم يكن كل يهودي على دراية بهذه المؤامرة للسيطرة على الكون من اجل اعلاء كلمة الشيطان .

اما الكاتب نفسه ، الذي كان جزء من تلك المنظومة ، لم يستطع ان يصل الى فك رموز سرها الا سنة ١٩٥٠ على حد قوله ، عندما تيقن ان كل الثورات والحروب لم تكن “سوى نتائج شيطانية مستمرة” .

بدأت المؤامرة على حسب قول الكاتب عندما اوعز لادام وايزهاوبت الذي كان استاذا يسوعيا للقانون وارتد عن المسيحية واعتنق المذهب الشيطاني ، فاستأجره مجموعة من المرابين لمراجعة البروتوكولات التي كتبها روتشيلد واعادة تنظيمها وانتهى منها سنة ١٧٧٦ ، ووقعت في يد الحكومة البافارية سنة  ١٧٨٥ او ١٧٨٤.

والمتداول عن هذه القصة ان احد الفرسان اصيب بصاعقة اودت بحياته بينما كان على جواده حاملا للمخطوط بين فرانكفورت وباريس فوقعت الوثائق بيد الشرطة التي سلموها للسلطات المحلية ببافاريا. . وكانت المخطوطة تحوي على معلومات مفصلة حول الحركة الثورية العالمية وتعليمات بالخصوص عن الثورة الفرنسية . كانت تلك المعلومات صادرة من النورانيين اليهود في المانيا وموجهة الى السيد الاعظم لماسونيي الشرق الاكبر في فرنسا. حيث كانت المحافل الماسونية في فرنسا قد تحولت الى معاقل سرية للثورة واعمال العنف التي كان يعدها اورليان ، الذي جرى ادخاله الي المنظمة النوارنية اليهودية في المانيا .

فكرة المؤامرة تكونت عندما قرر آمشل ماير باور الابن تحويل اسم العائلة الى روتشيلد ،تيمنا بالدرع الاحمر الذي كام معلقا على دكان والده  الذي تعلم منه مهنة الصياغة والصرافة والمراباة بفرانكفورت. (الدرع الاحمر كان رمز المهنة ويأتي اللون من كلمة (ايدوم) التي لها دلالة في التاريخ اليهودي )

اما امشيل موسى باور الاب ، استقر بفرانكفورت بآلمانيا بعدما انهكه التجوال في اوروبا الشرقية وفتح محلا للصيرفة هناك.

قام روتشيلد بدعوة ١٢ رجلا من المتنفذين الاغنياء لملاقاته بفرانكفورت  من اجل اقناعهم بوجهة نظره التي تتلخص في “انه اذا وافق هؤلاء الاثرياء على تجميع ثرواتهم وتأسيس مجموعة واحدة فإن بإمكانهم ان يمولوا الحركة الثورية العالمية ويستخدموها وسيلة عمل للوصول الى الهدف الاسمى وهو السيطرة على الثروات والموارد الطبيعية واليد العاملة في العالم بأجمعه.” ولم تكن خطة روتشيلد غريبة او جديدة ، فلقد استخدم في اقناعهم الثورة الانجليزية التي كانت قد حيكت من قبل المرابين الذين سيطروا على المقدرات الاقتصادية وتمكنوا من زيادة القرض القومي بشكل قوي ودائم بواسطة المؤامرات التي كانت تحاك على مستوى عالمي وتنتج الحروب والثورات فتدفع الدول الى الاستدانة . ( استدانت الخزينة الانكليزية بأمر من الملك وليام اوف اورانج  ١،٢٥٠،٠٠٠ جنيها سنة ١٦٨٩، بشروط وضع بنودها المرابون، كان الهدف الاولي منها التحكم وانشاء مصرف انكلترا . تضخم المبلغ فوصل الى ١٦ مليون لغاية سنة ١٦٩٨. وكان في عام ١٩٤٥ قد بلغ ٢٢،٥٠٣،٥٣٢،٣٧٢ جنيه، وكان مقدار الفائدة فقد بين عامي ١٩٤٥ و١٩٤٦ (٤٤٥،٤٤٦،٢٤١ )

مخطط روتشيلد يتلخص في محاولة السيطرة على الثروات والموارد الطبيعية واليد العاملة في العالم على النحوالذي اوجز الكاتب فيه المخطط كما يلي :

-ـ ” بما ان اكثرية الناس تميل الى الشر اكثر من ميلها الى الخير ، فإن الوسيلة المثلى للحصول على اطيب النتائج في الحكم هي استعمال العنف والارهاب وليس استعمال المناقشات العلمية الهادئة.” فالمجتمع الانسائي البدائي بالنسبة لروتشيلد كان يخضع للقوة العمياء التي تحولت فيما بعد الى القانون . واستنتاجه يقضي بأن ” قوانين الطبيعة تقضي بأن الحق هو القوة”.

ـان الحرية السياسية هي مجرد فكرة مجردة ولن تكون حقيقة واقعة . فكل ما يتطلبه الامر هو التبشير بالتحرر السياسي من قبل شخص او هيئة ما ، فإذا ما امنت الجماهير قبلت بأن تتنازل عن بعض امتيازاتها وحقوقها دفاعا عن تلك الفكرة .

ـ الدين كان مسيطرا على المجتمع ، ولما استعيض عن الدين بالحرية لم يعرف الناس كيف يستخدموها باعتدال . فبالنسبة لروتشيلد ان هذا يستدعي الى استخدام فكرة الحرية لاثارة النزاعات الطبقية داخل المجتمع الواحد. وعليه فانه ” لن يكون مهما بالنسبة لنجاح مخططنا على الاطلاق ان يتم تدمير الحكومة القائمة من الداخل او من الخارج . لأن المنتصر كائنا من كان سوف يحتاج الى “رأس المال” وهو بكامله بين ايدينا نحن.”

ـ ان الوصول الى الهدف يبرر اي وسيلة كانت . فالحاكم العادل والملتزم بالقواعد والشرائع ليس مؤهلا بالنسبة له . ” يجب على الذين يرغبون بالحكم ان يلجؤوا الى الدسائس والخداع والتلفيق لأن الفضائل الاجتماعية الكبرى كالصدق والاستقامة ما هي الا عيوب كبرى في السياسة.”

ـ ” ان حقنا يكمن في قوتنا . ان كلمة حق هي فكرة مجردة جوفاء ولا تثبت شيئا . ولقد وجدنا معنى جديدا للحق وهو ان نهجم متذرعين بالحق الذي للقوي وأن نذرو ادراج الرياح كل المؤسسات والعقائد القائمة وان نصبح السادة المسيطرين على كل اولئك المستسلمين الذين يعطوننا قيادهم وحقوقهم بتركهم كل قواهم للتلهي بفكرة التحرر البلهاء.”

ـ “يجب ان تظل سلطتنا الناجمة عن سيطرتنا على المال خفية عن اعين الجميع،حتى يأتي اليوم الذي تصل فيه هذه السلطة الى درجة من القوة يستحيل معها على اي قوة اخرى ان تشكل خطرا عليها .”

ـ ان الجماهير عمياء عديمة التفكير وسريعة الانفعال وانها دوما تحت رحمة اي تحريض من اي طرف كان . ومن اجل ذلك يجب تبني دراسة نفسية الجماهير للسيطرة عليهم. “لا يستطيع التحكم في الجماهير وتسييرها بفعالية سوى حاكم طاغية. والطغيان المطلق هو السبيل الى بناء الحضارة . فالحضارة لا تبنيها الجماهير وانما يبنيها الذين يقودون هذه الجماهير.”  وعليه ” ان الحرية المطلقة تتحول الى فوضى اذا ما حصلت عليها جماهير الشعب.”

ـاثارة الفساد الاخلاقي والكحول والمخدرات وكل انواع الرذائل لدى الشبيبة الصاعدة لدى الامم المختلفة. ودس العملاء في كل مكان. وكذلك ” نساء المتعة ـ بعض سيدات المجتمع اللواتي سيتطوعن من تلقاء انفسهن لمنافسة الاخريات في ميادين الفساد والترف، على انه لا يجب ان نقف عند اي حد في ميادين الرشوة والفساد والفضائح والخيانة ، ويجب ان نستغل كل شيء في سبيل الوصول الى الهدف النهائي .”

ـ “سنسلك في دولتنا التي سنشيدها طريق الغزو السلمي التسللي وبذلك نتجنب فظائع الحروب المكشوفة ، ونتائجها مستعيضين عنها بوسائل اقوى فداحة واضمن النتائج ، كأحكام الاعدام بالجملة الضروررية لممارسة حكم الارهاب الكفيل بتأمين خضوع الجماهير الاعمى لنا.” وبالطبع يحق للمؤتمرين اغتصاب ممتلكات او اموال اي شخص وبدون تردد اذا ما كان هذا يؤمن لهم المزيد من السيطرة والاذلال.

ـ اما بالنسبة للشعارات التي يجب اطلاقها فيقول روتشيلد: ” ليس هناك في العالم مكان لما يسمى ب”الحرية” و”المساراة” و”آلاخاء” . ليس هناك سوى شعارات كنا اول من اطلقها على افواه الجماهير ليرددها هؤلاء الاغبياء كالببغاوات ولن يتمكن عقلاء الجوييم من الاستفادة من هذه الشعارات المجردة ولن يستطيعوا ان يدركوا التناقض في محتواها ” . وعليه ” سوف نبني على انقاض الجوييم المبني على ارستقراطية النسب نظاما يقوم على ارستوقراطية المال. وهذا النظام سيعتمد على الثروات وهي بكاملها في ايدينا.”

ـ عليهم باثارة الحروب دائما ، كما ان عليهم السيطرة على محادثات السلام التي تعقب الحروب وان يوجهوها بطريقة لا يحصل فيها اي من الفريقين المتنازعين على مكاسب اساسية . وهذه الاثارة للحروب يجب ان تكون منهكة للامم المتورطة يحيث تضطر الى الاستدانة والوقوع في رقبة الديون التي تمكن عملاء المؤامرة من تشديد الخناق على السلطات المحلية.

ـ اما الادارة المدنية ، فستقوم الجماعة باستخدام كل ما لديها من ثروات لابراز اشخاص وترشيحهم للمناصب العامة، ” ويكون هؤلاء الاشخاص من ضعف الشخصية والخضوع بحيث يطيعون ما يصدر اليهم من الاوامر مباشرة وهكذا يمكننا استعمالها كاحجارا على رقعة لعبتنا يديرهم رجالنا الاذكياء الذين سنعينهم للعمل من وراء الستار مستشارين وخبراء في الحكومات المحلية.” واضاف : ” اما هؤلاء المستشارون والخبراء فسوف يتم انتقاؤهم منذ الطفولة والاشراف عليهم وتربيتهم وتدريبهم وفق عقيدتنا لنهيئهم في يوم من الايام ليحكموا العالم ويتحكموا في مصيره.”

ـ عن موضوع الدعاية والاعلام ،شرح كيف يمكن السيطرة عن طريق استخدام الثروات على جميع وسائل الاعلام، فيظل المتآمرون في الخفاء بعيدين عن الشبهات مهما كانت نتائج الاكاذيب والفضائح التي يبثونها . ” سوف نحوز بفضل امتلاكنا الصحافة على سلاح ذهبي . ولا يهم كوننا لن نصل الى السيطرة عليه الا بعد خوض بحار من دموع الضحايا ودمائهم . لقد ضحينا في بعض الاحيان بالبعض من شعبنا ، ولكن ضحية واحدة منا تعدل الفا من ضحايا الجوييم.”

ـ اما بعد ان تستكين الشعوب بفعل الحاجة والارهاب بعد ان تكون قد وصلت الى درجة كافية من الانهيار ، فهنا تظهر شبكات العملاء التابعة للمؤامرة ، فيظهروا على انهم من سيعيدوا النظام الذي سببه النظام السابق . ” وبعد استعادة النظام والشرعية نقوم باعدام المجرمين والمهووسين الذين كانوا اداتنا في حكم الارهابي والفزع، فنظهر بذلك كمنقذين ومخلصين للجموع المضطهدة وكأبطال مدافعين عن حقوق العمال. ” ” ويحدث ذلك في الوقت الذي نهدف فيه الى عكس ذلك تماما ، اي الى السيطرة المطلقة والانتقام من الجوييم.”

ـ  ان ازمات البطالة العامة ونوبات المجاعة التي سنسببها بفضل ما نملكه من سلطان سوف تخلق نقصا في الموارد الغذائية ، وهذا سيؤدي الى ولادة حق جديد هو حق رأس المال في السيطرة بدلا من حق ارستقراطية النسب والسلطة الشرعية للملوك.” فتصبح الجماهير بأيدي العملاء الذين يقومون بتوجيههم حسب الحاجة .

ـ ثم يأتي دور استخدام الماسونية التي كانت قد ظهرت بنهج لا ديني وحصلت على استحسان بعض الطبقات في المجتمعات من خلال الاعمال الخيرية والانسانية لنشر العقائد الالحادية بين الشعوب. ، فكان هناك حاجة للتغلغل فيها وفي محافلها ، عندها : ” عندما يحين وقت سيدنا وسيد العالم اجمع لاستلام السلطة فان هذه الايدي ذاتها ستتكفل بازاحة كل من يقف بطريقه.

ـوهنا يأتي دور خداع الجماهير عن طريق الخطابات الطنانة والشعارات الشعبية، والوعود السخية للجماهير . ” ان بالامكان دائما تنفيذ عكس الوعود التي قطعت للجماهير ،فليس لذلك اي اهمية تذكر “. لان الجماهير بالنسبة لروتشيلد يمكن استثارتها دائما باطلاق شعارات الحرية والتحرر الى “درجة من الحماس يمكن معها ان تعاكس حتى اوامر الله وقوانين الطبيعة”.واضاف ” لهذا السبب فاننا بعد الحصول على السيطرة المطلقة سنمحو حتى اسم الله من معجم الحياة.”

ـثم يأتي دور العصيان المسلح واهميته في حرب الشوارع . فالبنسبة لروتشيلد ان حكم الارهاب ضروري لانه اوفر الطرق تكاليف واشدها فعالية بحيث لا يمكن الاستغناء عنه بعد اي تمرد مدبر لنشر الذعر في افئدة الجماهير واخضاعها بسرعة.

ـ  اما الدبلوماسية ،فلكي تتمكن المنظمة ” من خلال عملائها ،المتخذين صفة الخبراء ،في الحقول الاقتصادية والسياسية والمالية في المراكز الحساسة ليتمكنوا من القيام بالاعمال الني يعهد اليهم فيها من دون خوف من افتضاح امر القوى الخفية التي تسير من وراء الستار بالامور والقضايا الدولية… بحيث يصبح من غير الممكن لأي امة ان تعقد اي اتفاق او تجري اي مفاوضات من دون ان يكون لعملائنا السريين يد في الامر.”

ـ ان الهدف هو الحكومة العالمية التي تسيطر على العالم بأسره ، وللوصول لهذا الهدف يقول روتشيلد: ” سيكون من الضروري انشاء احتكارات عالمية ضخمة تدعمها ثرواتنا المتحدة بمجموعها بحيث تصل هذه الاحتكارات الى درجة من السلطة والهيمنة لا يمكن معها لأي ثروة من ثروات الجوييم مهما عظمت ان تقع تحت وطأتها مما يؤدي الى انهيار الثروات والحكومات عندما يأتي اليوم الذي سنضرب فيه ضربتنا الكبرى “.

ـالحرب الاقتصادية من خلال فرض الضرائب العالية والمنافسة غير العادلة للتجار الوطنيين مما يؤدي الى تحطيم ثروات الجوييم ومدخراتهم الوطني، وانزال الخراب الاقتصادي بالامة . اما على الصعيد الدولي ، فسيتم طرد الدول من السوق العالمي عن طريق المنافسة بالاسعار، وذلك عن طريق السيطرة على المواد الخام المستخدمة بالصناعة واثارة الشغب في صفوف العمال ولشراء المتنافسين بالاموال.” علينا ان نتدبر الاحوال دائما بشكل لا يتمكن معه العمال من الافادة بأي حال من الاحوال من زيادة الاجور التي يحصلون عليها.”

ـوجوب تسليح الجوييم تسليحا ثقيلا وعلى نطاق واسع ثم دفع المعسكرات المتنازعة الى الصراع المنهك بحيث ” لا يبقى في النهاية الا مجموعات العمال تسيطر عليها حفنة من اصحاب الملايين الذين كرسوا انفسهم لقضيتنا . وسيكون بالاضافة الى هؤلاء عدد كاف من رجال الشرطة والجنود لحماية مصالحنا.”

ـ وهنا نصل الى النظام الجديد و حيث يقوم الدكتاتور المطلق بتعيين افراد الحكومة العالمية ، وسينتقي اعضاء هذه الحكومة من بين العلماء والاقتصاديين والماليين واصحاب الملايين.

ـ يجب السيطرة على عنصر الشباب و عليه “يقوم عملاء المؤامرة بالتسلل الى كل طبقات الشعب ومستويات المجتمع والحكومة بهدف خداع عقول الشباب وافسادها عن طريق تلقينهم النظريات الخاطئة.”

ـ ترك القوانين الداخلية او الدولية كما هي واساءة استعمالها وتطبيقها حتي ينتهي الامر الى دمار حضارة الجوييم.” ويتم ذلك عن طريق تفسير القوانين بشكل مناقض لروحها و يستعمل اولا قناعا لتغطيتها ثم يطمسها بعد ذلك نهائيا.وكان الهدف النهائي هو احلال الحكم الكيفي محل القانون. “

وينتهي البروتوكول او المخطط على حسب اعتقاد الكاتب بالنقطة التالية : “لعلكم تظنون ان الجوييم لن يسكتوا على هذا وانهم سيهبون للانقضاض علينا ، ولكن هذا خطأ .سيكون لنا في الغرب منظمة على درجة من القوة والارهاب تجعل اكثر القلوب بسالة ترتجف امامها …تلك هي منظمة الشبكات الخفية تحت الارض . وسنعمل على تأسيس منظمات من هذا النوع في كل عاصمة ومدينة نتوقع صدور الخطر منها “.

من المعروف ان هذه الوثائق تم الكشف عنها سنة ١٩٠١ من قبل البروفسور الروسي نيلوس في كتابه “الخطر اليهودي” الصادر سنة ١٩٠٥.وفي استكمال لهذه الوثائق هناك معلومات تكشف كيف تم استعمال الداروينية والماركسية والمباديء التي قامت عليها فلسفة نيتشه ، وكيف سيتم استعمال الصهيونية كسلاح جديد في المؤامرة.

ويستعرض الكاتب تباعا تاريخ الثورات منذ ثورة انكلترا ، مرورا بالثورة الفرنسية ، ثم الامريكية والاسبانية والبرتغالية والروسية في بداية القرن العشرين. وفي استعراض للاحداث والاسماء لا يسع القاريء الا استرجاع معلوماته التاريخية التي زرعت بنا منذ الصغر في كتب التاريخ وما تم ترويجه لنا مما هو خير او شر . وفي خضم هذا الفيض من عرض الاحداث لا يمكن الا ان تصاب بالريبة من حقيقة ما كان يجري وما يزال. فالاساليب نفسها والهدف لم يتغير . فكرة الثورة العالمية من اجل الاطاحة بحكم السلالات واستبداله بحكم رأس المال . ورأس المال هذا وجهته منذ البدء كانت وتعيد نفس الاسم . روتشيلد ويتفرع نفوذ المال من اسماء شريكة له بطريقة مباشرة او غير مباشرة.

بالنهاية من هم اولئك ؟ بالنسبة للكاتب ان فريق الشر الشيطاني هذا مكون من قبل “النوريين” او “الالوميناتي” الذين يستمدون اسمهم من احد اسماء الشيطان “لوسيفر” حامل النور او الكائن الفائق الضياء. . والنورانيون هم مجموعة من الحاخامين اليهود الذين يزعمون لانفسهم السلطة المطلقة في تفسير ما يسمونه المعاني السرية للكتابات المقدسة وذلك بواسطة الهام الهي خاص.واستمدوا قوتهم من عدد من المرابين والمديرين والحكماء وقرروا ان يؤسسو مجمعا سريا يعمل على تحقيق اغراضهم .

تألف المجمع النوراني من ١٣ عضوا ، ويشكل هؤلاء اللجنة التنفيذية لمجلس ال ٣٣. يدعي رؤوس المجمع النوراني اليهودي امتلاك المعرفة السامية في ما يتعلق بشؤون الدين والعقائد والاحتفالات الدينية والطقوس. هؤلاء من صمموا العقيدة الالحادية التي نشرت سنة ١٨٤٨ بما يسمى ب “البيان الشيوعي” الذي كتبه ماركس . كان عم ماركس احد الحاخامات ولكنه انفصل من السلك الكهنوتي رسميا عندما عينت له مهماته الكبرى .

اما سبب استخدام العدد ١٣ ، فهو رد على فكرة المسيح والحواريين ال ١٢. وقوانين الانتماء للمجموعة صارمة تقضي بان يحلف العضو ايمانا مغلظة بالخضوع المطلق الشامل لرئيس مجلس ال٣٣ ،والاعتراف بمشيئته مشيئة عليا لا تفوقها اي مشيئة اخرى على الارض كائنة من كانت .

وهؤلاء يرون في انفسهم الاكثر عبقرية ومقدرة على سيادة العالم والتحكم به .

“ان اصحاب المصارف العالميين لا يهمهم سوى الحصول على السيطرة المطلقة على العالم بما فيه من ثروات ومصادر طبيعية وقوى بشرية. والفكرة المستخلصة الوحيدة التي تدور في اذهانهم هي انهم يؤمنون تماما بتفوقهم العقلي على بقية الجنس البشري ، وبالتالي فهم اقدر على الحكم في القضايا العالمية والتصرف بها من غيرهم ، وهم مقتنعون تماما ان في استطاعتهم ايجاد خطة افضل من خطة الله لحكم العالم ! وهذا هو السبب في انهم يحاولون محو اسم الله ووصاياه من اذهان البشر واحلال نظامهم الجديد محلها . ويقوم نظامهم الجديد هذا على ان الدولة فوق كل شيء وان رأس الدولة هو الاله على هذه الارض ، ونجد مثالا يبرهن على ذلك في المحاولة التي جرت لتأليه ستالين . وعندما يقتنع الناس بهذه الحقيقة الكبرى سيتحققون من ان جميع الرجال من جميع الاجناس والالوان والمذاهب لم يكونوا في الواقع سوى احجار في لعبة الشطرنج العالمية.”

اترك رد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading